icon
التغطية الحية

مأساة على حدود لبنان.. سوريون عالقون في "الأرض الحرام" |صور

2024.10.23 | 06:26 دمشق

آخر تحديث: 24.10.2024 | 12:36 دمشق

الحدود السورية اللبنانية
لاجئون سوريون عالقون عند الحدود السورية اللبنانية - تشرين الأول 2024 (تلفزيون سوريا)
لبنان - جنى بركات
+A
حجم الخط
-A

حقائب على ظهورهم، وأطفالهم بجانبهم، يعبرون سيراً على الأقدام عبر طريق المصنع، الفاصل بين الحدود اللبنانية والسورية، هذا هو حال بعض السوريين، بمن فيهم اللاجئون في لبنان، بعد قصف الجيش الإسرائيلي للمعبر الحدودي البري بين لبنان وسوريا.

الطريق المدمّرة، التي قالت إسرائيل إنّها تُستخدم لتهريب الأسلحة من سوريا إلى لبنان بواسطة "حزب الله"، أصبحت الآن خالية، وتُعرف دولياً بـ"الأرض الحرام". تفصل هذه الأرض لبنان عن الحدود السورية، حيث يقع الأمن العام على بُعد نحو 7 كيلومترات.

الأرض الحرام في لبنان

منذ أيلول الفائت، يشهد لبنان عدواناً إسرائيلياً واسعاً شمل الجنوب، ومنطقة البقاع، وضاحية بيروت الجنوبية، وتضم هذه المناطق الثلاث عدداً كبيراً من اللاجئين السوريين، الذين لجؤوا إلى لبنان، قبل نحو 10 سنوات، منذ تصاعد الحرب في سوريا، واليوم، مع اندلاع الحرب الشاملة في لبنان، قرّر بعضهم العودة إلى سوريا، التي يرونها أقل خطراً مقارنة بلبنان.

وبحسب تقارير صادرة عن مراصد حقوقية، فإنّ أكثر من 150 لاجئاً سوريّاً قُتلوا وأصيب المئات، نتيجة الضربات الإسرائيلية على لبنان، وذلك خلال 12 يوماً، أواخر شهر أيلول الفائت.

العبور الشاق

عبير، قالت -وهي تبكي- خلال حديثها مع موقع تلفزيون سوريا: "تركتُ كل شيء خلفي، وأنتظر اليوم العبور إلى سوريا، حتى زوجي بقي في لبنان".

وعاشت عبير في لبنان 15 عاماً، حيث أقامت في منطقة برج البراجنة ضمن الضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانية بيروت، مع زوجها وأطفالها الأربعة، موضحةً أنّها تهرب من القصف العشوائي وأصوات الصواريخ رأفةً بأطفالها الذين أصابهم الرعب.

وأكّدت أنها أُجبرت على الرحيل، لأنّها لا تعلم إن كان منزلها في سوريا ما زال قائماً، مردفةً: "لا نعرف إلى أين نذهب، ولا نعلم إذا كنا سنتمكن من عبور الحدود أصلاً".

في الوقت نفسه، يشعر بعض اللاجئين السوريين الذين اضطروا للعودة بأنهم عالقون بين دمار منازلهم من جهة، وغياب المساعدات من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين من جهة أخرى.

وبالإضافة إلى ذلك، ينتظر عدد من العائدين إلى بلدهم في المنطقة الخالية وتحت الشمس الحارقة لساعات طويلة، أملاً بالعثور على سيارة تقلّهم عبر الحدود بأقل كلفة ممكنة.

"7 كيلومترات بـ50 دولاراً للشخص الواحد"

بعد موقع الفجوة التي أحدثتها الغارة الإسرائيلية، ينتظر العائدون إلى سوريا عدداً من الأشخاص، الذي يساومون على عبورهم الحدود باتجاه الأراضي السوريّة، إلى دمشق أو حلب وإدلب، وحتى إلى درعا، مقابل 50 دولاراً للشخص الواحد، وهناك مَن يطالب بـ100 دولار.

الأرض الحرام في لبنان

إلى جانب الإرهاق والانتظار، يعمل محمود على التفاوض مع أحد السائقين لتخفيض السعر، لأنه فرّ من منزله تاركاً وراءه كل ما جمعه طوال حياته، قائلاً لـ موقع تلفزيون سوريا: "لا أملك الكثير من المال، ونحن سبعة أشخاص، وبالتالي التكلفة باهظة، خصوصًا أنني أصبحت عاطلاً عن العمل".

ويحاول محمود الوصول إلى ريف إدلب، مرجحاً أنّ الأمر سيكون صعباً، نظراً لوجود العديد من الحواجز وكثرة قطاع الطرق، مشيراً إلى أنه يخشى التعرض له أو لعائلته، مردفاً: "نحن نهرب من حرب إلى حرب، الفرق الوحيد هو شدتها علينا"، بهذه الكلمات برر محمود عودته إلى سوريا.

في المقابل، تعمل فرق "الهلال الأحمر السوري" على تأمين حافلات مجانية لإيصال السوريين إلى منازلهم، منها إلى حلب، وحتّى إلى منطقة المزة في دمشق، لكن ازدحام السيارات ووسائل النقل في المنطقة دفع البعض إلى اختيار الشاحنات والسيارات غير التابعة للهلال الأحمر، لكونها أسرع.

كيف يعيش السوريون الذين عبروا الحدود؟

بعد البقاء في الشوارع لمدة سبعة أيام والمشي 7 كيلومترات، وصل أخيراً (هادي ضرغام) إلى منزل يؤويه وعائلته في ريف إدلب، حيث توجّه إلى منزل أهله حيث يسكن شقيقاه مع عائلتهما.

وأوضح ضرغام أنه خلال هذه الفترة، لم يتمكّن من الأكل والشرب، إذ مكثوا في منطقة شبه صحراوية، حيث اجتمع عدد كبير من العائدين إلى سوريا أيضاً، وبعدها، عبروا حواجز عدة، منها تابعة للنظام السوري، منتظرين لساعات عدة قبل وصولهم إلى إدلب.

وأشار ضرغام إلى أنّ قلق الاعتقال سيطر عليهم، خاصّة أنّ الشبكة السورية لـ حقوق الإنسان قد سجّلت، مؤخّراً، ما لا يقل عن 17 حالة اعتقال وإخفاء قسري بين السوريين العائدين من لبنان، منذ 23 أيلول الفائت.

الأرض الحرام في لبنان

وأضاف قائلاً: "تعب الأولاد كثيراً، وجاعوا أيضاً"، مردفاً: "يمكن للكبير أن يتحمّل الشقاء والتعب، أما الصغار فغير قادرين على تحمل كل هذا الإرهاق".

يشار إلى أنّه، منذ توسّع الحرب الإسرائيلية على لبنان، عبر أكثر من 400 ألف شخص، بين لبناني وسوري، إلى الأراضي السوريّة، وذلك وفقاً لإدارة "الهجرة والجوازات" التابعة للنظام السوري.