زعم النظام السوري، صباح الخميس، ضبط أسلحة إسرائيلية في محافظتي درعا والقنيطرة جنوبي البلاد، في محاولة منه – على ما يبدو – للتغطية على تخاذله أمام جمهور ما يسمى "محور المقاومة والممانعة" عن الانخراط فعلياً في حرب مع إسرائيل، التي تشن عدواناً وحشياً على غزة، منذ 7 من تشرين أول المنصرم.
ونشرت وسائل إعلام النظام السوري مقطعاً مصوراً لكميات من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، ادعت "الجهات المختصة" أن هذه الأسلحة في مستودعات تحت الأرض بين محافظتي درعا والقنيطرة على أطراف مدينة جاسم.
وقال تلفزيون النظام السوري الرسمي، إن من بين الأسلحة المضبوطة هنالك أسلحة إسرائيلية وأميركية، إلا أن الصورة التي نشرها لم تظهر سوى بنادق "كلاشنكوف" وقذائف "آر بي جي" وصواريخ "كونكورس"، وهي جميعها روسية الصنع.
النظام السوري لا يرغب في الانخراط بالحرب
وكانت صحيفة "القدس العربي" قالت في تقرير لها، إن النظام السوري أبلغ عدة دول "التزامه بعدم توسعة الحرب الجارية في غزة والحفاظ على الجبهة السورية هادئة ومنع حزب الله اللبناني وإيران من استخدامها في حال امتداد الصراع إلى خارج إسرائيل وغزة".
ونقلت الصحيفة عن مصدر عربي قوله إن وزير خارجية النظام فيصل المقداد، ورئيس مكتب الأمن الوطني اللواء علي مملوك، أجريا عدة اتصالات على المستويين الدبلوماسي والأمني شملت روسيا وإيران والإمارات العربية ومصر، إضافة إلى "حزب الله" اللبناني.
وأشارت إلى أن علي مملوك أبلغ قيادة الحرس الثوري الإيراني في سوريا بضرورة وقف هجماتها ضد إسرائيل انطلاقاً من أراضي جنوب سوريا.
بشار الأسد ينأى بنفسه عن الحرب
تتصاعد الأحداث في غزة من قصف وتهجير ومجازر تحرك على إثرها العالم بأسره تقريباً، وبينما خرجت تصريحات من قادة دول عظمى وإقليمية بشكل شبه يومي، لم يخرج رئيس النظام السوري بشار الأسد بأي تصريح مباشر حول القضية وشحت البيانات الرسمية حول الأحداث، باستثناء ما خرج من اتصاله مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ومع الرئيس الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان، من تصريحات مكتوبة لا تحمل وعيداً بالتحرك ولا تصعيداً خطابياً غير مألوف.
ولطالما وصف بشار الأسد القضية الفلسطينية بأنها مركزية ومحورية وأكد أن سوريا هي من ضمن مايسمى "محور المقاومة"، لكن اختفاءه عن الساحة بأي وعيد أو تهديد لإسرائيل، أو إعلان دعم علني للمقاومة الفلسطينية أو مباركة في الأيام الأولى أو حتى الحديث عن إرسال مساعدات لغزة مؤخراً، أثار تساؤلات من الشارع السوري والفلسطيني على حد سواء، خاصة بعد المجازر التي ارتكبت بحق الفلسطينيين في مستشفى المعمداني ومخيم جباليا.
ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب على غزة
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ السابع من شهر تشرين الأوّل الفائت، شنّ غارات مكثّفة جوية وبرية وبحرية على عدة مناطق في قطاع غزة، بما في ذلك شمالي القطاع وجنوبه، ومحيط المشافي والمجمعات الصحية.
وارتفعت حصيلة ضحايا المجازر والقصف الإسرائيلي على قطاع غزة المُحاصر إلى 8805 فلسطينيين، أكثر من نصفهم أطفال ونساء.