icon
التغطية الحية

ما مصير اليتيمة السوريّة آية المولودة تحت أنقاض الزلزال في جنديرس؟

2023.02.16 | 16:42 دمشق

الطفلة الرضعية آية
الطفلة الرضيعة آية - جنديرس
إسطنبول - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

تضاربت الأنباء حول مصير الرضيعة السوريّة (آية)، التي وُلدت تحت أنقاض منزل عائلتها المهدّم من جرّاء الزلزال المدمّر في بلدة جنديرس بمنطقة عفرين شمال غربي حلب، بعد ورود أنباء عن محاولة اختطافها من المشفى الذي نُقلت إليه، تزامناً مع عرض آلاف الأشخاص تبنّيها.

والرضيعة آية (اسم أطلقه عليها طاقم المشفى الذي وصلت إليه بعد إنقاذها) أبصرت النور يتيمةً، في حين قضى جميع أفراد عائلتها وهم: (والدها عبد الله المليحان، والدتها عفراء أبو هدية، إضافةً إلى أشقائها الأربعة)، بعد تهدّم منزلهم في جنديرس من جرّاء الزلزال.

وبحسب مصادر محلية لـ موقع تلفزيون سوريا، فإنّ (الرضيعة آية) نُقلت من "مستشفى جيهان" إلى "مكانٍ آمن" في عفرين، وذلك حمايةً لها بعد أنباء تعرّض المشفى إلى اقتحام من قبل مسلّحين، بهدف اختطاف الرضيعة.

"صحة عفرين" تنفي محاولة اختطاف الطفلة

ونفى مدير الصحة في عفرين أحمد الحاج حسن، الادعاءات التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تفيد بأنّ اقتحام "مستشفى جيهان"، كان محاولةً فاشلة لاختطاف الرضيعة آية.

وأوضح في تصريحات لـ شبكة BBC البريطانية، أنّ "ادعاءات الاختطاف كانت مبنية على سوء فهم. وما جرى كان قضية داخلية تماماً تتعلّق بالمستشفى، وليس لها أي صلة على الإطلاق بالرضيعة".

وأضاف "الحاج حسن"، أنّ "مديرية الصحة اتخذت الإجراء الاحترازي لحماية الرضيعة آية من احتمال خطفها وتزوير تبنيها"، مشيراً إلى أنّهم "عازمون على إعطاء الأولوية لرفاهية الرضيعة، والتصرف بحذر في مسألة التبنّي".

اقرأ أيضاً.. سوريا.. إنقاذ رضيعة حضنتها شقيقتها لتحميها من الزلزال |فيديو

جاء ذلك، بعد أنباءٍ تداولها ناشطون، يوم الثلاثاء الفائت، تفيد باقتحام اثنين من المسلّحين لـ"مستشفى جيهان" في عفرين - حيث كانت تُعالج الرضيعة آية - واعتدائهما بالضرب عل مدير المشفى خالد عطية، ومحاولتهما اختطاف الرضيعة، بالتنسيق مع أحد الممرضين.

 

ونقلت وكالة "أسوشييتد برس" الأميركية عن مسؤول في "مستشفى جيهان"، أنّ مدير المستشفى اشتبه في ممرّضةٍ كان تخطّط لاختطاف الطفلة آية وتلتقط صوراً لها، ما دفعه إلى طردها، قبل أن تعود بعد ساعات برفقةِ اثنين من المسلّحين اعتديا بالضرب على المدير، الذي كانت زوجته تُرضع آية (رضاعة طبيعية) إلى جانب طفلها الصغير.

وأشار ناشطون إلى ظهور العديد من الأشخاص الذين زعموا بأنهم من أقارب الرضيعة آية، ما دفع مديرية الصحة في عفرين إلى اتخاذ تدابير احترازية من أجل حمايتها، ونقلها إلى "مكانٍ آمن".

وذكر ناشطون، أنّ التفاعل الكبير مع قصة الرضيعة آية التي وُصفت بـ"الطفلة المعجرة"، دفعت نظام الأسد ووسائل إعلامه إلى تبنّي الظاهرة أمام الإعلام العربي والعالمي، وأنّها وُلدت في مناطق سيطرته، فضلاً عن محاولات - غير مؤكّدة - لـ"ضبّاط النظام" بدفع أموالٍ للوصول إلى الطفلة والعمل على تبنّيها باسم منظمة خيرية، اكتُشف لاحقاً أنّها تابعة لـ"أسماء الأسد".

