يلجأ العديد من الطلاب السوريين المتفوقين في جامعات الشمال السوري ودول اللجوء، إلى العمل في مهن وأشغال مختلفة لتأمين مصاريف الجامعة وأقساطها المرتفعة، في ظل ندرة المنح التي تؤمّن لهم تلك التكاليف.
"محمود" و"حمزة" اثنان من أولئك الطلاب المتفوقين في الجامعة، ويعملان اليوم في مهنة التمديدات الصحية والكهربائية لتأمين مصاريف كلّيتهم، بحسب تسجيل مصوّر بثّه فريق "ملهم التطوعي" الذي أطلق حملة جديدة لتوفير منح تعليمية لطلاب الجامعة المتفوقين.
ووفق ما رصدته كاميرا الفريق التطوعي في أثناء زيارتها إلى أحد الأبنية التي يعمل فيها الطالبان، يقول محمود الحائز على المركز الثاني من بين طلاب دفعته في السنة الثالثة بكلية طب الأسنان، إنه يعمل في التمديدات الصحية منذ عام 2015، وظلّ يعمل في نفس المجال بعد قبوله في الجامعة لتأمين مصاريفها وقيمة أقساطها.
ويوضح محمود بأنه مع زميله حمزة (الثالث على الدفعة في الكلية) والذي يعمل في مهنة التمديدات الكهربائية في نفس البناء، يحتاجان إلى مبالغ كبيرة أسبوعياً لتأمين أدوات وأجهزة طب الأسنان "وهي كثيرة وغالية الثمن. كأفلام الأشعة مثلاً التي تكلّف أسبوعياً نحو 10 دولارات، والأسنان الصناعية التي يتدربون عليها تكلّف نحو 16 دولاراً".
ويضيف محمود" "قسط الجامعة يتراوح بحسب مقدرة الطالب بين 220- 500 دولار، وأنا قسطي 225 دولاراً لم أتمكن من دفعه حالياً".
المصاريف والأقساط المرتفعة لا تتعلق فقط بكلية طب الأسنان، بحسب محمود الذي أوضح بأن 9 آلاف طالب في مختلف الأقسام والكليات الأخرى "الإعلام والاقتصاد والقانون والهندسات... جميعهم يعانون من عدم القدرة على الدفع"، مشيراً إلى أن 19 طالباً يعملون "في التبليط والتمديدات الكهربائية والصحية وغيرها" ضمن نفس الورشة التي يعمل فيها مع زميله.
أما حمزة فيقول بدوره: "إذا تعرضنا لجرح أو رضّ بسيط في أيدينا أو أصابعنا فلن نتمكن من العمل هنا أو في الجامعة"، لافتاً إلى أنهم يعملون في التمديدات طيلة 4 أيام في الأسبوع بينما يداومون في الجامعة الأيام الثلاثة المتبقية، من دون أي عطلٍ تذكر.
جامعة حلب "تطرد" طلاباً لعدم دفعهم الأقساط
وأطلق فريق "ملهم التطوعي" حملة المنح الجامعية على خلفية طرد جامعة حلب، الإثنين الماضي، عدداً من طلاب كلية طب الأسنان بحجة تأخرهم عن دفع الرسوم السنوية.
وقالت صفحة "مكتب اعزاز الإعلامي"، في منشور عبر فيس بوك، إن إدارة جامعة حلب الحرة طردت الطلاب من قاعة الامتحان خلال تقدّمهم لمذاكرات الفصل الدراسي الأول.
وأضافت أن الطرد جاء بسبب "عدم دفع الطلاب لأقساطهم الجامعية، في مشهد وصفه الطلاب بالمهين".
وشهدت وسائل التواصل الاجتماعي حملة تضامن واسعة مع الطلاب من قبل زملائهم تحت وسم "متضامن مع طلاب كلية طب الأسنان". كما وجه عدد من الناشطين رسائل للائتلاف الوطني السوري والحكومة السورية المؤقتة واتحاد طلبة سوريا للوقوف على الحادثة، مطالبين "بتيسير أمور الطلبة وليس إهانتهم"، حسب تعبيرهم.