شهد مركز مدينة إدلب شمالي سوريا، اليوم الجمعة، خروج مظاهرتين في مكانين مختلفين بوقت متزامن، أكدتا على الاستمرار في الثورة بذكراها السنوية الثالثة عشرة، كما حملت مطالب متنوعة، منها إسقاط رئيس النظام السوري بشار الأسد، وزعيم "هيئة تحرير الشام" أبو محمد الجولاني.
وأفادت مصادر محلية لـ موقع تلفزيون سوريا، بأن مظاهرة خرجت في ساحة السبع بحرات، في مدينة إدلب، بعنوان "ثورة لكل السوريين"، وردد المشاركون فيها هتافات تنادي بإسقاط النظام.
وتخلل المظاهرة إلقاء كلمات وتشغيل أهازيح للثورة السورية، من دون أن تتطرق إلى "هيئة تحرير الشام"، أو زعيمها "الجولاني".
من جهة أخرى، نظّم آخرون مظاهرة في ساحة الساعة وسط مدينة إدلب، في ذكرى الثورة أيضاً، طالبت بإسقاط النظام، وأكدت على استمرارية الثورة.
وشارك في مظاهرة ساحة الساعة مئات قدموا من المدن والبلدات القريبة، لا سيما بنش وتفتناز وطعوم ومعرة مصرين، ليكرروا المطالب بتنحي "الجولاني" عن قيادة "المحرر" واقتصار دوره على قيادة الهيئة فقط.
مطالب بإسقاط الجولاني
وكذلك خرجت مظاهرات في ذكرى الثورة، طالبت بإسقاط الجولاني، في مدن بنش ومعرة مصرين بريف إدلب، والأتارب في ريف حلب الغربي.
وحمل متظاهرو مدينة الأتارب لافتات مناهضة للهيئة، كُتب عليها: "ما أرهبتنا الدبابات لترهبنا الأقنعة.. ما أشبه اليوم بالأمس"، و"من تحت الدلف لتحت المزراب.. سلطة القمع واحدة على امتداد التراب السوري".
ومن الشعارات التي رُفعت أيضاً: "وحدها ساحات التظاهر هي من تحدد الخطوط الحمراء"، و"كل المشاريع لا تعنينا.. سوى مشروعنا الوطني.. سوريا لكل السوريين".
مظاهرات ضد الجولاني
وتشهد مناطق سيطرة "تحرير الشام" مظاهرات منذ نحو شهر، على خلفية ما وصفها ناشطون بانتهاكات جهاز الأمن العام بحق المعتقلين، إذ طالب المتظاهرون بإسقاط الجولاني وإطلاق سراح المعتقلين، مرددين هتافات: "الشعب يريد إسقاط الجولاني"، و"جولاني ولاك.. ما بدنا ياك".
وبدأت شرارة الاحتجاجات بمقتل شاب تحت التعذيب في سجون الهيئة، إذ دعا المتظاهرون إلى محاسبة القائمين على الفعل، لكن المطالب توسعت لاحقاً، لتشمل إسقاط الجولاني، وتحييد جهاز الأمن العام عن الحياة العامة، وإطلاق سراح معتقلي الرأي من بقية الفصائل وغيرهم، وإنهاء المحاصصات في العمل التجاري، وإلغاء الرسوم والضرائب على البضائع.
واتخذت "هيئة تحرير الشام" و"حكومة الإنقاذ" التابعة لها إجراءات عقب الاحتجاجات، منها إصدار عفو عام عن بعض المساجين وفق شروط، إلا أن هذه الخطوات لم ترق لمطالب المتظاهرين، خاصة أن قرارات العفو هذه، تصدر كل عام تقريباً بشكل روتيني.
مظاهرات حاشدة في ذكرى الثورة
ويحيي ملايين السوريين في داخل البلاد وخارجها، اليوم الجمعة، الذكرى السنوية الثالثة عشرة لانطلاق الثورة السورية، خلال شهر آذار 2011، للمطالبة بالحرية والكرامة وإسقاط النظام.
وتظاهر الآلاف من سكان الشمال السوري، في العديد من مدن وبلدات إدلب وحلب، إحياء لذكرى الثورة، مطالبين بإسقاط النظام السوري، ومؤكدين على استمرارية الثورة من الشمال إلى الجنوب.
وحملت المظاهرات عنوان "ثورة لكل السوريين"، وشملت مدن إدلب وبنش وجسر الشغور وكفرتخاريم ومعرة مصرين، إضافة إلى مدن وبلدات اعزاز والباب وعفرين والأتارب ودارة عزة في ريف حلب.
وتحت عنوان (من أجل بناء الدولة السورية.. دولة العدل والقانون والحريّات) وجهت فعاليات "ثورية" في السويداء دعوة عامة، "لإحياء الذكرى السنوية الثالثة عشرة لانطلاق الثورة السورية، وذلك من الجمعة 15 آذار إلى يوم 18 آذار، في ساحة الكرامة وسط السويداء، الساعة 11 صباحاً من كل يوم".