اتفقت دول مطلة على البحر المتوسط وأخرى من الشرق الأوسط وأفريقيا على عدة خطوات، مساء الأحد، لمحاولة إبطاء وتيرة "الهجرة غير النظامية"، وتخفيف ضغوط تدفع اللاجئين إلى الخروج من بلادهم سعياً للوصول إلى أوروبا، في حين تعهدت الإمارات بتقديم 100 مليون دولار لدعم الاتفاق.
وبعد اجتماع استمر ليوم واحد ترأسته رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني، أعلن التحالف الجديد التزامه بتضييق الخناق على تهريب البشر وزيادة التعاون في مجالات مثل الطاقة المتجددة لمكافحة تغير المناخ وتحسين مستقبل الدول الفقيرة.
ووافق المشاركون في الاجتماع والذين يمثلون أكثر من 20 دولة على توفير التمويل اللازم لدعم مشاريع التنمية فيما أطلقت عليه ميلوني اسم "عملية روما" التي ستستمر لعدة سنوات.
الإمارات تتعهد بتقديم 100 مليون دولار
ورحبت ميلوني بالتعهد الذي أعلنته الإمارات بتقديم 100 مليون دولار وقالت إن الخطوة التالية هي تنظيم مؤتمر للمانحين.
وكانت وكالة أنباء الإمارات الرسمية (وام) أعلنت أن الإمارات تعهدت بتقديم 100 مليون دولار لدعم "المشاريع التنموية في الدول المتأثرة من ظاهرة الهجرة غير النظامية".
وقالت الوكالة إن رئيس الإمارات محمد بن زايد آل نهيان هو الذي قطع هذا التعهد خلال مشاركته في مؤتمر دولي بروما.
أوروبا بحاجة إلى الهجرة
وأشارت ميلوني إلى أن الحكومة الإيطالية منفتحة على استقبال المزيد من الأفراد عبر الطرق القانونية لأن "أوروبا وإيطاليا بحاجة إلى الهجرة"، مخففة بذلك من خطابها المتشدد السابق بخصوص هذه القضية.
لكنها أكدت على ضرورة اتخاذ المزيد من الخطوات لمنع اللاجئين الذين يحاولون عبور البحر المتوسط في رحلة محفوفة بالمخاطر باستخدام طرق غير قانونية.، وتابعت: "وقف شبكات الاتجار بالبشر هدف نتشاركه جميعاً".
اتفاق بين تونس والاتحاد الأوروبي للحد من الهجرة
ووقع الاتحاد الأوروبي وتونس، وهي نقطة انطلاق رئيسية للمهاجرين، اتفاق "شراكة استراتيجية" الأسبوع الماضي يتضمن تضييق الخناق على مهربي البشر وتشديد الرقابة على الحدود.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في المؤتمر: "نريد أن يكون اتفاقنا مع تونس نموذجاً للمستقبل من أجل عقد شراكات مع دول أخرى في المنطقة".
أما الرئيس تونسي قيس سعيد فشدد في كلمته على أن معالجة الهجرة غير النظامية لا تتم بصفة منفردة ولا بواسطة اتفاقيات ثنائية، داعياً المجموعة الدولية إلى البحث عن الحلول بعد تحديد الدوافع والأسباب.
"مسرح موت"
وفي الفاتيكان، ألقى البابا فرنسيس خطابا أمام الحشود بساحة القديس بطرس القريبة من مقر انعقاد المؤتمر اليوم دعا فيه الحكومات الأوروبية والأفريقية إلى مساعدة طالبي اللجوء العالقين في المناطق الصحراوية بشمال أفريقيا والتأكد من أن البحر المتوسط لن يصبح أبداً "مسرح موت" مرة أخرى لمن يحاولون العبور إلى أوروبا.
وتسعى إيطاليا للحد من عدد اللاجئين الذين يصلون إلى أراضيها، وخاصة جزيرة لامبيدوزا الواقعة في أقصى الجنوب، لكنها تعاني أيضاً من ارتفاع نسبة الشيخوخة بين سكانها وتناقص عددهم وتحتاج إلى المزيد من العمال لدعم اقتصادها.
وتعهدت إيطاليا هذا الشهر بإصدار 452 ألف تأشيرة عمل جديدة للأفراد من خارج الاتحاد الأوروبي من 2023 إلى 2025، مما يزيد عدد تصاريح العمل المتاحة سنويا إلى 165 ألفاً في 2025. وأصدرت إيطاليا 30 ألفاً و850 تأشيرة فقط في 2019، أي قبل ظهور جائحة كورونا.
وارتفع عدد الوافدين إلى إيطاليا هذا العام مع وصول أكثر من 83 ألف شخص إلى شواطئها مقارنة بنحو 34 ألفاً في الفترة نفسها من العام الماضي.