منذ بدء الأحداث الأخيرة في قطاع غزة والميليشيات التابعة لإيران في حالة استنفار على طول خط وقف إطلاق النار مع الجولان المحتل.
وأفادت مصادر خاصة لموقع تلفزيون سوريا أن "وحدة ملف الجولان" في "حزب الله" نفذت عملية إعادة انتشار واسعة لميليشياتها في محافظات ريف دمشق والقنيطرة ودرعا والسويداء.
واستدعت الوحدة حشوداً عسكرية ضخمة قوامها أفراد من جنسياتٍ إيرانية وعراقية ولبنانية وصلت إلى المنطقة الجنوبية من لبنان والعراق عبر العاصمة دمشق.
وضمّت الحشود، بالإضافة إلى المجموعات القتالية، فرقاً تكتيكية مزودة بأسلحة إيرانية متطورة شملت صواريخ أرض أرض دقيقة، بعيدة ومتوسطة المدى، محملة على عربات سريعة الحركة جرى نشرها في خنادق محصنة أعدت مسبقاً في جبل المانع وتلال القنيطرة وريفي دمشق ودرعا الغربيين.
وقالت المصادر إن الحزب نشر فرقاً تشغيلية للطائرات المسيرة في عددٍ من المواقع العسكرية التابعة للنظام في المنطقة الجنوبية مزودة بثلاثة أنواع من أحدث الطائرات الإيرانية:
- طائرات مسيرة انتحارية
- طائرات مسيرة قتالية
- طائرات مسيرة استطلاعية
جاسم الحاري القيادي السابق في الجبهة الجنوبية (اسم مستعار) قال لموقع تلفزيون سوريا إن "الحشود الإيرانية بدأت تتوافد إلى الجنوب قبل أحداث غزة بأسابيع، لكن وتيرتها تضاعفت عدة مرات بعد اندلاع الحرب.
وأضاف: "الحرب في غزة أدت لانشغال إسرائيل إلى حد كبير عن تحركات إيران في جنوبي سوريا كما أن القوات الروسية اختفت تماماً في المنطقة حيث لم يغادر الروس موقعيهما الوحيدين في حوران في إزرع وموثبين منذ اندلاع الحرب، ناهيك عن فقدان قوات النظام السيطرة كلياً على مواقعها التي تحولت إلى قواعد إيرانية القيادة والعناصر".
هل تنوي إيران فتح جبهة جنوبي سوريا ؟
ينظر أبناء الجنوب السوري بعين الريبة إلى التحركات الإيرانية ويشككون في نواياها الحقيقية، ويرى الناشط السياسي سامر الرفيدي (اسم مستعار) أن إيران التي دمرت قرى وبلدات القنيطرة ودرعا وقتلت سكانها سابقاً لن تهتم بسلامتها اليوم بل قد تزج بها في أتون حروب جديدة لتنفيذ مخططاتها التوسعية.
وقال الرفيدي لموقع تلفزيون سوريا إنه ومنذ السيطرة الشكلية للنظام على جنوبي سوريا عام 2018، شرعت إيران بتجنيد المئات من أبناء المنطقة في صفوف ميليشياتها بهدف تحويلهم إلى أدوات ضغط فعالة يمكن استخدامها عند الحاجة ضد إسرائيل أو الأردن.
ويخشى الناشط المقيم في القنيطرة من احتمالية وقوع مغامرة إيرانية تزج بمحافظته في عملية عسكرية لن تجني منها إلا الدم والدمار بينما تحصد هي المغانم السياسية، لكنه يرجح أن تكتفي إيران بالتلويح بالقوة وتنفذ بعض المناوشات التكتيكية لتثبت وجودها وترسخه كواقع نهائي.
ولإيران، من وجهة نظر الرفيدي، هدف استراتيجي بعيد المدى، إذ إنها تعمل على خلق بديل عن حماس في جنوبي سوريا، وربما تكون قد ضحت بالحركة لتحقيق هذا الهدف الذي يتيح لها تنفيذ مشروعها الحقيقي إلى جانب الاحتفاظ بجيب للضغط الدائم على إسرائيل.
وتساءل الرفيدي عن سبب الحشود الإيرانية الضخمة على بعد عشرات الكيلو مترات عن جبهة الجولان قرب الحدود الأردنية شرقي السويداء، مشيراً إلى أن عين إيران تتجه جنوباً لا غرباً، إلى الأردن وما بعد الأردن.
وختم حديثه بالقول: "إيران بدأت خطتها بغزو المنطقة بالمخدرات وستنهيها بالأفكار والسلاح، تلك هي استراتيجية الخميني، تصدير الثورة الإسلامية الإيرانية، والتي لا تختلف عن استراتيجية باقية وتتمدد الداعشية".
من جانبه قال أبو القاسم الجولاني (مستعار)، وهو أحد وجهاء القنيطرة إن "الشعب السوري عامة ونحن كجولانيين خاصة نقف بشكل حاسم إلى جانب حقوق الشعب الفلسطيني، لكن إيران تستغل القضية الفلسطينية لابتلاع المنطقة وتشييع أبنائها وتجنيدهم في مشروعها الخبيث".
وأضاف الجولاني في حديثه لموقع تلفزيون سوريا: "لو أرادت إيران وفصائلها نصرة فلسطين بالفعل لفتحت الجبهات مع فصائل غزة في ذات التوقيت لكنها بدلاً من ذلك تحشد الآن لمظاهرة شعبية من أبناء الجولان النازحين في القنيطرة ودمشق وريفها ستقيمها على الحدود مع الجولان المحتل وهذا سلوك من يريد إثارة مشاعر أبناء المنطقة الفقراء لاستمالتهم وتجنيدهم وليس سلوك من يريد الحرب".
من جهته اعتبر المحلل العسكري والاستراتيجي العميد أسعد عوض الزعبي أن العلاقة بين إيران وإسرائيل علاقة تكاملية تهدف إلى القضاء على المنطقة ودولها وشعوبها.
واستبعد الزعبي في حديثه لموقع تلفزيون سوريا أن تشتبك إيران مع إسرائيل في جبهة الجولان إلّا إن كان الهدف قتل أبناء المنطقة وتهجيرهم وتدمير ما تبقى من بنيتها التحتية.
وأشار العميد المتقاعد إلى امتلاك إيران في الجنوب للواء صواريخ عملياتية تصل إلى صحراء النقب وثلاثة أفواج صواريخ تكتيكية تستطيع تدمير كامل الجولان والجليل الأعلى لو أرادت، لكن كل هذه الأسلحة جلبت لضرب أهدف أخرى ليست إسرائيل إحداها.
ويرى الزعبي أن إيران تقوم الآن بإتمام حلقة حماية إسرائيل من الجبهة الشمالية عبر استنساخ نموذج حزب الله في جنوبي سوريا من خلال:
- حصر القوة العسكرية في المنطقة بيد ميليشياتها
- السيطرة على ما تبقى من جيش النظام المتهالك
- تجنيد أبناء المنطقة مستغلةً فقرهم
- إزالة كل بؤر المقاومة لها في الجنوب السوري
- تشكيل منطقة عسكرية مغلقة تحشد فيها الموارد والقدرات وتحولها إلى منطقة انطلاق عسكرية
حينذاك سيبدأ، من وجهة نظر الزعبي، تنفيذ المشروع الإيراني الكبير بالتنسيق والتوافق مع إسرائيل وهو التوجه جنوباً إلى الأردن المنهكة ومنها إلى السعودية وباقي دول الخليج العربي وذاك هو هدفها الحقيقي.