اشتكى مواطنون في حماة من التأخير الطويل في وصول رسائل الغاز المنزلي، مؤكّدين أن الفاصل الزمني بين الرسالتين يتجاوز 80 يوماً، مما يضطرهم إلى شراء الغاز من السوق السوداء بأسعار تتراوح بين 300 و350 ألف ليرة للأسطوانة.
وأشار بعضهم إلى أن أسطواناتهم تنفد خلال 45 يوماً على الأكثر، ما يضعهم في موقف صعب يدفعهم للبحث عن بدائل.
وأوضح مواطنون آخرون لصحيفة "الوطن" المقربة من النظام السوري، أنهم يلجؤون إلى محال تعبئة الغاز المنتشرة بكثرة في المحافظة، حيث يعبّئون أسطواناتهم بكميات صغيرة تتراوح بين كيلو و2 كيلو ريثما تردهم الرسالة من "تكامل"، مؤكّدين أن سعر الكيلو يتراوح بين 40 و50 ألف ليرة، ما يزيد من أعبائهم المالية.
بدورهم، لجأ آخرون إلى استخدام بوابير الغاز السفرية كحل مؤقت، موضحين أن كلفة تعبئة البابور تصل إلى 40 ألف ليرة للكيلو، ويكفيهم لنحو عشرة أيام إذا ما رشّدوا استخدامه.
وبيّنوا أن أسعار السوق السوداء أصبحت تمثل تحدياً كبيراً، حيث تعادل كلفة أسطوانة الغاز راتب موظف من الفئة الأولى.
في المقابل، أفادت نقابة عمال النفط والثروة المعدنية في حماة عبر صفحتها الرسمية، بأنّ إنتاج المحافظة من الغاز المنزلي منذ بداية الأسبوع بلغ نحو 39,013 أسطوانة.
وأوضحت أن 29,169 أسطوانة تمت تعبئتها في قسم الغاز بفرع محروقات حماة، في حين أنتجت وحدة التعبئة في مصياف 9,844 أسطوانة.
وأظهرت الأرقام تفاوتاً في الإنتاج اليومي، حيث تجاوز في أحد الأيام 11,500 أسطوانة، بينما انخفض في أيام أخرى إلى أقل من 5000 أسطوانة، كما أشارت النقابة إلى أنّ توزيع الغاز يتم عبر معتمدين مرخصين وبحسب البطاقات الذكية الموطّنة في كل مركز.
أزمة المحروقات في سوريا
تواجه سوريا أزمة محروقات حادة تزداد تعقيداً بمرور الوقت، حيث أصبحت مشاهد الطوابير أمام محطات الوقود مألوفة في مختلف المدن السورية.
ولم تتمكن حكومة النظام من إيجاد حلول عملية للأزمة، بل أصبحت في كثير من الأحيان جزءاً من المشكلة، حيث اعتمدت على سياسات مؤقتة ومسكنات اقتصادية مثل رفع الأسعار وتخفيض كمية الدعم على المحروقات، مما زاد من الأعباء على المواطن الذي يعيش بالفعل تحت ضغط اقتصادي خانق.