البث المباشر
لأول مرة في لندن يعرض مهرجان الثقافة والفنون السورية "سقف" برنامجاً متعدد الفعاليات، تجمع فنانين ومخرجين وموسيقيين وممثلين للاحتفاء بالثقافة الغنية التي أصبحت مصدراً للروايات والسرديات حول الحرب والنزوح.
يهدف المهرجان، الذي سيقام ما بين 20 كانون الثاني/يناير و7 شباط/فبراير، إلى تشجيع السوريين في الشتات والمجتمعات والجاليات الأخرى على إقامة حوار مفتوح حول تاريخ سوريا والتحديات التي واجهها الشعب السوري خلال سعيه نحو الانفتاح والتحرر عبر أشكال الفنون الإبداعية.
تحت سقف الفن
يرمز المهرجان الذي اختُصرت حروفه الأولى بكلمة "سقف"، بحسب دانيللا نوفل وهي أحد المنظمين للمهرجان، لجمع السوريين تحت سقف واحد، حيث يمكن لتلك الروابط وحالات التفاهم الجديدة أن تتخذ شكلاً آخر.
وتقول نوفل، نتمنى أن نخفف الحدود ونكسر القيود التي خضع لها كثير من السوريين نتيجة لتقييد حرية التعبير في بلادهم، مشيرة إلى أن السوريين اضطروا للتحايل بدهاء على حدود حرية التعبير من خلال الفن.
وأضافت نوفل، رأينا فنانين أوجدوا سبلاً لمواصلة طرح مواضيع مهمة، وللتعبير عن الظروف والوقائع دون أن يسكتهم أحد أو يهمشهم، خاصة بعد ما شهدناه طوال السنوات العشر الماضية.
وبحسب نوفل يعتبر الفن أحد الأدوات التي يواجه فيها السوريون واقهم الصعب.
يضم مهرجان "سقف"، الذي يمتد لأسبوعين، أمسيات موسيقية وعروضاً سينمائية، بينها عرض لفيلم "أحلام المدينة"، وهو عبارة عن سيرة شبه ذاتية للمخرج محمد ملص، الذي يعتبر من أوائل المخرجين السينمائيين في سوريا، إلى جانب ورشات عمل ومناظرات تقدم لجمهور لندن سرديات بديلة عن سوريا.
كما تتضمن الفعاليات عروضاً تتعلق بالطعام والمطبخ السوري.
صورة نشرها موقع المهرجان حول ورشات الطبخ السوري
الأرشيف السمعي
في 3 شباط/فبراير، سيقام احتفال مميز لأرشيف الشرائط السورية، تلك المبادرة التي نظمت ليس فقط من أجل حفظ الشرائط الموسيقية التي تعود لحقبة الكاسيت في سوريا (1970-2010)، ولكن أيضاً لمشاركة تلك الشرائط وللبحث في أنواعها والأصوات المستخدمة فيها.
ويشمل أرشيف "الكاسيت" على تسجيلات لحفلات موسيقية حية، وألبومات موسيقية مسجلة في استديوهات، وأغان منفردة، وأغان كلاسيكية ودينية ووطنية وأغان للأطفال،
ويركز الأرشيف بصورة خاصة على الدبكة والموسيقا الشعبية المحلية، والتي سجلت أثناء تأديتها في حفلات الأعراس والمهرجانات.
وتهدف هذه الفعالية إلى تقديم لمحة شاملة موسعة عن الأساليب الموسيقية المعتمدة لدى المجتمعات المتنوعة في سوريا، التي تضم عرباً سوريين وآشوريين وكرداً وأرمناً.
وتعلق نوفل على الأرشيف السمعي بالقول "ظهرت أقدم الحضارات في هذه المنطقة، وهذا بحد ذاته يعني الكثير.
وأضافت أن الصور والانطباعات التي رسمت حول سوريا، خلال العقد الاخير وحتى ما قبله، لا تعكس برأيي مدى غنى سوريا والمنطقة وتنوعها.
ويأمل القائمون على هذا المهرجان أن يخلق فسحة يمكن للناس من خلالها أن يتقدموا ليعيدوا تشكيل مخيلتهم حول الشكل الممكن لمستقبل سوريا.
المصدر: إم إس إن
