تداول ناشطون، مساء أمس الأحد، صوراً لـ اجتماع قالوا إنه "طارئ" بين قادة الصف الأول مِن الجيش السوري الحر في الشمال السوري، وبحضور "أبو محمد الجولاني" زعيم "هيئة تحرير الشام".
وحسب ما أظهرت الصورة، فإن الاجتماع ضم "الجولاني" وقادة مِن الجيش الحر على رأسهم قائد "جيش العزة" (الرائد جميل الصالح)، وأبرز قياديي "الجبهة الوطنية للتحرير" منهم (جابر علي باشا) "حركة أحرار الشام" وبرفقته (حسن صوفان) القائد السابق للحركة، و(أبو عيسى الشيخ) قائد "صقور الشام"، إضافةً لـ غيرهم مِن قادة "الحر".
ويعتبر الاجتماع هو الأول مِن نوعهِ منذ فترة طويلة تخلّلها خلافات ونزاعات داخلية بين فصائل الجيش الحر و"تحرير الشام"، خاصة المعارك الأخيرة التي شنّتها "الهيئة" على "أحرار الشام" ومعظم فصائل "الحر" في ريفي إدلب وحماة.
وقالت شبكة "المحرّر" الإعلامية (المقرّبة مِن "فيلق الشام")، إن القادة أجمعوا خلال اجتماعهم على خطورة الحملة العسكرية التي تشنها قوات "نظام الأسد" والميليشيات المساندة لها - بدعم روسي -، على جميع مناطق سيطرة الفصائل العسكرية في الشمال السوري.
وأضافت الشبكة، أن القادة اتفقوا على ضرورة توحيد الجهود العسكرية للفصائل الثورية، وتجاوز جميع الخلافات السابقة خلال المرحلة الحالية التي تشهد هجوماً عنيفاً مِن قوات النظام المدعومة بـ طائرات الاحتلال الروسي، على جبهات ريفي حماة الشمالي والغربي، وشمال اللاذقية.
بدورها، ذكرت شبكة "إباء" الإخبارية" (المقرّبة مِن "هيئة تحرير الشام")، أن الاجتماع كان لمناقشة آخر التطورات العسكرية، ولتوحيد الجهود ووضع الخطط العسكرية لمواجهة حملة النظام وحليفه الروسي، في ظل أنباء تتحدث عن تشكيل غرفة عمليات.
وتعليقاً على الاجتماع، قال (حسن صوفان) قائد "أحرار الشام" عبر قناته في "تليغرام"، "أثنى نبيّنا عليه الصلاة والسلام على الأشعريين حين تقاسموا قُوْتَهم عند الفقر والفاقة وقال: (هم منّي وأنا منهم) فكيف سيكون ثناؤُه على الذين يتقاسمون كوادرَهم وسلاحَهم ومواردَهم في معركة وجود الأمة؟!".
كذلك، علّق (عبد الله المحيسني) رئيس "مركز دعاة الجهاد في سوريا" (الذي شغل سابقاً منصب "القاضي الشرعي في جيش الفتح") قائلاً "اللهم لك الحمد حتى ترضى.. هذه الخطوة أول مرحلة من مراحل النصر، إن اتقى الله القادة وصدقوا، وأخلصوا النوايا، وخطوا خطوات جادة للأمام".
ويأتي هذا الاجتماع الطارئ، بالتزامن مع معارك كر وفر في بلدة كفرنبودة والقرى المحيطة بها شمال غرب حماة، إضافةً لـ معارك "عنيفة" يشهدها محور (الكبانة (كبينة) شمال اللاذقية المجاور، تكبّد خلالها "النظام" خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.
ويشير هذا الاجتماع - حسب مراقبين -، إلى أن قادة الفصائل العسكرية في الشمال السوري اتفقوا على وضع جميع إمكانيات فصائلهم مِن مقاتلين وسلاح في محاور القتال الأمامية لـ مواجهة حملة روسيا و"نظام الأسد"، وهذا ما بدا واضحاً في الأيام القليلة الماضية مِن المعارك على جبهات ريف اللاذقية الشمالي، وريفي حماة الشمالي والغربي.
وتزامناً مع الاجتماع المذكور، كانت الفصائل العسكرية قد بدأت هجوماً معاكساً مرة أخرى، لـ استعادة السيطرة على بلدة كفرنبودة شمال غرب حماة، والتي شهدت معارك كر وفر وتبادل سيطرة بين الفصائل وقوات النظام، وسط غطاء جوي كثيف وفّرته الطائرات الروسيّة لـ"النظام".
اقرأ أيضاً.. اشتباكات في كفرنبودة وكبانة وقتلى لـ"النظام" بينهم ضبّاط
يأتي ذلك، في ظل حملة عسكرية شرسة تشنّها قوات النظام - بدعم روسي - منذ أواخر شهر نيسان الفائت، على محافظة إدلب وريفي حماة الشمالي والغربي وريف اللاذقية الشمالي، سيطرت خلالها على بلدتي (كفرنبودة، وقلعة المضيق) وقرى عدّة قربهما في ريف حماة، وأسفرت عن وقوع مئات الضحايا مِن المدنيين، ونزوح عشرات الآلاف، فضلاً عن دمارٍ واسع طال الأحياء السكنيّة والبنى التحتية والمنشآت الخدمية.