icon
التغطية الحية

مؤتمرات بروكسل لدعم مستقبل سوريا.. ما قيمة التعهدات المقدمة منذ عام 2017

2024.05.28 | 15:53 دمشق

آخر تحديث: 29.05.2024 | 12:10 دمشق

43543
مؤتمر بروكسل في نسخته الثامنة يتمكن من حشد تعهدات وصلت إلى 7.5 مليار يورو
إسطنبول - خالد حمزة
+A
حجم الخط
-A

انعقدت النسخة الثامنة من مؤتمر بروكسل لدعم مستقبل سوريا والمنطقة في 27 أيار/مايو 2024، وبلغ المجموع الكلي للتعهدات المقدمة من الدول نحو 7.5 مليارات يورو لهذا العام، في حين بلغ مجموع التعهدات منذ النسخة الأولى للمؤتمر  نحو 55.3 مليار يورو.

وقال مراسل تلفزيون سوريا إن مؤتمر بروكسل 8 أعلن عن مجموع التبرعات والمنح والقروض، حيث بلغ المجموع الكلي 7.5 مليارات يورو (8.1 مليارات دولار).

وتضمنت هذه التعهدات 5 مليارات يورو (5.4 مليار دولار) من المنح و2.5 مليار يورو (2.7 مليار دولار) من القروض. تم تخصيص 3.9 مليار يورو (4.2 مليار دولار) من المنح لعام 2024، بينما خُصص 1.2 مليار يورو (1.3 مليار دولار) لعام 2025. تجدر الإشارة إلى أن الاتحاد الأوروبي قدم ثلاثة أرباع هذه التعهدات بالنسبة للمنح.

وفيما يلي ملخص للأموال التي تم التعهد بها في كل مؤتمر منذ نسخته الأولى عام 2017:

في النسخة الأولى من المؤتمر عام 2017 اتفق المشاركون على أنه من أجل تلبية الاحتياجات الهائلة للسكان داخل سوريا وفي البلدان المجاورة، وتعزيز قدرة المجتمعات المضيفة على الصمود، هناك حاجة إلى دعم مالي كبير بالإضافة إلى أساليب مبتكرة وشاملة. وقد أدى سخاء المشاركين إلى التعهد بمبلغ 6 مليارات دولار (5.6 مليارات يورو).
وتعهدت ألمانيا وحدها بنحو 1.3 مليار من المبلغ الكلي، وبريطانيا بـ580 مليون يورو، والولايات المتحدة الأميركية ب526 مليون يورو، وكندا بـ255 مليون يورو، والنرويج بـ250 مليون يورو.

وفي النسخة الثانية من المؤتمر عام 2018، نجح المؤتمر في حشد المساعدات للسوريين داخل البلاد وفي الدول المجاورة، بما في ذلك للمجتمعات المضيفة، من خلال تعهدات بلغ مجموعها 4.4 مليارات دولار (3.5 مليارات يورو) لعام 2018، بالإضافة إلى تعهدات متعددة السنوات بقيمة 3.4 مليارات دولار (2.7 مليار يورو). مليار دولار) للفترة 2019-2020.

وفي النسخة الثالثة عام 2019، نجح المؤتمر في حشد المساعدات للسوريين داخل البلاد وفي الدول المجاورة، بما في ذلك المجتمعات المضيفة، من خلال تعهدات بقيمة إجمالية قدرها 7 مليارات دولار أميركي (6.2 مليارات يورو) لعام 2019، وتعهدات متعددة السنوات بقيمة تقارب 2.4 مليار دولار أميركي ( 2.1 مليار يورو) لعام 2020 وما بعده.

وفي بروكسل 2020، نجح المؤتمر في حشد تعهدات بقيمة إجمالية تبلغ 5.5 مليارات دولار أميركي (4.9 مليار يورو) لعام 2020، وتعهدات متعددة السنوات بقيمة تقارب 2.2 مليار دولار أميركي ( 2 مليار يورو) لعام 2021 وما بعده.

أما في بروكسل 2021، فقد تعهد المجتمع الدولي بتقديم 5.3 مليارات يورو لعام 2021 وما بعده لسوريا والدول المجاورة. البلدان التي تستضيف أكبر عدد من اللاجئين السوريين. ومن هذا المبلغ، أعلن الاتحاد الأوروبي عن 3.7 مليارات يورو، منها 1.12 مليار يورو من المفوضية الأوروبية و2.6 مليار يورو من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. 

وشاركت ألمانيا في ذاك العام بـ939 مليون يورو، والولايات المتحدة بنحو 500 مليون يورو، وبريطانيا بـ239 مليون يورو وكندا بـ219 مليون يورو. واليابان بـ175 مليون يورو.

وفي النسخة السادسة من المؤتمر عام 2022، تعهد المجتمع الدولي بتقديم ما يقرب من 6.4 مليارات يورو لعام 2022 وما بعده. ومن أصل هذا المبلغ، تعهد الاتحاد الأوروبي بأكثر من 4.8 مليارات يورو، منها أكثر من 3.1 مليارات يورو من المفوضية الأوروبية و1.7 مليار يورو من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وتعهدت الولايات المتحدة بدفع 768 مليون يورو، وألمانيا 441 وبريطانيا 186 مليون يورو.

