سجلت الأسواق السورية قفزة كبيرة في أسعار مادة الزيت النباتي بكل أنواعها وفقدانها من المحال التجارية متأثرة بالغزو الروسي لأوكرانيا لتتجاوز بذلك للمرة الأولى سعر زيت الزيتون الذي انخفض ثمنه نتيجة لإيقاف تصديره لخارج البلاد.
وقال فلاح سوري لصحيفة الوطن المقربة من النظام السوري، إنه باع يوم أمس "بيدون" زيت زيتون بسعر 250 ألف ليرة، أي إن سعر الليتر من الدرجة الممتازة (أسيده واحد في المئة) 12 ألفاً و500 ليرة.
مضيفاً أن هذا السعر هو أفضل ما استطاع تحصيله بالرغم من ارتفاع تكاليف حراثة وتسميد أشجار الزيتون والعناية بها، ومؤكداً أنه غامر ببيع "البيدون" لأنه واثق من أن الموسم القادم مبشر بالخير.
أسعار الزيت في سوريا
وللمرة الأولى، يتم بيع الزيوت النباتية بسعر أغلى من زيت الزيتون الذي يباع الليتر منه في صالات "السورية للتجارة" بـ 14 ألف ليرة، بينما يباع زيت عباد الشمس من النوعية الموجودة في الأسواق بسعر يتراوح بين 17 و18 ألف ليرة إن وجد.
ومن المتعارف عليه في الأسواق العالمية، أن سعر مادة زيت الزيتون يزيد بمقدار 3 إلى 5 أضعاف عن سعر الزيت النباتي، وذلك في الدول التي تستورد النوعين. وطبعاً في الأسواق الأجنبية هناك تنوع بين الأصناف واختلاف في الجودة والمصدر وطريقة التحضير، إضافة إلى تعدد الخيارات المتاحة واختلافها الكبير بين المتاجر، ويبلغ سعر ليتر زيت الزيتون المخلوط بزيت نباتي ضعف سعر ليتر زيت عباد الشمس.
فرق الأسعار غير منطقي
من جهته، يرى محمد كشتو رئيس "اتحاد الغرف الزراعية" أن هذا الفرق في الأسعار غير منطقي وغير مقبول، مشيراً إلى أن إيقاف تصدير زيت الزيتون بعد الغزو الروسي لأوكرانيا هو إجراء مؤقت ولمدة محدودة.
ومع بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، شهدت أسعار معظم السلع والمواد الأساسية في الأسواق السورية ارتفاعاً غير مسبوق، بالتزامن مع تطبيق قرار رفع الدعم عن فئات من السوريين من قبل حكومة النظام السوري، في ظل عدم قدرة كثير من العائلات على تأمين احتياجاتها، إضافةً إلى قلة فرص العمل، وضعف القدرة الشرائية للعملة المحلية المتدهورة أمام الدولار.