ملخص:
- عائلات سورية في لبنان تعاني من النزوح بسبب الغارات الإسرائيلية واستحالة العودة إلى سوريا.
- العديد من السوريين يضطرون للمبيت في العراء نتيجة لارتفاع الإيجارات وصعوبة العودة.
- ظروف العودة إلى سوريا تزداد تعقيداً مع تدمير المنازل والأوضاع الاقتصادية الصعبة.
- النظام السوري ينتهك حقوق العائدين عبر اعتقالهم وابتزازهم على الحواجز المؤقتة.
- الشبكة السورية لحقوق الإنسان وثقت 17 حالة اعتقال لعائدين من لبنان، مع استمرار التحقيق في عشرات الحالات الأخرى.
وجدت العديد من العائلات السورية في لبنان نفسها محاصرة أمام استحالة العودة إلى بلادها، بسبب تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية، أو افتراش الأرض في العراء، وذلك بعد تصاعد وتيرة القصف الإسرائيلي وتوسع دائرة العنف لتشمل مختلف أرجاء البلد.
ورصدت كاميرا "تلفزيون سوريا" استمرار عمليات النزوح من مختلف المناطق اللبنانية من جراء الغارات الإسرائيلية، كما التقت سوريين يبيتون وأسرهم في العراء بعد خروجهم من منازلهم بسبب ارتفاع إيجارات المنازل وصعوبة العودة إلى بلادهم.
وقال أحد السوريين: "عندما بدأت الضربات، لم نعرف ماذا نفعل، فهربنا مع أطفالنا إلى أقرب مكان آمن، وصلنا إلى هذه المنطقة، حيث ننام في الشوارع، ولا نستطيع العودة إلى منازلنا حتى لجلب حاجات أطفالنا".
وأضاف: "نأمل أن تتوقف الحرب قريباً، فالجميع مشردون، ولا يمكننا العودة إلى بلدنا، بصراحة، كوننا بلا أموال ولا حتى قادرين على إطعام أطفالنا".
وأشار آخر إلى أنه كان يقيم في حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت، وعندما بدأت الضربات الإسرائيلية هناك، توجه إلى مخيم شاتيلا، ولكن القصف استمر هناك أيضاً، فانتقل إلى مكان آخر.
أما بالنسبة للعودة إلى سوريا، فقال الشاب المنحدر من دير الزور إنه لا يملك منزلاً هناك بعد أن دُمّر منزله بالكامل، مضيفاً: "كيف سأعود؟ وأين سأعيش؟ لا أملك أموالًا للإيجار، وأوضاع البلد صعبة، سأبقى هنا حتى يستقر الوضع".
كما أشار آخر إلى نزوحه من منطقة الجناح في بيروت بعد القصف العنيف الذي تعرضت له، خشية على حياة الأطفال والنساء، موضحاً أنه مضطر للمبيت في العراء لعدم القدرة على استئجار بيوت أو العيش كما كان من قبل.
صعوبات تمنع عودة السوريين من لبنان
أكد مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فضل عبد الغني، تعرض السوريين العائدين من لبنان لعدد كبير من الانتهاكات من قبل قوات النظام منذ لحظة دخولهم الأراضي السورية.
وأشار عبد الغني في حديثه لموقع "تلفزيون سوريا" إلى أن قوات النظام أعادت نشر الحواجز المؤقتة لملاحقة العائدين واعتقالهم وابتزازهم، إضافة إلى تحكم الفرقة الرابعة بطريق بيروت - دمشق واستغلال ذلك في عمليات التهريب وتحصيل مبالغ مالية.
ولفت عبد الغني إلى أنه على الرغم من الوعود السابقة بتسوية أوضاعهم، فإن العديد من العائدين وجدوا أنفسهم في قبضة النظام، مما حوّل "التسوية" إلى فخ يوقع من عادوا هرباً من ويلات الحرب في لبنان.
ووثقت الشبكة السورية حتى الآن 17 حالة اعتقال مؤكدة، في حين توجد معلومات أخرى عن عشرات الحالات التي يجري التحقق منها. وتوزعت تلك الحالات بين السويداء (4 حالات)، إدلب (5 حالات)، الرقة (حالتان)، ريف دمشق (3 حالات)، وحمص (3 حالات)، وتعلقت خلفيات الاعتقال بالمشاركة في مظاهرات ضد النظام، وبعضها بعمليات التجنيد، في حين تم اعتقال بعض الأشخاص فقط لكونهم أقارب ناشطين.