وفي مؤتمر بروكسل السابع الذي عقد في يونيو/حزيران الماضي 2023، تعهد المجتمع الدولي بما يقرب من 5.6 مليارات يورو لعام 2023 وما بعده، منها أكثر من 3.8 مليارات يورو تعهد بها الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء.

الغاية من عقد مؤتمر بروكسل

إن الغاية الرئيسية لمؤتمر بروكسل هي الدعم الخاص بمستقبل سوريا والمنطقة عبر تلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة والحلول طويلة المدى لتحقيق الاستقرار، وفقاً لتصريحات المسؤولين الأوروبيين.

لكن الهدف الأساسي هو حشد المساعدات المالية والإنسانية الدولية لدعم اللاجئين السوريين والنازحين داخليا والمجتمعات المضيفة في البلدان المجاورة، عن طريق تلبية الاحتياجات الحيوية مثل الأمن الغذائي والخدمات الصحية والتعليم والمأوى.

بالإضافة إلى ذلك، سعى المؤتمر إلى تعزيز التزام المجتمع الدولي بالحل السياسي للمسألة السورية، على أساس قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254 الهادف إلى التوصل إلى حل سياسي مستدام للأزمة، وهو ما أكده هذا العام الناطق الرسمي للاتحاد الأوروبي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لويس ميغيل بوينو في تصريحاته أمس لقناة المملكة، مشيرا إلى أنّ "المؤتمر يهدف إلى تجديد دعم المجتمع الدولي لحل سياسي للأزمة السورية يتماشى مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254"، معتبر أن مؤتمر بروكسل يشكل "أكبر حدث" على الصعيد الدولي ينظمه الاتحاد الأوروبي بشأن "الأزمة السورية".

وطالما أكد المؤتمر على أهمية حماية حقوق الإنسان في سوريا ومعالجة القضايا المتعلقة بالعدالة والمساءلة عن انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، وضمان أن تظل هذه المخاوف محورية في الجهود الدولية.

وكان تعزيز التعاون الإقليمي هدفا حاسما آخر يهدف إلى معالجة الآثار غير المباشرة للأزمة السورية على البلدان المجاورة وتعزيز التعاون لإدارة التأثير على الاستقرار والأمن الإقليميين.

كما يهدف المؤتمر إلى تعزيز دور منظمات المجتمع المدني السورية في عمليات بناء السلام، مع تمكين الكيانات المحلية من المساهمة في الجهود الإنسانية والمناصرة وتعزيز حقوق الإنسان والديمقراطية داخل سوريا.

من هم المشاركون في المؤتمر؟

جمعت مؤتمرات بروكسل لدعم مستقبل سوريا والمنطقة باستمرار مجموعة واسعة من المشاركين، بما في ذلك ممثلون من البلدان والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية. 

وكان مسؤولون رفيعو المستوى من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة حاضرين بشكل منتظم، حيث لعبت شخصيات رئيسية مثل الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية والمبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا أدوارا بارزة في كثير من الأحيان.

وتضمنت الدول المشاركة أيضا قوى عالمية وإقليمية، مثل الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وتركيا والأردن ودول أوروبية وشرق أوسطية أخرى.

وكانت المؤسسات المالية الدولية، بما في ذلك البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، أيضا من المشاركين الأساسيين، حيث ساهمت في المناقشات حول الدعم الاقتصادي وإعادة الإعمار.

وقد شهدت المؤتمرات مشاركة كبيرة من العديد من المنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني، مثل لجنة الإنقاذ الدولية، ومنظمة إنقاذ الطفولة، والجمعية الطبية السورية الأميركية، وغيرها.

تحديات وانتقادات تطول مؤتمر بروكسل

حددت مؤتمرات بروكسل لدعم مستقبل سوريا والمنطقة العديد من التحديات الرئيسية على مر السنوات الماضية، ويتمثل أحد التحديات الرئيسية في ضمان الوصول إلى المساعدات، حيث يصعب الوصول إلى العديد من المناطق في سوريا للعديد من الأسباب.

وأدت العوائق السياسية إلى إعاقة التقدم بشكل أكبر، حيث لم تتمكن الأطراف المختلفة  في كثير من الأحيان من الاتفاق على القضايا الرئيسية، مما أدى إلى تأخير تنفيذ الحلول وتوصيل المساعدات.

وإلى جانب هذه التحديات، واجهت المؤتمرات انتقادات ومخاوف من المشاركين والمراقبين، حيث أشار البعض إلى أن نتائج المؤتمرات غالباً ما تكون أقل من التوقعات، فلا تترجم التعهدات دائماً إلى مساعدات فعلية يتم تسليمها على أرض الواقع.

وانتقد آخرون النهج المتبع، قائلين إنه يفشل في معالجة الأسباب الجذرية للصراع والأزمة الإنسانية، وهناك أيضا مخاوف بشأن شمولية المؤتمرات، حيث يشعر بعض أصحاب المصلحة أن أصواتهم ليست ممثلة أو مسموعة بشكل كافٍ في عملية صنع القرار.