تظاهر آلاف الأشخاص، أمس السبت، أمام البيت الأبيض في العاصمة الأميركية واشنطن، وفي العاصمة البريطانية لندن، للمطالبة بوقف الإبادة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في قطاع غزة المُحاصر.
واجتمع آلاف الأشخاص أمام البيت الأبيض وحوله في أكبر مظاهرة "داعمة لـ غزة"، مؤخّراً، ونقلوا رسالتهم إلى الرأي العام الأميركي، مطالبين إدارة الرئيس جو بايدن بـ"التزام بخطها الأحمر بشأن غزة".
وشارك في المظاهرة التي نُظمت تحت شعار "الإبادة الجماعية خطنا الأحمر"، فلسطينيون وعرب أميركيون، إلى جانب مجموعات أميركية، ويهود مناهضين للصهيونية ومجموعات من خلفيات عرقية ودينية.
وردّد الحشد شعارات مثل: "لا للإبادة الجماعية في غزة" و"أوقفوا الاحتلال" و"الحرية لفلسطين" و"بايدن كف عن الكذب"، حاملين لافتات تطالب بوقف إطلاق النار.
— Ibrahim Wehbi (@ibrahimwehbe16) June 8, 2024
وخلال المظاهرة التي كانت احتجاجاً على الهجمات والمجازر الإسرائيلية الأخيرة، أفاد المنظّمون بأنّه يتعين على الإدارة الأميركية أن تتوقّف فوراً عن إرسال الأسلحة إلى إسرائيل، وأن تعمل على وقفٍ فوري لإطلاق النار
وظهرت -خلال المظاهرة- سلسلة بشرية عملاقة تتكون من مئات الأشخاص في المنطقة التي بدأت من أمام البيت الأبيض وامتدت إلى "شارع 17" في العاصمة واشنطن، وحملوا في أيديهم شريطاً أحمر وذكّروا بايدن بـ"خطّه الأحمر بشأن غزة".
وردّد المتظاهرون الذين حملوا لافتات كُتب عليها "الإبادة الجماعية خطنا الأحمر"، شعارات مماثلة ودعوا الإدارة الأميركية إلى "عدم دعم إسرائيل والتوقف عن إرسال الأسلحة".
ووُصفت المظاهرة، التي اتخذت فيها الشرطة إجراءات أمنية مشددة وأغلقت العديد من شوارع المنطقة أمام حركة المرور، بأنّها المظاهرة الأكثر ازدحاماً بشأن غزة في واشنطن، بالآونة الأخيرة.
مظاهرات في لندن دعماً لـ غزة
تجمّع مئات آلاف الناشطين المؤيدين للفلسطينيين في ميدان "راسل" بالعاصمة البريطانية لندن، أمس السبت، مطالبين حكومة البلاد بوقف عمليات نقل الأسلحة إلى إسرائيل، التي تشنّ حرباً على قطاع غزة.
— وحيد الحمادي (@wydlmdy31082) June 9, 2024
وعبر حافلات، نظمتها حملة التضامن مع فلسطين والمجموعات المرتبطة بها، نُقل الناشطون من المدن الكبرى في بريطانيا إلى مركز العاصمة، ما يؤكّد الدعم الوطني للقضية الفلسطينية.
- "لا نصوت لمن يطبّعون مع المجازر"
في معرض تعليقه على صمت الساسة البريطانيين في أعقاب الهجمات الإسرائيلية الأخيرة داخل قطاع غزة، قال مدير حملة التضامن مع فلسطين في بريطانيا، بن جمال: "لا نصوت لمن يطبّعون مع المجازر".
ودان "جمال" في خطاب قوي نقلته وكالة "الأناضول" التركيّة، صمت القادة السياسيين في المملكة المتحدة، في أعقاب الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة داخل غزة، داعياً الناخبين إلى رفض المرشحين الذين يفشلون في إدانة أعمال العنف هذه.
وأشار إلى أنه "قبل بضعة أشهر، حذرَنا الناشط الفلسطيني (محمد الكرد)، قائلاً: يجب ألا نطبّع مع المجازر"، وحثّ الناخبين على محاسبة قادتهم السياسيين، قائلاً: "رسالتنا واضحة: نحن لا نصوت لأولئك الذين يطبعون المجازر، لا نصوت لأولئك الذين يمنحون الضوء الأخضر لمثل هذه الفظائع".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأوّل 2023، تشن إسرائيل حرباً مدمّرة على غزة، خلّفت أكثر من 120 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل حربها، رغم قرار من مجلس الأمن الدولي بوقفها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح مدينة رفح -الحدودية مع مصر- جنوبي القطاع، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.