قالت دراسة نُشرت حديثاً، في لندن بالمملكة المتحدة، إن ما تحصيه حكومة نظام الأسد من الوفيات بسبب فيروس "كورونا" لا يتجاوز 1.25 % من أعداد الوفيات الفعلية.
وقالت الدراسة، التي أجراها باحثون في جامعة "إمبريال كوليدج لندن"، وكلية "لندن للصحة والطب الاستوائي"، وفريق سوريا في كلية "لندن للاقتصاد"، ومؤسسة "جوجل"، و"المعهد الأوروبي للسلام"، و"معهد الشرق الأوسط"، إن ما يقدر بـ 4380 من الوفيات بسبب فيروس "كورونا"، في مدينة دمشق وحدها، لم يتم تسجيلها بشكل رسمي منذ 2 من أيلول الحالي.
UPDATE #COVID19 in Damascus Syria
— MRC Centre for Global Infectious Disease Analysis (@MRC_Outbreak) September 15, 2020
➡️An estimated 1.25% of COVID19 deaths are reported
➡️4,380 COVID19 deaths may have been missed as of 2nd September 2020
➡️Damascus is at a much later stage in its epidemic than indicated by surveillance reports
👇Report https://t.co/sYsILcsiTH pic.twitter.com/20CzZCj0qE
ونظراً لأن مدينة دمشق تخضع لنظام مراقبة أقوى من بقية المدن السورية، ترجّح الدراسة أن مناطق أخرى قد تشهد معدل وفيات مماثلة أو أسوء من مدينة دمشق بسبب فيروس "كورونا".
وأشارت الدراسة إلى أن العدد الرسمي للحالات المسجلة يومياً تضاعف ثلاث مرات بين بداية حزيران ونهاية آب، وتسجّل السلطات الصحية في حكومة النظام ما بين 70 – 80 حالة جديدة كل يوم ولمدة أسبوع، وهو أعلى بكثير من الزيادات التي كانت تشكل القاعدة منذ تسجيل أول إصابة بالفيروس في سوريا في آذار من العام الحالي، ما يشير إلى الحجم الحقيقي للأزمة.
مئة وفاة في دمشق يومياً
من جهة أخرى، قالت شبكة "CBS News" إنه ووفقاً للإحصائيات الرسمية، فإن أعداد الإصابات في سوريا يحوم بالقرب من قاع الترتيب العالمي، بينما يؤكد الأطباء والسكان أن الأعداد الحقيقية أعلى من ذلك بكثير.
ونقلت الشبكة، عن مسؤول في مشرحة في أحد مشافي دمشق تقديره أن نحو 100 مريض على الأقل يموتون من جرّاء الإصابة بفيروس "كورونا" يومياً، في العاصمة دمشق وحدها.
وأكد الدكتور نهاد عساف، الجراح في المشفى الفرنسي بدمشق، أن فيروس "كورونا" قتل 63 طبيباً في جميع أنحاء البلاد في شهر واحد فقط، مشيراً إلى أن "خسارة الأطباء لا يمكن أن تتحملها البلاد، فالبنية التحتية الصحية في سوريا معطلة بالفعل، مع تضرر المشافي من القصف، ونقص المعدات الحيوية، وإصابة العديد من الأطباء أو مقتلهم أو إجبارهم على الفرار"
من جانبه، قال الدكتور نبوغ العوا، العميد السابق لكلية الطب في جامعة دمشق، لشبكة "CBS News" إن ما يقارب 100 مصاب بفيروس "كورونا" يدخلون مشافي العاصمة يومياً، محذراً من احتمال وجود العديد من الإصابات الجديدة التي لم يتم اكتشافها، نظراً لأن الأشخاص الأكثر مرضاً هم فقط من يراجعون المستشفيات.
وأوضح العوا، أن حتى أولئك الذين يأتون إلى غرف الطوارئ، قد لا يجدون سوى القليل من المساعدة، مضيفاً "يذهب الكثير من الناس إلى المستشفيات الحكومية، ولكن جميع الغرف ممتلئة، ولا يتم إدخال المرضى ذوي الحالات السيئة إلى غرف العناية المركزة مالم يتوفى مريض آخر، نظراً لعدم توفر الأسرة".
وتشير الشبكة إلى أن العديد من السوريين لجؤوا إلى وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على المشورة الطبية، حيث تنشر صفحات على موقع "فيسبوك" آخر مستجدات فيروس "كورونا" وانتشاره حول العالم.
إجراءات غير كافية
وعلى الرغم من تعزيز حكومة النظام لجهودها في رفع مستوى الوعي بالفيروس وتتبع انتشاره، وإنشاء أربعة مختبرات لتحليل واكتشاف الإصابات في المدن التي يسيطر عليها النظام، فضلاً عن موقع إلكتروني لرصد الحالات، إلا أن جميع هذه الإجراءات مازالت غير كافية، ولا تمنع الانتشار المتصاعد للفيروس، خاصة وأن حكومة النظام اعتمدتها في وقت متأخر عن معظم دول المنطقة.
كما تواجه حكومة النظام اتهامات بعدم الشفافية حول الإحصائيّات التي تنشرها بشأن المصابين بفيروس كورونا، إذ تؤكد مصادر محليّة بأن الأعداد الحقيقية أكبر مما يتم نشره عبر وزارة الصحّة، كما تشهد المناطق السوريّة غياباً للإجراءات الوقائيّة لمنع انتشار فيروس كورونا.
وسبق أن قال وزير الصحة السابق، نزار اليازجي، إن العقوبات الغربية والأميركية ضد النظام، وليس الحرب، هي من أحبطت استجابة البلاد لانتشار الفيروس.
وخسر نظام الأسد قدراً هائلاً من الإيرادات خلال العقد الماضي، حيث أصبح العديد من حقول الغاز والنفط تحت سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية"، بالإضافة لسيطرة الشركات الروسية على حقول أخرى للنفط والغاز، ومعظم حقول الفوسفات في البادية السورية.
كما تم تدمير البنى التحتية للمصانع والمعامل المنتجة في مختلف المدن، إلى جانب تعذّر حصاد المحاصيل الزراعية التي كانت تنتج معظم حاجة البلاد من القمح، ما تسبب بتفاقم أزمات خبز ومحروقات وأدوية وغيرها من المواد الأساسية، تتصاعد بشكل يومي.
وتشهد مناطق النظام تصاعداً مطرداً في أعداد الإصابات، خاصة في دمشق وريفها، وسط عجز تام للقطاع الصحي وإخفاق المؤسسات الطبية بالسيطرة أو الحد من انتشار الإصابات، فضلاً عن افتقار المشافي العامة إلى الفحوص والمسحات الخاصة بكشف الإصابات.
وسبق أن حذّرت "منظمة الصحة العالمية" من انفجار في عدد الإصابات بفيروس كورونا في سوريا، مشيرةً إلى أنَّ النظام تأخر في الإعلان عن الحالات المصابة بالفيروس.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة للنظام، أمس الثلاثاء، أن العدد الإجمالي للإصابات المسجلة بفيروس "كورونا" بلغ 3614 حالة، توفي منها 160 حالة، فيما شفي 871 حالة.
اقرأ أيضاً: وزارة التربية بدمشق تتجاهل التحذيرات من افتتاح المدارس في سوريا
اقرأ أيضاً: قلق دولي.. السوريون أمام كارثة حقيقية بعد خروج كورونا عن السيطرة