icon
التغطية الحية

ماذا نطبخ اليوم؟.. سؤال يؤرق الدمشقيين مالياً 

2021.03.09 | 06:00 دمشق

screenshot_2021-02-20-artfa-ghyr-msbwq-fy-asar-aswaq-dmshq-tlfzywn-alkhbr-akhbar-swrya-660x330.png
دمشق - فتحي أبو سهيل
+A
حجم الخط
-A

سؤال "شو نطبخ اليوم"، من أصعب الأسئلة التي تعكر مزاج الأسر السورية يومياً، حيث بات اختيار وجبة الغداء مرتبطاً بعدة عوامل أهمها الكلفة، ثم الأيام التي يمكن أن تعيش بها في الثلاجة بظل انقطاع الكهرباء، إضافة إلى عامل مهم وهو كفاية (الطبخة) لأكثر من يوم وعلى الأقل يومين، لتوفير شراء الحاجيات بشكل يومي.

وباتت كلفة طهي وجبة ليوم واحد من "المجدرة" أو البرغل بعدس (أكلة شعبية في سوريا)  لـ4  أشخاص تصل إلى 10 آلاف ليرة سورية من برغل وعدس وزيت بلدي إلى جانب اللبن، في حين تصل كلفة طهي وجبة مثل المعكرونا بالجبنة بين 5 - 8 آلاف ليرة سورية حسب كمية الجبنة المرغوب إضافتها، وتعتبر هاتان الأكلتان الأخف كلفة بالنسبة للأسر لكنها "لا تعيش ليومين" كما تقول أغلب الأسر في دمشق.

اقرأ أيضا: مدير مخبز في دمشق يحتجز المواطنين داخل الفرن لساعات

وفي استطلاع أجراه موقع تلفزيون سوريا لبعض الأسر، أكد البعض أنهم يضطرون أحياناً لاختصار وجبة الإفطار أو العشاء، ونقلها إلى الغداء بمعدل وجبتين يومياً فقط، كأن تمر بعض الأيام وتكون وجبة الغداء فيها عبارة عن فول بالزيت أو فتة بسمنة أو مأكولات لا تحتاج إلى شراء المواد من الخارج، (تكون مكوناتها غالباً متوفرة في المنزل) وكلفة كيلو الفول المتبل تصل إلى 5 آلاف ليرة سورية وسطياً حسب كمية الزيت، والفتة بسمنة قد تحتاج أكثر من 6 آلاف ليرة سورية، في حين وجبة البيض مع البندورة والزيت قد تصل كلفتها إلى 6 آلاف ليرة أيضاً لـ 10 بيضات. 

اقرأ أيضا: دمشق أزمة مواصلات خانقة.. والمازوت مفقود

وارتفعت تكاليف طهي الوجبات التي يمكن أن تتناولها العائلة ليومين، فيكون الدفع باليوم الأول على الطعام والثاني للإنفاق على حاجيات أخرى كون الأسرة قامت بتأمين الطعام ليومين، وهذا الأسلوب متبع من قبل كثير من الأسر، وغالباً تكون الوجبات من الرز ويختصر فيها اللحم كي تخف الكلفة، فقد وصلت كلفة طهي الكبسة ليومين مع فخذ الدجاج إلى 40 ألف ليرة سورية لما تتطلبه من نفقات باهظة، فاختصر البعض الفخاذ إلى جناحات مسلوقة يتم فرطها ضمن الأرز، إضافة إلى استخدام الرز التايلندي بدل رز "بستمي" الذي وصل سعره إلى 5 آلاف ليرة سورية للكيلو. 

وهناك وجبات باتت تطهى ليومين مثل الشاكرية لكن دون لحم، حيث تمت الاستعاضة عن اللحم بقطع البطاطا وبعض العظام، إضافة إلى البازلاء التي باتت تطهى مع 250 غراماً من اللحم الخشن المخلوط بكمية كبيرة من الدهنة توضع على سطح الجاط فقط، وغالباً تستثني الأسر السلطة التي باتت باهظة الثمن، مقابل الاعتماد على اللبن وبحسب ما أكدته بعض الأسر، فإن أحد أيام الأسبوع يكون مخصصاً لتجميع ما زاد من بقايا الطعام في الثلاجة خلال الأسبوع، ووضعه على السفرة للتوفير أيضاً.

وتوجه الكثير من السوريين لاستهلاك جوانح الدجاج بدلاً من شرحات الدجاج أو الفخذ، وحتى أنها تكاد تكون نوع اللحم الوحيد الذي يمكن استضافته على الموائد كلما استطاعت الأسرة مالياً، حيث يصل سعر الكيلو إلى 4500 ليرة سورية ويحوي نحو 6 قطع  تقريباً حسب حجمها، ويمكن لربة الأسرة أن تسلقها وتقوم بوضعها ضمن الطبخة.

وحالياً، تتجه كثير من الأسر لطهي السلق والملفوف والسبانخ كونها منخفضة الكلفة، إضافة إلى أي نوع من الخضار الموسمية التي يعتبر ثمنها منخفضاً نوعاً ما.

وأعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة مؤخراً أنّ 12.4 مليون شخص في سوريا يكافحون للعثور على ما يكفيهم من الطعام، في زيادة كبيرة وصفتها بأنها "مقلقة"، وقال البرنامج إن الرقم يعني أن "60% من السوريين يعانون الآن انعدام الأمن الغذائي"، بناءً على نتائج تقييم وطني في أواخر عام 2020، في زيادة حادة من 9.3 ملايين شخص كانوا يعانون انعدام الأمن الغذائي 2019.