icon
التغطية الحية

لتوفير المازوت.. "قسد" تتسبّب بتراكم القمامة وانتشار الليشمانيا في الحسكة

2024.06.25 | 15:03 دمشق

آخر تحديث: 25.06.2024 | 15:03 دمشق

قمامة الحسكة
تراكم القمامة في أحياء وشوارع مدينة الحسكة (فيس بوك)
الحسكة - خاص
+A
حجم الخط
-A

أفاد مصدر لـ موقع تلفزيون سوريا، بتزايد حالات الإصابة بمرض الليشمانيا، وذلك بسبب تراكم القمامة لأيام في شوارع وأحياء مدينة الحسكة، بسبب خفض "الإدارة الذاتية" عدد جولات سيارات النظافة من أجل توفير مادة المازوت ومصاريف صيانة الأعطال.

وقالت المصادر من بلديات "الإدارة الذاتية" في مناطق عدّة بمحافظة الحسكة، إنّه "بهدف توفير مادة المازوت وتكاليف صيانة الآليات، خفّضت البلديات عدد جولات سيارات جمع القمامة إلى يوم أو يومين في الأسبوع، بعد أن كانت تجول بعض الأحياء بشكل يومي باستثناء يوم الجمعة".

وأوضح المصدر أنّ "الإدارة الذاتية وجّهت كل المؤسسات الخدمية والمدنية بضرورة اتخاذ خطوات لخفض المصاريف العامة وزيادة الوارد المالي من الرسوم والضرائب التي تفرضها البلدية وبقية المؤسسات".

وتفرض بلديات "الإدارة الذاتية" على كل منزل دفع مبلغ  10 آلاف ليرة سوريّة عن النظافة شهرياً، و20 ألف ليرة على المحال التجارية، إلى جانب تحصيل رسوم وضرائب ومخالفات على المحال والتجار تتجاوز المليون ليرة سورية.

تسجيل 1000 حالة إصابة بالليشمانيا خلال 3 أسابيع

أفاد طبيب جلدية من الحسكة لـ موقع تلفزيون سوريا بـ"زيادة حالات الإصابة بالليشمانيا في مدينة الحسكة والمناطق التابعة لها بشكل كبير، خلال شهر حزيران الجاري، حيث ارتفعت نسبة الإصابة إلى الضعف مقارنة بالفترة نفسها من العام الفائت".

وأوضح الطبيب -فضّل عدم كشف اسمه لأسباب أمنيّة- أنّ "الأطباء والمشافي يستقبلون يومياً عشرات الإصابات بالليشمانيا في عموم محافظة الحسكة، وذلك بسبب انتشار القمامة ووجود بعض المستنقعات خاصة في المناطق الريفية والمنازل المحيطة بالأنهار والسواقي الراكدة، كنهر الجقجق والخابور".

وبحسب الطبيب، فقد سجّلت محافظة الحسكة أكثر من ألف حالة إصابة بالليشمانيا، خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، معظمها في مدن الحسكة وعامودا والقحطانية وتل تمر والشدادي والهول".

وربط الطبيب زيادة حالات الإصابة باللشمانيا بشكل رئيسي بتراكم القمامة لأيام داخل الأحياء السكنية، وتجمّع مياه الصرف الصحي في بعض المناطق، إلى جانب وجود مكبّات للقمامة قرب القرى والتجمعات السكنية.

"الإدارة الذاتية" تتذرع بالأعطال

قال بعض السكّان في مدينة عامودا بريف الحسكة لـ موقع تلفزيون سوريا، إنّ "القمامة ما تزال متجمعة في أحياء المدينة من عيد الأضحى المبارك، وذلك بسبب توقّف سيارات جمع القمامة عن عملها".

وأشار مروان صبري إلى أنّ "القمامة والنفايات متجمعة في شوارع وأحياء المدينة منذ أكثر من أسبوع، ولجأ بعض الأهالي إلى حرق القمامة المتراكمة، ما تسبّب بانبعاث رائحة وغازات كريهة في عموم مناطق المدينة".

وبحسب "صبري" فإنّ "الإدارة الذاتية" تتحمّل مسؤولية تراجع الخدمات الرئيسية في المنطقة، مردفاً: "الأهالي يعانون من صعوبات كبيرة لتوفير الخبز والمياه والغاز والوقود والكهرباء وهي احتياجات أساسية لم تعد الإدارة الذاتية قادرة على تأمينها".

من جانبها، قالت مسؤولة في بلدية عامودا لإذاعة محلية، إنّ "السبب وراء هذا التراكم هو تعطل خمس آليات من أصل سبعة، وهي تخضع حالياً للصيانة".

مخاوف من انتشار الامراض في الرقة بسبب القمامة

قال "أبو حسام" وهو من سكّان حي الدرعية في مدينة الرقة لـ موقع تلفزيون سوريا، إنّ "القمامة منتشرة في الحي بشكل كبير، وتحوّلت بعض المساحات إلى مكب صغير للنفايات بسبب عدم توفر الحاويات واقتصار عمل سيارات جمع القمامة على بعض الشوارع الرئيسية".

ويرى "أبو حسام" أنّ "انتشار القمامة بهذا الشكل لأيام وأسابيع سيحوّل بعض المناطق إلى مستنقعات بسبب تجمّع مياه الصرف الصحي، والرقة في الأساس تعاني من ارتفاع نسبة الأمراض بسبب تلوّث المياه، وتراكم القمامة سيسبّب زيادة الأمراض الجليدية، خاصة الليشمانيا".

وطالب "الإدارة الذاتية" بالعمل على إيجاد حلول سريعة لجمع القمامة وتوفير حاويات خاصة بكل حي، لتفادي رمي القمامة وتراكمها في المناطق العشوائية، كما شاركت صفحات محلية ومواطنون صورا لانتشار القمامة في شوارع أحياء مدينة الرقة منذ أيام دون أن تقوم سيارات النظافة بجمعها.

 

تلوث المياه يهدد سكان الحسكة

شهدت محافظة الحسكة تسجيل مئات الإصابات بأمراض هضمية بين البالغين والأطفال، والتي يعود سببها إلى تلوّث المياه واعتماد الأهالي على مصادر غير موثوقة للشرب.

وقال مدير صحة الحسكة في حكومة النظام السوري، عيسى خلف، إنّ عدد مراجعي أقسام الأمراض الداخلية في مشافي المحافظة، خلال شهر حزيران، وصل إلى 3141 من البالغين، بينما بلغ عدد مراجعي قسم الأطفال 1599 مراجعاً.

وبحسب "خلف" فقد سُجّلت 421 حالة مراجعة بشكوى إسهال من البالغين، و568 من الأطفال، في حين سجّلت المديرية، خلال شهر أيار الفائت، 350 حالة في قسم الأمراض الداخلية، و604 حالات في قسم الأطفال بأمراض هضمية، وفق ما نقل موقع "أثر برس" المقرب من النظام.

وتعاني مناطق شمال شرقي سوريا ظروفاً معيشية صعبة وأوضاعاً خدمية سيئة وسط ارتفاع الأسعار وانتشار البطالة وتدني قيمة الرواتب والأجور، وتزايد حالة الغضب والسخط الشعبي، التي أصبحت تتحوّل إلى مظاهرات واحتجاجات ضد "قسد"، في عموم مناطق سيطرتها.