استقبل الرئيس الصيني شي جين بينغ، رئيس النظام السوري بشار الأسد، صباح الجمعة، في مدينة خانجو شرقي الصين، وجرى بحضورهما توقيع "اتفاقية للتعاون الاستراتيجي" بين الجانبين.
وقال تلفزيون الصين المركزي الرسمي، إن الهدف من اللقاء هو الإعلان عن إقامة "شراكة استراتيجية" بين بكين والنظام السوري.
وذكر الرئيس الصيني، خلال اجتماع مع بشار الأسد، "اليوم بعد اللقاء سنعلن عن إقامة الشراكة الاستراتيجية السورية – الصينية، وذلك سيكون حدثاً مفصلياً مهماً في تاريخ العلاقات الثنائية في وجه الأوضاع الدولية غير المستقرة"، وفقاً لوكالة أنباء النظام "سانا".
وأشار إلى أن الصين ترغب في زيادة الواردات من المنتجات الزراعية عالية الجودة من سوريا، وفقاً لوكالة رويترز.
التوقيع على ثلاث وثائق للتعاون
ووقع بشار الأسد وشي جين بينغ على ثلاث وثائق للتعاون بين الجانبين، وأوضحت "سانا"، أن الاتفاق الأول يشمل التعاون الاقتصادي بين الجانبين، والثانية مذكرة تفاهم مشتركة للتبادل والتعاون في مجال التنمية الاقتصادية.
أما الاتفاق الثالث فيقضي على توقيع مذكرة تفاهم حول السياق المشترك لخطة تعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق.
الرئيس الصيني يدعم التسوية السياسية في سوريا
ونقلت رويترز عن الرئيس الصيني أن "بلاده تدعم التسوية السياسية للقضية السورية وتحسين علاقاتها مع الدول العربية الأخرى".
ولفت إلى أن الصين ترغب في مواصلة الدعم المتبادل في القضايا المتعلقة بالمصالح الأساسية وأكبر مباعث القلق لكلا الجانبين.
وقال تلفزيون الصين المركزي، إن بكين تدعم جهود النظام السوري في إعادة الإعمار وتعزيز بناء القدرات في مجال مكافحة "الإرهاب".
بشار الأسد يؤكد رغبته في تحقيق تعاون طويل الأمد مع الصين
بدوره، عبر رئيس النظام بشار الأسد عن سعادته لزيارة الصين التي وقفت إلى جانبه طوال السنوات الماضية، وتمنى أن "يؤسس لقاء اليوم لتعاون استراتيجي واسع النطاق وطويل الأمد في مختلف المجالات".
وأعرب عن أمله في أن تلعب الصين دوراً بناءً على الساحة الدولية، مضيفاً: "هذه الزيارة مهمة بتوقيتها وظروفها حيث يتشكل اليوم عالم متعدد الأقطاب سوف يعيد للعالم التوازن والاستقرار، ومن واجبنا جميعاً التقاط هذه اللحظة من أجل مستقبل مشرق وواعد".
واعتبر أن "هناك تأييد دولي واسع لمبادرات الصين الخمس المهمة، مبادرة الحضارة العالمية والأمن العالمي والتنمية العالمية المتجسدة في مبادرة الحزام والطريق التي تهدف إلى تحقيق الأمن والتنمية للجميع عبر التكامل لا عبر الصدام"، على حد وصفه.
زيارة بشار الأسد للصين
وبدأ بشار الأسد، الذي يبحث عن مساعدات مالية لوقف الانهيار الاقتصادي المتسارع في البلاد، أمس الخميس، أول زيارة رسمية للصين منذ نحو 20 عاماً، على أمل الارتقاء في العلاقات الثنائية إلى "مستوى جديد"، وفقاً لبكين.
ومن المقرر أن يحضر بشار الأسد حفل افتتاح دورة الألعاب الآسيوية، غداً السبت، مع كبار الشخصيات الأجنبية.
وتعتبر الصين من أبرز الدول التي حافظت على علاقتها مع النظام السوري، ودعمته سياسياً واقتصادياً ومالياً منذ انطلاق الثورة السورية، إذ عرقلت منذ 2011 عدة قرارات تدينه في مجلس الأمن الدولي عبر استخدامها حق "النقض" (الفيتو)، إلى جانب روسيا.