عقد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، مع نظيره في حكومة النظام السوري، فيصل المقداد، اجتماعاً ناقشا فيه تطبيع الدول العربية مع النظام، وعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية.
وذكر بيان للخارجية الروسية أن الوزيران بحثا "التعاون الثنائي والقضايا الإقليمية والدولية، والنزاعات في الشرق الأوسط"، مضيفاً أن "لدى موسكو ودمشق العديد من التساؤلات بشأن تنفيذ الاتفاقيات التي تم التوصل إليها في الاجتماعات السابقة"، وفق ما نقلت وكالة " نوفوستي" الروسية.
وقال لافروف "إننا نرى كيف يتغير الوضع في المنطقة، خاصة فيما يتعلق بإعادة سوريا لحقوقها في جامعة الدول العربية"، معرباً أن موسكو ستدعم هذا "الاتجاه الإيجابي والمشاعر الإيجابية في العالم العربي خلال الاجتماع الوزاري المقبل، المزمع عقده بين روسيا وجامعة الدول العربية خلال الأشهر المقبلة".
تسوية وفق قرار من مجلس الأمن
وعن الحل السياسي في سوريا، أكد سيرغي لافروف أن روسيا "تصر على تسوية عادلة بناء على قرار من مجلس الأمن الدولي"، مشيراً إلى أن ذلك "يتضمن استعادة سوريا السيادة على كافة أراضيها، وضمان وحدتها، والقضاء على التهديد الإرهابي، وتعاون روسيا بنشاط في جميع هذه المجالات".
وأعرب الوزير الروسي عن ثقته في أن اللقاءات مع المقداد، وكذلك المحادثات بين بشار الأسد وفلاديمير بوتين في الكرملين، "ستدفع الشراكة الاستراتيجية بين البلدين إلى مستوى جيد"، وفق البيان.
الأمن الجماعي في الخليج العربي والمنطقة الأوسع
من جهة أخرى، أشار لافروف إلى أن روسيا "بدعم من النظام السوري ودول عربية أخرى، تروج منذ سنوات لضرورة ضمان الأمن الجماعي في الخليج العربي وفي المنطقة الأوسع المتاخمة لهذه المنطقة الرئيسة (الشرق الأوسط)"، موضحاً أن "العديد من الدول الأخرى في الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا تعاني من مشكلات طال أمدها".
ولفت لافروف إلى أن "المشكلة الفلسطينية بشكل خاص طال أمدها، وما يسمى بتسوية الشرق الأوسط تراجعت عن المبادئ التي وافقت عليها الجمعية العامة للأمم المتحدة، وعن إطار مبادرات السلام العربية".
واعتبر الوزير الروسي أن "موسكو ودمشق تبذلان جهوداً لحماية مبادئ عمل الأمم المتحدة"، مضيفاً أن "هذا بالضبط ما يهدف إليه عمل مجموعة أصدقاء الدفاع عن ميثاق الأمم المتحدة، بدلاً من مجموعة الدول الغربية التي تنكر القانون الدولي وتروج لقوانينها".
بشار الأسد في موسكو
ووصل رئيس النظام السوري إلى موسكو، مساء أمس الثلاثاء، كأول زيارة رسمية إلى روسيا، للقاء نظيره الروسي، بالتزامن مع عقد الاجتماع الرباعي بين تركيا وروسيا وإيران والنظام السوري اليوم وغداً، 15 و 16 آذار الجاري، لبحث خطوات التطبيع بين النظام وأنقرة، وبعد أيام من تجدد الحراك العربي الساعي للتطبيع مع النظام.
الأسد مع مرافقته بلا بوتين..
— تلفزيون سوريا (@syr_television) March 15, 2023
إعلام النظام يُغطّي زيارة موسكو على غير العادة
ما شكل التسوية الشاملة في #سوريا التي تحدث عنها الكرملين؟#تلفزيون_سوريا #نيو_ميديا_سوريا @Hasanalhusayean pic.twitter.com/Oq6HxCZXbV
وأعلن الكرملين أن بوتين والأسد سيتطرقان خلال اجتماعهما إلى قضايا تطوير التعاون الروسي السوري في المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية والإنسانية، فضلاً عن آفاق تسوية شاملة للوضع في سوريا وما حولها، والعلاقات السورية التركية.
بالمقابل، قالت صحيفة الوطن المقربة من النظام إن بشار الأسد سيجري مع نظيره الروسي "مباحثات موسعة تحضر فيها ملفات تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية، والتعاون الاقتصادي بين البلدين، وكذلك ستحضر تطورات المنطقة والإقليم وملف الاجتماعات المعنية في بناء الحوار بين دمشق وأنقرة".
وذكرت "الوطن" أن مباحثات منفصلة ستجري بين وزيري الخارجية والدفاع في حكومة النظام فيصل المقداد وعلي عباس مع نظيريهما سيرغي لافروف وسيرغي شويغو قبل انضمامهم إلى الاجتماع الموسع بين الأسد وبوتين.