يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي لليوم الثاني على التوالي عمليته العسكرية في مدينة جنين ومخيمها شمالي الضفة الغربية المحتلة، وسط استمرار الاشتباكات بين المقاومين الفلسطينيين وقوات الاحتلال.
وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني ووزارة الصحة الفلسطينية، بمقتل 5 فلسطينيين وجرح 10 آخرين في جنين، أمس الثلاثاء.
واليوم، تجدد القصف الإسرائيلي على المنطقة وقال شهود عيان إن طائرة مسيرة إسرائيلية ألقت قنابل على تجمع لمواطنين قرب مسجد خالد بن الوليد في حي الشرقية بمدينة جنين، من دون وقوع إصابات.
كما تواصل الجرافات العسكرية للاحتلال عمليات تجريف وتخريب واسعة في البنية التحتية والشوارع، في حين انقطع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة في جنين.
في غضون ذلك، تستمر اشتباكات مسلحة مع مقاومين في المخيم، في حين دفع الجيش بتعزيزات عسكرية من جهة حاجز الجلمة شمالي جنين، وفق شهود عيان للأناضول.
وقالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، في بلاغ فجر الأربعاء، "نتصدى لقوات العدو الإسرائيلي في محاور القتال ونستهدف آلياته العسكرية بزخات الرصاص والعبوات الناسفة".
وذكرت "كتائب شهداء الأقصى" المحسوبة على حركة "فتح"، في بلاغ، أن مقاتليها "يخوضون اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال وآلياتهم العسكرية في الحي الشرقي لمخيم جنين، بالأسلحة الرشاشة والعبوات الناسفة".
⬅️ شاهد..
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) November 20, 2024
دمار في البنية التحتية جراء استمرار العدوان على مخيم جنين.. pic.twitter.com/ttjfb5Fl7B
إصابة 4 فلسطينيين في سلفيت
أصيب 4 فلسطينيين، اليوم، برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي بمحافظة سلفيت شمال الضفة الغربية المحتلة، في حين هدم الجيش منزلا ومنشأة في البلدة بحجة "البناء من دون ترخيص".
ونقلت وكالة "الأناضول"، عن رئيس بلدية دير بلوط، سمير نمر، قوله إن "قوات الاحتلال مصحوبة بجرافتين اقتحمت بلدة دير بلوط (غرب سلفيت)، وباشرت بهدم منزل ومنجرة، بحجة البناء من دون ترخيص".
وأضاف نمر، أن مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال أطلق الجيش خلالها الرصاص وقنابل الصوت، ما أسفر عن وقوع 4 إصابات، تم تحويلها إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وأشار نمر إلى أن "صاحب المنزل تفاجأ بعملية الهدم ولم يُخطر مسبقا بذلك، ولم يتمكن من إفراغ محتويات المنزل قبل عملية الهدم".
هدم منازل فلسطينيي الضفة
خلال تشرين الأول/أكتوبر الماضي، هدم الجيش الإسرائيلي 45 منشأة ومنزلا بينها 12 منزلا و19 منشأة زراعية بالضفة الغربية، كما أخطر بهدم 38 منشأة، وفق هيئة شؤون الجدار والاستيطان الفلسطينية.
وتمنع السلطات الإسرائيلية البناء أو استصلاح الأراضي في المناطق المصنفة "ج"، من دون تراخيص لا يمكن الحصول عليها، بحسب فلسطينيين وتقارير حقوقية إسرائيلية ودولية.
وصنفت اتفاقية "أوسلو 2" لعام 1995 أراضي الضفة إلى 3 مناطق هي: "أ" تخضع لسيطرة فلسطينية كاملة، و"ب" تخضع لسيطرة أمنية إسرائيلية ومدنية وإدارية فلسطينية، و"ج" تخضع لسيطرة مدنية وإدارية وأمنية إسرائيلية وتقدر بنحو 60 في المئة من مساحة الضفة.
ومنذ مطلع 2024، هدمت السلطات الإسرائيلية 844 منزلا ومنشأة فلسطينية في المنطقة "ج"، ما أدى إلى تهجير 740 فلسطينيا وتضرر نحو 36 ألفا و483 آخرين، وفق معطيات للأمم المتحدة.
وبموازاة حرب الإبادة في قطاع غزة، وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته كما صعّد المستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر إجمالا عن مقتل 790 فلسطينيا، وإصابة نحو 6 آلاف و450 آخرين، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
ومنذ 411 يوما، تشن إسرائيل بدعم أميركي حربا مدمرة ضد قطاع غزة، خلفت نحو 148 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.