 الطفلة الرضعية آية الصورة
متداول.. منشور حُذف لاحقاً من صفحة "رئاسة الجمهورية العربية السورية"

بعد نجاتها بأعجوبة.. الآلاف يعرضون تبنّي الرضيعة آية

أفادت مصادر من الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) لـ موقع تلفزيون سوريا، بأنّ الطفلة آية وُلدت في أوّل أيام الزلزال المدمّر الذي ضرب شمالي سوريا وجنوبي تركيا، فجر السادس من شهر شباط الجاري، وأُخرجت بعد 5 ساعات من بدء عمليات الإنقاذ.

وبحسب المصادر، يبدو أنّ والدة (الرضيعة آية) "شعرت بالمخاض بعد وقت قصير من وقوع الزلزال وانهيار المنزل، وتوفيت بعد ولادتها، إذ بقيت متصلة بها عن طريق حبلها السري، عندما عثر عليها رجال الإنقاذ في الدفاع المدني".

وأظهرت لقطات مثيرة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، تُظهر رجلاً يحمل الرضيعة وهي مغطاة بالغبار، بعد انتشالها من تحت الأنقاض وبين الركام.

وأوضح خليل السوادي -  قريب من عائلتها - الذي كان موجوداً عند انتشالها، قائلاً: "الأقارب هرعوا إلى الموقع بعد سماعهم عن انهيار المبنى، وفي أثناء الحفر، سمعنا صوتاً، أزلنا التراب فوجدنا الرضيعة مع الحبل السري، قطعناه وأخذناها إلى المستشفى".

وبحسب "السوادي"، فإنّ "والد الطفلة، واسمه عبد الله تركي مليحان، ينحدر من قرية خشام شرقي دير الزور وكان يقيم فيها قبل أن يغادرها، عام 2014، عقب سيطرة تنظيم الدولة (داعش) على المنطقة.

طبيب الأطفال هاني معروف الذي كان يعتني بها في مستشفى "جيهان"، قال لـ شبكة BBC: إنّ "الرضيعة آية وصلت وهي في حالة سيئة، وكانت تعاني من نتوءات وكدمات، وحرارتها باردة وكانت بالكاد تتنفس"، مردفاً: "لكن رد فعلها للعلاج كان إيجابياً، واستقرت حالتها بحلول اليوم التالي".

الطفلة الرضيعة آية
الطفلة الرضيعة آية في إحدى حاضنات مستشفى "جيهان" بمدينة عفرين (GETTY)

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، عرض آلاف الأشخاص تبنّي (الرضيعة آية)، وكتب أحدهم: "أحب أن أتبناها وأن أمنحها حياة كريمة"، في حين سألت المذيعة الكويتية حليمة بولند عن الإجراءات القانونية اللازمة لـ تبنّي الرضيعة، وتداول ناشطون، أنّ نجمة هوليوود الممثلة الأميركية العالمية أنجلينا جولي، عرضت ذلك أيضاً.

دمار هائل ومئات الضحايا في جنديرس

كانت بلدة جنديرس في منطقة عفرين - الحدودية مع تركيا - واحدة من أكثر المدن تضرراً في شمال غربي سوريا. وقد انهارت فيها مئات المباني بشكل كامل، وراح ضحيتها مئات المدنيين، بينهم عائلات بأكملها.

اقرأ أيضاً.. أحدهم خسر 47 من أقاربه.. ألم الفقد يرافق ناجين من الزلزال في جنديرس

اقرأ أيضاً.. أكثر من 300 وفاة.. وضع كارثي ودمار في جنديرس بريف عفرين |فيديو

وتمثل الوفيات في بلدة جنديرس، ربع العدد الإجمالي للوفيات التي أعلنت عنها "الخوذ البيضاء" في عموم مناطق شمال غربي سوريا، بعد أنّ أصبح 90% من السكّان البالغ عددهم 4.6 ملايين نسمة، بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية حتى قبل وقوع تلك الكارثة.

وكانت مناطق في شمالي سوريا وجنوبي تركيا قد شهدت، فجر الـ6 من شهر شباط الجاري، زلزالين بقوة (7.6 و7.8) على "مقياس ريختر"، هما الأعنف تقريباً في تاريخ المنطقة، ما تسبّب بحدوث كارثة إنسانية نتيجة الدمار الهائل الذي خلّف آلاف الضحايا ومئات آلاف المشرّدين، وما تزال المنطقة تشهد هزات ارتدادية - أقل قوّة - تجاوزت الـ4 آلاف.