ملخص:
- وفد من منظمة "السورية للطوارئ" و"جلوبال جستس" دخل مخيم الركبان على الحدود الجنوبية لسوريا مع العراق والأردن.
- الزيارة هي الأولى من نوعها منذ بدء الحصار عام 2014، وشملت وجود متخصص طبي مدني ورئيسين لمنظمات غير حكومية دولية.
- الزيارة جاءت ضمن مبادرة إنسانية تسمى "الواحة السورية" التي تعاونت فيها منظمة "السورية للطوارئ" مع الجيش الأميركي لإنهاء الحصار على المخيم.
زار المدير التنفيذي لـ"المنظمة السورية للطوارئ" (SETF)، معاذ مصطفى، ورئيس منظمة (جلوبال جستس/Global Justice) الدكتور هيثم البزم، يوم الإثنين، مخيم الركبان للمهجرين على الحدود الجنوبية لسوريا مع العراق والأردن، وذلك للمرة الأولى منذ بدء الحصار الذي فرضه النظام السوري على المخيم.
وذكرت المنظمة السورية للطوارئ في بيان إن الزيارة إلى المخيم تعتبر الأولى التي يتمكن فيها متخصص طبي مدني خارجي واثنين من رؤساء المنظمات غير الحكومية الدولية، أحدهما طبيب متخصص، من الوصول إلى المخيم منذ بدء الحصار المدمر في عام 2014.
وتأتي الرحلة كجزء من عملية "الواحة السورية" المستمرة التي تقوم بها "المنظمة السورية للطوارئ" (SETF)، وهي مبادرة إنسانية أطلقت في حزيران 2023 بالتعاون مع الجيش الأميريكي ونجحت في إنهاء الحصار الذي دام ثماني سنوات على 8000 مدني في مخيم الركبان.
وقال المدير التنفيذي للمنظمة السورية للطوارئ معاذ مصطفى: "لقد دعمت المنظمة بلا كلل سكان مخيم الركبان المحاصرين من قبل نظام الأسد وحلفائه.
وعبّر مصطفى عن سعادته بالدخول إلى مخيم الركبان للقاء السكان مباشرة والجنود الأميركيين في قاعدة التنف الذين ساعدوا في تقديم المساعدات من خلال برنامج "دينتون".
وأضاف: خلال إقامتي في المخيم، سأعيش مع السكان داخل خيامهم السيئة البناء وأرى بعيني أثر الحصار على ظروف المعيشة".
#تلفزيون_سوريا يرصد جانبا من زيارة وفد من المنظمة السورية للطوارئ ومنظمة غلوبال جستس إلى مخيم الركبان pic.twitter.com/aN75NhI3bF
— تلفزيون سوريا (@syr_television) September 26, 2023
بدورها، أصدرت منظمة غلوبال جستس بياناً قالت فيه إن رئيس المنظمة رافق المدير التنفيذي لمنظمة الطوارئ السورية معاذ مصطفى إلى مخيم الركبان في زيارة جرت بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية وقوات التحالف الدولي.
وأجرى البزم جولة داخل المخيم للوقوف على الأوضاع الإنسانية فيه، والتقى مع السكان المحاصرين كما تحدث إليهم وقدم إستشارات طبية لهم، وأيضاً بحث مع إدارة المخيم أبرز الصعوبات التي تواجههم وأهم الاحتياجات اللازمة، بحسب البيان.
وكانت منظمة غلوبال جستس قد موّلت طباعة وشحن آلاف النسخ من الكتب المدرسية إلى مخيم الركبان لتلبية احتياجات الأطفال المحرومين من التعليم لسنوات طويلة.
وأعرب سكان المخيم عن امتنانهم لمنظمة غلوبال جستس وللدكتور البزم على المساعدات التي يتم تقديمها لهم، وعلى هذه اللفتة المتمثلة بكسر الحصار والدخول إلى المخيم في حدث نادر.
لأول مرة منذ بدء الحصار.. خاص | وفد من "السورية للطوارئ" و"جلوبال جستس" يدخل الركبان#نيو_ميديا_سوريا #تلفزيون_سوريا pic.twitter.com/n76rx8o4VM
— تلفزيون سوريا (@syr_television) September 26, 2023
"عملية الواحة السورية"
ومنذ حزيران الماضي، تمكنت المنظمة السورية للطوارئ ضمن "عملية الواحة السورية" من إيصال عدد من شحنات المساعدات، تضمنت بذوراً وأدوات ري وحليب أطفال، وفيتامينات متعددة، ومواد تعليمية، وغيرها، على متن طائرات الجيش الأميركي.
