طالبت "لجنة حماية الصحفيين" سلطات النظام السوري بالتوقف عن ملاحقة الصحفي السوري كنان وقاف، والكف عن مضايقة واحتجاز الصحفيين، مشيرة إلى أن وقاف مختبئ بعد أن وصلت قوات أمنية مسلحة إلى منزله في مدينة طرطوس لاعتقاله.
والأسبوع الماضي، اقتحمت قوات النظام منزل الصحفي كنان وقاف في مدينة طرطوس بعد انتقاده رئيس النظام بشار الأسد بسبب استقباله الممثل وائل رمضان وزوجته سلاف فواخرجي، في الوقت الذي تعاني مناطق سيطرة النظام من أزمات خانقة.
ونشر وقاف، الذي يعمل في صحيفة "الوحدة" التابعة للنظام، تسجيلاً مصوراً عبر حسابه في فيس بوك ليل السبت - الأحد، ذكر فيه أنه صوّره على عجل وهو موجود خارج بيته، مضيفاً "زوجتي أخبرتني أن هناك قوة ضخمة بسلاح ميداني كامل جاءت لاعتقالي".
وفي انتقاده لرئيس النظام، سخر وقاف من صفة "القيادة الحكيمة" التي يطلقها الموالون على بشار الأسد، مشيراً إلى أن "استقبال الفنانين مهم، ولكن قرار رفع الدعم وما رافقه من هياج شعبي، (احتجاج وقطع طرق في السويداء، تكسير مركز تكامل في مصياف، طوابير أمام الهجرة والجوازات، طوابير أمام مديريات التموين، طوابير أمام السجل المدني، طوابير أمام مديريات النقل)، هذا غير مهم أبداً، حكيمة كتير.. إي والله".
النظام قمع جميع الصحفيين المستقلين
وقال كبير الباحثين في شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في اللجنة، جوستين شيلاد، إن نظام الأسد "أسكت فعلياً أي صحفي مستقل في المناطق الواقعة تحت سيطرته، ومع ذلك فإن هذا لا يمنعه من محاولة القضاء على أدنى تلميح من النقد".
وطالب شيلاد حكومة النظام بـ "التوقف عن محاولة اعتقال كنان وقاف، وإطلاق سراح جميع الصحفيين المعتقلين من دون تأخير".
وتعرض وقاف للاعتقال عدة مرات من قبل قوات النظام، على خلفية انتقاداته للوضع المعيشي في مناطق سيطرة النظام، وفضحه لممارسات حكومة النظام والمسؤولين، كان آخرها اعتقاله في آذار الفائت على خلفية نشره عبر فيس بوك فضيحة لنجل محافظ الحسكة غسان خليل، الذي أقدم على اختطاف عسكري بقوات النظام وطلب فدية مالية باهظة من أهله.
كما سبق أن اعتقل "فرع مكافحة جرائم المعلوماتية" الصحفي وقاف، في أيلول من العام 2020، على خلفية تحقيق نشره في صحيفة "الوحدة"، تحدث فيه عن "شبهات فساد" في شركة الكهرباء بمحافظة طرطوس.
الصحفيون السوريون معرضون للخطر بشكل هائل
يشار إلى أن منظمة "مراسلون بلا حدود" قالت، في نيسان الماضي، إن الصحفيين في سوريا "معرضون للخطر بشكل هائل، وهم الذين يجازفون بحياتهم من أجل التموضع في الصفوف الأمامية لتغطية العمليات العسكرية".
وبمناسبة إعلانها عن المؤشر العالمي لحرية الصحافة للعام 2021، صنّفت المنظمة، في تقريرها السنوي سوريا في المرتبة 173 من 180، بتقدم درجة واحدة عن العام الماضي، حيث جاءت في العام 2020 في المرتبة 174 من 180.
وفي آذار الماضي، وثقت "مراسلون بلا حدود"، في تقرير لها بمناسبة الذكرى العاشرة للثورة السورية، مقتل ما لا يقل عن 300 من الصحفيين، المحترفين وغير المحترفين في سوريا، كما قدّرت المنظمة عدد الصحفيين المعتقلين والمحتجزين والمختطفين في سوريا بالمئات، في حين تشير بيانات "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، إلى حصيلة أكبر.