تشهد جبهات القتال في الشمال السوري تعزيزات عسكرية بين مختلف الأطراف، وذلك بالتزامن مع زيادة المؤشرات على اقتراب العملية العسكرية التي تعتزم تركيا تنفيذها في المنطقة.
وتواصل "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) وقوات النظام السوري من جهة، والجيش الوطني السوري والقوات التركية من جهة أخرى، استقدام تعزيزات عسكرية إلى نقاط التماس المشتركة، لا سيما في منطقتي عين عيسى شمالي الرقة وتل رفعت شمالي حلب.
تعزيزات قوات النظام في الشمال السوري
وقال مصدر مطلع لموقع "باسنيوز"، اليوم الأربعاء، إن النظام السوري أرسل 500 عنصر مع عتادهم إلى عين العرب (كوباني) شرقي حلب وعين عيسى شمالي الرقة، بالتزامن مع التهديدات التركية بشن عملية عسكرية ضد "قسد" شمالي سوريا.
وأكد المصدر أن "النظام أرسل في أول دفعة له خلال الأيام القليلة الماضية 300 عنصر مع عتادهم الذي ضم 8 مدافع و4 دبابات حيث تمركزوا في قرى "متين"، "ششيه"، "بير عرب"، و"يدي قوي" بريف عين العرب الجنوبي الشرقي.
وبحسب المصدر، فإن النظام السوري أرسل في الدفعة الثانية نحو 200 عنصر مع عتادهم الثقيل إلى المواقع نفسها في مناطق التماس مع الجيش الوطني السوري والقوات التركية.
كما أرسل النظام السوري تعزيزات إلى ريف مدينة منبج الواقعة تحت سيطرة "قسد" شرقي حلب ضمت مئات الجنود إضافة إلى أسلحة ثقيلة كالدبابات والمدافع.
مظلوم عبدي يؤكد انتشار قوات النظام
ويوم الجمعة، أكد قائد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، مظلوم عبدي، انتشار قوات النظام السوري بشكل كبير في مناطق نفوذ "قسد" شمال شرقي سوريا.
وأضاف عبدي أن النظام السوري عزز مـن قـواتـه المـوجودة في عين العرب وتل رفعت "ولا نزال نعمل على منبج وذلك بالتنسيق مع الجانب الروسي"، وفق تعبيره.
وسبق أن أكد قائد "قسد" مظلوم عبدي عزمه على الاستعانة بالنظام لصد أي هجوم محتمل للقوات التركية في شمال شرقي سوريا، داعياً إياه "لأخذ الأمر (الهجوم التركي) على محمل الجد ولعب دوره بشكل عملي".
العملية التركية في الشمال السوري
ويواصل الجيش التركي استقدام مزيد من الأرتال العسكرية إلى ريف حلب، تزامناً مع استهدافه مواقع ونقاط "قسد" في المنطقة.
ودعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، القوات الأميركية إلى مغادرة المناطق الواقعة شرقي نهر الفرات شمالي سوريا.
وقال، في تصريح أدلى به للصحفيين على متن الطائرة في أثناء عودته من إيران، إن "ملف العملية (العسكرية) الجديدة شمالي سوريا سيظل مدرجاً على أجندتنا إلى حين تبديد مخاوفنا المتعلقة بأمننا القومي".
وبدأ الحديث عن قرب بدء عملية عسكرية في الشمال السوري منذ إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل أسابيع أن "أنقرة تخطط لتطهير تل رفعت ومنبج من الإرهابيين".
ومن المتوقع أن تشمل العملية التركية عدة مواقع ذات أولوية كبيرة وتنطلق منها هجمات تسببت خلال الأشهر الماضية بمقتل وإصابة العديد من جنود الجيش التركي، مثل عين العرب (كوباني) شرقي حلب، وتل تمر بريف الحسكة وعين عيسى شمالي الرقة.