icon
التغطية الحية

لوقا في بيروت من دون لقاء نصر الله.. بوادر انشقاق تحت الضغط الروسي

2024.08.14 | 04:50 دمشق

23423
رئيس مخابرات النظام حسام لوقا وأمين عام حزب الله حسن نصر الله
 تلفزيون سوريا ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • تباعد بين الحلفاء: يتزايد التباين بين حزب الله وإيران من جهة والنظام السوري وروسيا من جهة أخرى، مع ضغط روسي على الأسد للابتعاد عن إيران.

  • زيارة لوقا إلى بيروت: زيارة رئيس مخابرات النظام السوري حسام لوقا إلى بيروت شهدت لقاءات بقيادات حزب الله من دون لقاء نصر الله، مما قد يشير إلى تغير في التوازنات الإقليمية بتوجيه روسي.

  • رسائل موسكو: روسيا تسعى لتعزيز نفوذها في سوريا وتقليل التأثير الإيراني، وتحث الأسد على تبني مواقف أكثر توافقاً مع مصالحها، مما يخلق توترات مع حلفاء إيران في المنطقة.


يتزايد التباين السياسي والميداني بين حزب الله والإيرانيين من جهة والنظام السوري ومن خلفه روسيا من جهة أخرى، فبعد ما كشفه موقع "تلفزيون سوريا" منذ يومين عن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نصح رئيس النظام السوري بشار الأسد بترك مسافة واضحة بينه وبين إيران، بسبب أن روسيا بحسب ما يتوفر لديها من معلومات ومعطيات تعتقد بأن أميركا وإسرائيل وبريطانيا لديها توجه حقيقي لتوجيه ضربات مؤلمة لنفوذ إيران في مختلف الساحات، ولذا يجب على الأسد أن يقدم مصالح سوريا على رغبات إيران.

من هذا المنطلق، كان لافتاً وفق مصادر دبلوماسية أوروبية لموقع "تلفزيون سوريا" أن رئيس جهاز المخابرات العامة التابعة للنظام اللواء حسام لوقا أجرى زيارة إلى لبنان، لكن بحسب المعلومات فإنه وعلى عكس كل المرات السابقة فإن لوقا لم يلتق بالأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، واكتفى بلقائه مع نائب الأمين العام نعيم قاسم ورئيس المجلس التنفيذي للحزب هاشم صفي الدين ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا.

قسد وزيارة بوخارست وحرب غزة

وتناول اللقاء بحسب المصدر الوضع الإقليمي الراهن والاتصالات العربية والإقليمية والأوروبية الحاصلة مع النظام منذ مدة في ملف اللاجئين والحرب الدائرة والواقع جنوبي سوريا.

وأوضح لوقا لقيادة حزب الله أنه زار منذ أسبوعين العاصمة الرومانية بوخارست والتقى نظيره إدوارد هلفيغ وناقشا تطورات الوضع الإقليمي والدولي، وأن الأخير وعده بالتعاون مع قبرص وأن يشاركا بجهد لفتح ثغرة في العلاقة السورية مع الإدارة الأميركية، وفقاً للمصدر.

كذلك وضع لوقا قيادة الحزب في صورة تطورات علاقات النظام السوري مع السعودية والإمارات والمصالحة المحتملة مع تركيا برعاية روسية والحديث القائم مع دول أخرى كالكويت والتنسيق الأمني والسياسي مع مصر وسلطنة عمان حول الحرب القائمة في قطاع غزة وجنوب لبنان.

وبحسب المصدر فإن اللقاء ناقش الواقع في بعض المناطق في شرق سوريا والتوترات الحاصلة مع المجموعات الكردية وتحديداً "قوات سوريا الديموقراطية" في دير الزور والحسكة والجهود التي تبذلها القيادة الروسية لحل الأزمة وإجراء عملية تبادل أسرى بين الجانبين.

كما ناقش الحرب الحاصلة في المنطقة والتطورات الجارية على صعيد سوريا والمتعلقة بالحرب، والرسائل التي تنقل للنظام السوري من الأطراف الفاعلة، إضافة لإسرائيل عبر دول عربية.

امتعاض الحزب من النظام.. وطروحات موسكو

من هذا المنطلق يعتبر المصدر أنه وفي العمق تكمن إشكالية كبيرة بين النظام السوري من جهة والإيرانيين وحزب الله من جهة أخرى بسبب تطورات سياسية وميدانية مهمة، وأنه بات يعبر مسؤولو حزب الله عن ذلك من خلال لقاءات مع كثيرين وتحديداً المحيط النخبوي القريب منهم، على اعتبار أن النظام تنصل من وعود متعلقة بالمشاركة بأي معركة بين "المحور" وإسرائيل.

ويشير المصدر إلى أنه ومن هنا يمكن قراءة الاندفاعة الروسية من خلال استدعاء الأسد إلى موسكو، وزيارة سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي سيرغي شويغو إلى إيران، وخاصة أن موسكو تريد الاعتراف بنفوذها الكبير في سوريا، وهو ما دفع كثير من الأطراف للحديث عن تباعد في العلاقة الإيرانية ـ الروسية في سوريا.

ويشير المصدر إلى أنه وبالتزامن مع البرودة بالعلاقة بين النظام وحزب الله فإن الرسالة الروسية التي أودعها شويغو للمسؤولين الإيرانيين تضمنت طلبا بالقيام برد محدود على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، لأن ذهاب إيران إلى رد كبير لن يلاقي دعم موسكو ومؤازرتها. 

لذا يعتبر المصدر أن تسريب طهران لفحوى رسالة موسكو يعني أنها تمهد الأجواء الإقليمية لذهابها إلى رد محدود وعلى هدف عسكري محدد وعلى أساس افتقارها إلى ظهير دولي وازن.

ويرى المصدر أن الأجواء السياسية بين حزب الله والمسؤولين في النظام تعكس انحياز الأسد بالمدى المنظور لخيارات روسية أكثر من إيرانية، لأن روسيا تتطلع إلى حضور أكبر في سوريا وتأثير إيراني أقل، وهو ما يمكن تحقيقه إذا تمت المصالحة بين النظام وتركيا بعيداً عن تأثيرات وتدخلات إيران. 

ويعتقد المصدر الدبلوماسي أن موسكو تدرك جيداً مستوى التأثير الإيراني داخل النظام السوري لذلك فهي تحاول إعادة تأهيل الأسد بثوب جديد وعلى المستويين الإقليمي والدولي في ظل تطبيع العلاقات السعودية – الإماراتية معه في السنتين الأخيرتين.