قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ووكيل منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، راميش راجا سينغهام، إن التقارير التي تفيد باكتظاظ مراكز الرعاية الصحية في مناطق سيطرة النظام، وزيادة إشعارات الوفاة والدفن، تشير إلى أن الحالات الفعلية لمصابي "كورونا"، تتجاوز بكثير الأرقام الرسمية التي أعلنتها الحكومة.
وخلال إحاطته أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي، يوم أمس، قال سينغهام إن "أعداد المرضى المتزايدة تُضاعف الضغط على النظام الصحي الهش في الدولة التي مزقتها الصراعات والتي دخلت عامها العاشر من الحرب".
وأوضح سينغهام أن العديد من الأشخاص يترددون في طلب الرعاية من المراكز الطبية، مما يؤدي إلى مضاعفات أكثر خطورة عند وصولهم إلى هذه المراكز.
ونبّه المسؤول الأممي إلى أن العاملين في المجال الصحي، في مناطق سيطرة نظام الأسد، لا يزالون يفتقرون إلى معدات الحماية الشخصية الكافية.
من جانب آخر، قالت صحيفة "فورين بوليسي" الأميركية، إن النظام "يدفن الموتى في صمت، ويواجه كارثة مع خروج كورونا عن السيطرة"، واصفة مصداقية النظام في أعداد المصابين بالفيروس بـ "مصداقيته في سعر صرف الدولار".
وذكر مصدر خاص للصحيفة، أن الفيروس وانتشاره الأكبر، أتى عبر عناصر الميليشيات المسلحة الموالية لإيران، والتي تنتشر في معظم مناطق سيطرة النظام.
ونقلت الصحيفة عن أحد الأطباء، وهو جرّاح في مشفى المجتهد، أنه فقد والده بسبب الفيروس، ويكافح لإجراء فحوصات لـ 30 من أقاربه تظهر عليهم أعراض واضحة للإصابة بفيروس "كورونا"، وأضاف المصدر أنه "لم يحاول أي شخص من وزارة الصحة التواصل لتتبع المخالطين وتخفيف انتشار المرض".
وأكد الطبيب أن المشافي في مناطق النظام تحتاج لاختبار 10000 شخص في اليوم، لكنها اختباراتها لا تتجاوز 10 % من الرقم المطلوب في أحسن الأحوال.
وأشار الطبيب إلى أن عدد أجهزة التنفس في جميع مشافي دمشق لا تتجاوز 130 جهازاً، منها 13 – 15 جهازاً في مشفى المجتهد الأكثر اكتظاظاً، متوقعاً أن يصاب 1 من كل 4 دمشقيين بالفيروس خلال الأسابيع المقبلة.
وقالت ممثلة "منظمة الصحة العالمية" في سوريا، أكجيمال ماجتيموفا، إن المنظمة زوّدت النظام بـ 4.4 ملايين قطعة من معدات الوقاية الشخصية، مثل الأقنعة والقفازات والمطهرات، وإنها تتأكد من إجراء 1000 اختبار على الأقل يومياً.
وأكدت ماجتيموفا بأن هناك حاجة شديدة إلى المزيد من الإجراءات لاحتواء الفيروس، مشيرة إلى أن "الندرة الصارخة في العاملين في مجال الرعاية الصحية، والذين فرّ الكثير منهم خارج البلاد، تشكّل عقبة رئيسية".
وأعلنت وزارة الصحة في حكومة نظام الأسد، يوم أمس، عن تسجيل 64 إصابة جديدة بفيروس "كورونا"، ليرتفع إجمالي الإصابات المعلنة في مناطق سيطرة النظام إلى 2404 إصابات، توفي منها 100، وشفي 569 حالة.
اقرأ أيضاً: قلق أممي بعد تزايد الإصابات بـ"كورونا" في سوريا