تداولت منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات القليلة الماضية، نبأً يفيد بمقتل تاجر المخدرات اللبناني نوح زعيتر، الملقّب بـ "بارون" المخدرات، من جراء الغارات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية.
تزامن ذلك مع ارتفاع حدة الغارات الإسرائيلية التي شُنّت منذ مساء أمس الخميس، وشملت جنوبي لبنان وضاحية بيروت الجنوبية، والبقاع الشمالي وخاصة بعلبك ومقنة والقصير على جانبي الحدود مع سوريا، وأدت الى سقوط قتلى وجرحى وخسائر مادية.
ومع انتشار شائعات تفيد بمقتل تاجر المخدرات في إحدى الغارات التي شنها الجيش الإسرائيلي على بعلبك في البقاع أو على جنوبي لبنان، أصدر أشرف الموسوي محامي نوح زعيتر بياناً قال فيه: "كل ما يتم تداوله عن اغتيال المدعو نوح زعيتر هو عار عن الصحة، اقتضى التوضيح".
🛑إسرائيل تغتال زعيم مافيا المخدرات الأكبر في الشرق الأوسط الشيعي نوح زعيتر اليد اليمنى لحسن كبتاغون والمسؤول الاول عن تجارة المخدرات وتهريبها نحو دول الخليج العربي من أجل تقوية المنظومة الجهادية الشيعيه الحسينية الثأرية
— سفيان السامرائي (@SufianSamarrai) October 31, 2024
في غارة على مدينة القصير اليوم pic.twitter.com/L9bt2bo7el
نوح زعيتر
ونوح زعيتر تاجر المخدرات الأوسع نشاطاً والأكثر سطوة في لبنان، نتيجة للدعم المباشر له من قبل "حزب الله" الذي ينتمي إليه. وُلِد في عام 1977 في قرية تعلبايا التابعة لزحلة اللبنانية.
ويجاهر زعيتر المطلوب للقضاء لارتكابه مئات الجرائم، بزراعة القنب الهندي والمتاجرة به، حيث قال في أحد اللقاءات المتلفزة: "نزرع القنب لأنه لا خيار آخر عندنا. إنه المنتوج الوحيد الذي باستطاعتنا تصريفه".
وأضاف: "لم تؤمن الدولة زراعات بديلة مدعومة مثل البطاطا أو القطن أو التبغ لذا فنحن نزرع القنب" الذي تستخرج منه مادة الحشيش المخدر.
ويعدّ نوح من بين أبرز مزارعي المخدرات والمتاجرين بها في منطقة البقاع شرقي لبنان، التي تعتبر في معظمها معاقل رئيسة لـ "حزب الله" وتقع تحت سلطته.
كما يواجه "بارون المخدرات" عشرات الأحكام القضائية في لبنان، من بينها حكماً غيابياً بالإعدام، لارتكابه عدة جرائم من بينها تشكيل عصابة مسلحة وقتل عنصر بالجيش اللبناني.
اخبار عن مقتل نوح زعيتر في جرود بعلبك مع عدد من مرافقيه في غارة للعدو pic.twitter.com/LDsVADGFR8
— Mحmd (@Lebanese_moe000) October 31, 2024
زعيتر في سوريا
ويظهر زعيتر في العديد من الصور والتسجيلات المصورة، إلى جانب مجموعات تابعة لحزب الله وميليشيات أخرى مدعومة من إيران في مناطق سورية عدة، من بينها القلمون والقصير وريف دمشق وحلب. كما تربطه علاقة وثيقة بأفراد نافذين من عائلة الأسد.
وفي مطلع تشرين الأول الفائت، أفادت مصادر خاصة لـ موقع تلفزيون سوريا بأنّ تجار مخدرات يعملون في منطقة البقاع بلبنان، انتقلوا إلى دمشق واللاذقية بالتنسيق مع وسيم الأسد قريب رئيس النظام السوري، ومع الفرقة الرابعة التي يرأسها ماهر الأسد.
وقالت المصادر، إنّ تاجر المخدرات اللبناني المعروف نوح زعيتر ومجموعة تابعة له تعمل في زراعة الحشيش وتجارة المخدرات، دخلت إلى سوريا بطريقة غير شرعية عبر معابر حمص "بخط عسكري" يستخدم للتهريب ونقل الأفراد والبضائع، بحماية وإشراف الفرقة الرابعة.
وأضافت أن مجموعة نوح زعيتر تمركزت في قرية "الشير" بريف اللاذقية ومنها تنتقل إلى مناطق أخرى ضمن اللاذقية، حيث ما تزال هناك معامل تنتج حبوب الكبتاغون.
وجاءت هذه التنقلات لتجار المخدرات في لبنان بعد بدء الحرب والقصف الإسرائيلي على مناطق متفرقة من لبنان، وخاصة ضاحية بيروت الجنوبية ومنطقة البقاع التي كان يوجد فيها زعيتر ومجموعته.
وكانت وزارة الخزانة الأميركية قد أدرجت اسم نوح زعيتر إلى جانب وسيم الأسد، على لائحة العقوبات الأميركية، في أواخر آذار من العام الماضي، لدعمه نظام رئيس النظام السوري من خلال إنتاج وتهريب الكبتاغون. وبعد ذلك بنحو شهر، أدرج الاتحاد الأوروبي اسمه أيضاً إلى جانب اثنين آخرين من عائلة الأسد ضمن لائحة العقوبات الأوروبية للسبب نفسه.