رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مقترح خطة السلام الأفريقية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، والتي رفضتها كييف أيضا قبل ساعات من عرضها على بوتين.
وقدم بوتين لقادة أفارقة جاؤوا للتوسط لحل الصراع الأوكراني، قائمة بالأسباب التي تجعله يعتقد أن معظم مقترحاتهم "لا تستند إلى أسس سليمة" مما وأد خطتهم تقريبا في مهدها. بحسب رويترز.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد قال بعد لقائه بالقادة الأفارقة في كييف أمس الجمعة إن محادثات السلام مع روسيا لن تكون ممكنة إلا بعد أن تسحب موسكو قواتها من الأراضي الأوكرانية المحتلة، وهو ما تقول روسيا إنه لا يمكن التفاوض حوله.
بنود المبادرة
وذكرت وكالة تاس الروسية أن الخطة الأفريقية لإحلال السلام تضم 10 بنود رئيسية، وهي:
- خفض التصعيد من الجانبين.
- تحقيق السلام عبر المفاوضات من خلال الطرق الدبلوماسية.
- بدء مفاوضات السلام في أقرب وقت ممكن.
- وقف تصعيد النزاع من كلا الجانبين.
- ضمان سيادة الدول والشعوب وفق ميثاق الأمم المتحدة.
- توفير ضمانات أمنية لجميع البلدان.
- ضمان حركة تصدير الحبوب والأسمدة من الدولتين.
- توفير الدعم الإنساني لمن وقعوا ضحايا الحرب، وتسوية موضوع تبادل أسرى الحرب.
- إعادة الإعمار بعد الحرب.
- توفير تفاعل أوثق مع الدول الأفريقية.
حرب أوكرانيا.. الثقة المفقودة
وسعى القادة الأفارقة للاتفاق على سلسلة من "إجراءات بناء الثقة" حتى مع بدء أوكرانيا الأسبوع الماضي هجوما مضادا لطرد القوات الروسية من الأراضي التي تحتلها.
وأكد بوتين التزام روسيا تجاه القارة الأفريقية في مستهل محادثات السبت مع ممثلي السنغال ومصر وزامبيا وأوغندا وجمهورية الكونغو وجزر القمر وجنوب أفريقيا في قصر قسطنطين، الذي يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر والمطل على الشاطئ الجنوبي لخليج فنلندا بالقرب من سان بطرسبرغ.
وتابع "روسيا منفتحة على الحوار البناء مع كل من يريد إحلال السلام على أساس مبادئ العدالة والاعتراف بالمصالح المشروعة للطرفين".
أفريقيا أكبر المتضررين من الحرب الأوكرانية
ولكن بعد عروض قدمها زعماء جزر القمر والسنغال وجنوب أفريقيا، تدخل للطعن في افتراضات خطتهم قبل أن يواصل باقي زعماء وممثلي الدول حديثهم.
وشدد بوتين على موقفه أن من بدأ الصراع هما كييف والغرب قبل وقت طويل من إرسال روسيا قواتها المسلحة عبر الحدود إلى أوكرانيا في شباط من العام الماضي.
وقال إن الغرب، وليس روسيا، هو المسؤول عن الارتفاع الحاد في أسعار الغذاء العالمية في أوائل العام الماضي والذي كانت الدول الأفريقية أكبر المتضررين منه.
وأضاف للوفد أن صادرات الحبوب الأوكرانية من موانئ البحر الأسود التي سمحت بها روسيا خلال العام الماضي لم تفعل شيئا للتخفيف من الصعوبات التي تواجهها أفريقيا مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية لأن معظمها ذهب إلى الدول الغنية.
وأضاف أن روسيا لم ترفض أبدا إجراء محادثات مع الجانب الأوكراني، بل إن كييف هي من تمنع ذلك. وذكرت روسيا مرارا أن أي تسوية يجب أن تأخذ في الاعتبار "الحقائق الجديدة"، وهي تعني بذلك إعلانها ضم خمس مناطق أوكرانية تدير أربعا منها جزئيا.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في تصريحات أذاعها التلفزيون إن موسكو تتفق مع "المنهجيات الرئيسية" للخطة الأفريقية، في حين نقلت وكالات أنباء روسية عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله إن "من الصعب تحقيقها".
وقال بيسكوف إن بوتين أبدى اهتماما بالخطة التي عرض رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوسا نقاطها العشر، وإن روسيا ستواصل الحوار مع الدول الأفريقية.
وأكد لافروف أن القادة الأفارقة لم ينقلوا أي رسالة من زيلينسكي إلى بوتين.