أعلن معلمو ومدرسو مدينة الباب وضواحيها شرق حلب، عن إضراب عام عن العمل لـ يوم واحد، يوم غدِ الخميس، وذلك احتجاجاً على الرواتب المتدنية التي يتقاضونها.
وقال المعلمون في بيان نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي، إنهم يحصلون شهرياً على راتب قدره "500 ليرة تركية" (أي ما يعادل 85 دولار أميركي/ 35 ألف ليرة سورية)، مطالبين برفع قيمة راتبهم أسوة بالمعلم السوري داخل تركيا والذي يتقاضى مبلغ "1600 ليرة تركية" (قرابة 260 دولار).
وتابع المعلمون في بيانهم، أن المعلم السوري في تركيا "ينعم بكافة ظروف الرفاهية المجتمعية" وبراتب مرتفع، بينما قيمة إيجار أي منزل في الباب وريفها لا يقل عن (50 ألف ليرة سورية) أي "700 ليرة تركية" ما يزيد عن الراتب الكلّي "200 ليرة تركية".
وطلب المعلمون مِن أهالي مدينة الباب وريفها، عدم إرسال أطفالهم إلى المدارس يوم غدٍ الخميس، مضفين في بيانهم أنهم "حريصون كل الحرص على التعليم وعلى الطلبة، ولن يستقيلوا أو يتركوا المدراس، لكنهم يطالبون بأبسط حقوقهم".
وقال أحد المعلمين في مدينة الباب لـ موقع تلفزيون سوريا، إن إعلان الإضراب ولـ يوم واحد، جاء بعد العديد مِن الوعود التي تلقوها بزيادة رواتبهم الشهرية، لافتاً أن المعلمين قدّموا عريضة بـ"اللغة التركية" إلى الحكومة في تركيا، وذلك عبر المكتب التعليمي في المجلس المحلي لمدينة الباب، ولكن دون جدوى.
وأضاف المعلم (الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه)، أن هناك بعض المعلمين الذين رفضوا المشاركة في إضراب الغد، مؤكّدين مجيئهم إلى مدارسهم ومتابعة الدوام، وذلك تزامناً مع بيان لـ"مجلس ثوار مدينة الباب" يستنكر موضوع الإضراب، ويؤكّد أحقية المعلمين في زيادة رواتبهم.
وأشار "مجلس ثوار مدينة الباب" في بيان نشره على صفحته في "فيس بوك"، أن "العملية التعليمية حصن وخندق لجيل المستقبل ولا يعبث به إلا مخرّب ومسيئ..، ولا يجوز بأي حال مِن الأحوال تعطيلها تحت أي مبرر"، مطالباً في الوقتِ عينه المجلس المحلي والقائمين على التعليم بتحسين وضع المعلمين ماديّاً، كما طالب المعلمين، أن يلتزموا بدوامهم.
وحسب ما ذكر المكتب التعليمي في مدينة الباب، فإن مسألة تفاوت أجور المعلمين بين سوريا وتركيا، يعود إلى رفض منظمة "يونسيف" تحمّل مسؤولياتها بدفع الرواتب أو المساهمة في إعادة تأهيل المدارس في المنطقة، لذا يتقاضى المعلمون رواتبهم مِن "وقف المعارف الدينية" التركية متحملةً ضغوطاً كبيرة، على حدِّ قوله.
وافتتحت في المدينة قبل أيام، مدرسة ابتدائية وإعدادية حملت اسم "مدرسة أرضروم"، تكفّل أهالي مدينة "أرضروم" شمال شرق تركيا بترميمها، وعمِلت إدارة المدرسة على تنظيم حفل افتتاح حضره نائب والي عنتاب التركية (شانول أسمر)، والمنسقون الأتراك، ووفد مِن ولاية "أرضروم"، وممثلون عن الفعاليات المدنيّة في الباب.
يشار إلى أن مدينة الباب تحوي قرابة الـ 30 مدرسة منها (17 مدرسة) فقط تستقبل الطلاب حالياً، نتيجة الدمار والأضرار المادية الكبيرة التي تعرّضت لها المدارس عن طريق قصف سابق لقوات "نظام الأسد"، والمعارك التي دارت مع تنظيم "الدولة" قبل طرده مِن المدينة.