حظرت الشرطة الألمانية، أمس الأحد، مظاهرة مناصرة لفلسطين، دون ارتكاب المتجمعين لأي نوع من المخالفات، بحجة أن "أعدادهم تجاوزت العدد المصرح له".
وبعد دعوات لتجمع مرخص، لمناصرة الفلسطينيين في غزة، سرعان ما تجمع نحو 1000 متظاهر في ساحة بوتسدام وسط برلين، لكن الشرطة أعلنت قبل بدء المظاهرة بخمس دقائق، عبر مكبرات الصوت، أن التجمع محظور، وألغت المظاهرة.
حظر التجمع دون سابق إنذار
وذلك بعد توافد المتظاهرين إلى الساحة، حاملين الأعلام الفلسطينية والكوفيات، انطلقت مكبرات الصوت من سيارة الشرطة لتبلغ الناس أن هذا التجمع لا يندرج تحت المادة الثامنة من الدستور الألماني.
وتنص المادة الثامنة من الدستور أنه"يحق لجميع الألمان التجمع سلمياً ومن دون أسلحة، ومن دون تسجيل أو إذن، ويمكّن هذا الحق الأساسي المواطنين من المشاركة بفعالية في الرأي السياسي وعملية صنع القرار".
بعد إعلان الشرطة عن منع المظاهرة، هاج المتظاهرون، معربين عن غضبهم، وبدأت الشرطة تدخل بين المتظاهرين، في محاولة لتفريقهم.
عنف ضد المتظاهرين
وأثناء عملية تفريق المتظاهرين، استخدمت الشرطة رذاذ الفلفل والهراوات، واعتقلت العديد من الأشخاص، ومارست العنف ضدهم، حسبما أكد شهود عيان، وصورته كاميرات هواتف بعض المشاركين.
وأفاد شهود عيان من داخل المظاهرة عن وجود مجموعات من الناس، كانت تحاول أن تمنع الصدام مع الشرطة.
وأكدوا عدم رفع المتظاهرين أي شعار يحرض على الكراهية ضد الإسرائيليين أو ضد اليهود، وهو ما يحظره الدستور الألماني، أو يتعارض مع القوانين الجديدة التي أقرّها المدّعي العام الأسبوع الماضي، ولم تتجاوز الشعارات التي استخدمت، المطالبة “بالحرية لفلسطين، والحرية لغزة".
وبحسب مانقلته صحف ألمانية عن الشرطة لم تتمكن قوات الأمن من تفريق المظاهرة حتى الساعة 8 مساء.
تقرير الشرطة حول "ترخيص الوقفة"
وفي تقرير الشرطة عن الوقفة، تم الإعلان عن الوقفة الاحتجاجية المخطط لها في الساعة 4:30 مساءً تحت شعار: "السلام في الشرق الأوسط" في اليوم السابق عبر هيئة مراقبة الإنترنت التابعة للشرطة.
وأوضح التقرير كان هناك محادثة هاتفية مع مقدم الطلب صباح يوم الأحد، أعلن من خلاله أنه يريد إطفاء الشموع، والمشاركون في الوقفة هم في المقام الأول أفراد من عائلته، ومن المتوقع أن يصل عددهم إلى أقل من 50 شخصا.
ولذلك سمحنا بالتجمع “لم تكن هناك نتائج يمكن أن تبرر حظر التجمعات”، مشيراً إلى أنه حتى في هذه الأوقات الصعبة، متمسكون بحرية التجمع.
وأكد التقرير بعد بداية الوقفة تم “اختطاف” الحدث من قبل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين!.
اعتقال العشرات
وتحدثت رئيسة الشرطة باربرا سلويك أمام لجنة الداخلية بمجلس النواب اليوم الإثنين عن 155 حالة اعتقال و80 شكوى جنائية، ورفع 68 دعوى قضائية بتهمة انتهاك قانون حرية التجمع، بحق أشخاص شاركوا في المظاهرة.
وبحسب موقع rbb24 أضافت " كان هناك 800 ضابط شرطة حول التجمع، أصيب 24 منهم، معظمهم أثناء أعمال المقاومة، وسبعة في هجوم بالغاز".
كنا نريد منع "هذه الصور التي لا تطاق"
وتابعت سلويك في وصفها للمظاهرة "كنا نود أن نمنع هذه الصور التي لا تطاق في ساحة بوتسدام"، مشيرة إلى أن نحو 500 شخص تدفقوا إلى ساحة بوتسدام بديناميكية وسرعة غير مسبوقتين، وسرعان ما تجمع نحو 1000 شخص.
وأكدت أنها لم تشهد مثل هذا التدفق الديناميكي من قبل، مضيفة أن برلين بها "مجتمع فلسطيني وعربي كبير جدًا".
وفيما يتعلق بالوضع في المدينة ككل، قالت سلويك إن الشرطة تقوم حاليا بحماية 100 مؤسسة إسرائيلية ويهودية مع 400 حارس ممتلكات، ولا يوجد حاليا ما يشير إلى أنه يجري التخطيط لشن هجمات على هذه المنشآت.
وكانت الشرطة قد أصدرت حظرا على التجمعات من أجل مظاهرة كان من المقرر تنظيمها يوم 12 من تشرين الأول، في ساحة بوتسدام، وذلك بسبب الخوف من المحتوى المعادي للسامية أو المتطرف.
وتجدر الإشارة إلى أن شرطة العاصمة الألمانية حظرت حتى يوم 17من الشهر الجاري التجمعات التي يمكن أن يتخللها ترديد شعارات معادية للسامية أو متطرفة على خلفية عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها كتائب القسام، التابعة لحركة حماس، ضد قوات الاحتلال الاسرائيلي.