و"عملية الواحة السورية" ممولة بالكامل من قبل متبرعي المنظمة السورية للطوارئ، وهي المنظمة الإنسانية الوحيدة التي تقدم مساعدات مستدامة لـ 8000 مهجر في الركبان. مع استمرار الحصار الإنساني من قبل النظام السوري، وفقاً للمنظمة.
من هي المنظمة السورية للطوارئ؟
شكلت المنظمة السورية للطوارئ التي يقع مقرها الرئيسي في واشنطن العاصمة، في آذار من العام 2011، "لوضع حد للقتل في سوريا من خلال الدعوة والمبادرات الإنسانية والسعي لتحقيق العدالة والمساءلة عن جرائم الحرب"، كما جاء في موقعها الرسمي.
وتقول المنظمة في موقعها إنها تعمل لإيصال أصوات الشعب السوري إلى المسرح الدولي، من الشهادات في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى حملات جمع التبرعات المجتمعية الشعبية المحلية، بجهود متطوعين وفريق "مصمم على القتال من أجل سوريا آمنة وحرة بعيدًا عن دكتاتورية الأسد وروسيا".
وتنامت الجهود الإنسانية التي تبذلها المنظمة السورية للطوارئ في عدة نقاط من سوريا، فهي تدير الآن مدرسة "بيت الحكمة" للأيتام في شمالي حلب، ومركزاً نسائياً ومخابز في إدلب، وصيدلية مجانية في مخيم الركبان في الجنوب السوري، تسمى صيدلية الأمل.
وكان من اللافت في نشاطات المنظمة السورية للطوارئ ما أعلنت عنه هذا العام عندما أطلقت عملية مساعدة تاريخية باسم "الواحة السورية"، لكسر الحصار عن مخيم الركبان المفروض من قبل النظام السوري وروسيا وتهدف إلى نقل المساعدات إلى مخيم الركبان من خلال "برنامج دينتون" على متن الطائرات العسكرية الأميركية التي تسافر بالفعل إلى قاعدة التنف كجزء من العمليات الجارية.
نقل المساعدات عبر برنامج دينتون؟
تنقل المساعدات الإنسانية إلى مخيم الركبان للنازحين على أساس المساحة المتاحة من خلال برنامج دينتون على متن الطائرات العسكرية الأميركية التي تسافر بالفعل إلى قاعدة التنف كجزء من العمليات الجارية.
وأوضحت المنظمة السورية للطوارئ في وقت سابق إن تسليم المساعدات يتم من قبل المنظمة إلى قاعدة عين الأسد الجوية في محافظة الأنبار ثم إلى قاعدة التنف حيث سيعمل طاقم المنظمة في المخيم على توزيع المساعدات على المدنيين في المخيم، ويحدد حجم المساعدات المنقولة اعتمادا على وجود مساحة فارغة في الطائرات العسكرية.
وبحسب موقع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID، يسمح برنامج دينتون للمواطنين الأميركيين والمنظمات الخاصة باستخدام المساحة المتاحة على طائرات الشحن العسكرية الأميركية لنقل البضائع الإنسانية إلى البلدان المحتاجة، بما في ذلك:
- المعدات الزراعية
- ملابس
- المستلزمات التعليمية
- طعام
- الإمدادات الطبية
- مركبات
وتتم إدارة البرنامج بشكل مشترك من قبل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، ووزارة الخارجية، ووكالة التعاون الأمني الدفاعي (DSCA) ووزارة الدفاع.
ويوفر برنامج دينتون نقل المساعدة الإنسانية المعتمدة والمتجهة إلى البلدان المعتمدة. حيث تشمل البلدان المعتمدة تلك التي تدعمها خدمات النقل التابعة لوزارة الدفاع.
مخيم الركبان
يقع مخيم الركبان داخل المثلث الحدودي السوري الأردني العراقي، ضمن منطقة الـ 55، التي تسيطر عليها قوات "التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، وتضم قاعدة التنف العسكرية.
وقدّر عدد سكان المخيم في عام 2018 بنحو 45 ألف نازح، تضاءل عددهم خلال العامين الماضيين ليصل اليوم إلى نحو 10 آلاف نازح، وفق إحصائيات غير رسمية.
وتُعرف عن المخيم أوضاعه الإنسانية الصعبة، والحصار المحكم الذي يحيط به، خاصة بعد إغلاق المنفذ الواصل إلى الأردن بضغط روسي، وإغلاق طريق الضمير من قبل قوات نظام الأسد والشرطة الروسية، فضلاً عن إغلاق جميع المنافذ لإجبار النازحين على الخروج إلى مناطق سيطرة النظام.