يدعم المجتمع المحلي بمقاطعة موزغيل النيوزيلندية أسرة سورية ذكرت بأنها تعرضت لحملة كراهية شديدة، ولذلك يخبرنا الأب بأنه بعد كل هذا الدعم الذي حظيت به أسرته شعر بأنه: "أصبحت لدي عائلة كبيرة هنا".
وأتى هذا الدعم بعد إحراق بيت هذه الأسرة عمداً خلال الأسبوع الماضي، ليمثل ذلك ذروة حملة التضييق والعنصرية التي استمرت ضدهم طوال عامين ونصف.
حفلة ودعم مادي للأسرة السورية
انضمت غالبية أهالي مقاطعة موزجيل للترتيب من أجل الحفل الذي سيقام على شرف هذه الأسرة السورية يوم السبت المقبل، والهدف منه منح تلك الأسرة الدعم والمساعدة إلى جانب تشجيع المستضعفين على أن يتحدثوا عن أنفسهم وأصدقائهم وأهلهم وأحيائهم.
كما أطلقت حملة تحت عنوان: (امنح القليل)، لصالح هذه الأسرة، بهدف جمع المال من أجل مساعدتها على تركيب كاميرات مراقبة وإنارة جديدة، فجمع من خلالها مبلغ تجاوز 15 ألف دولار حتى يوم البارحة.
ولقد فاضت مشاعر الأب الذي رفض أن يذكر اسمه، بعد كل ما رآه من مجتمعه الجديد وكيف تكاتف حتى يقدم الدعم له ولأسرته، وعن ذلك يقول: "أعرف أن من استهدفونني لا يمثلون سوى أنفسهم، أي أنهم لا يمثلون مجتمع موزجيل"، ثم إن فرحته بالحفل الذي سيقام يوم السبت باتت عارمة، حيث قال: "أتشوق للحفلة، لاسيما بعدما عرفت بالمبلغ الكبير الذي سأحصل عليه".
أما جارتهم السابقة ومنظمة الحفلة، ناتالي سينكلير، فقد ذكرت بأن الحفل الذي سيقام عند الساعة الواحدة بعد الظهر من يوم السبت يهدف إلى جعل الأسرة تدرك في أعماقها بأن مجتمع موزجيل يدعمها بكل ما أوتي من قدرة على الرغم من المصاعب والتحديات التي تعرضت الأسرة لها.
ولعل تلك الحفلة ستصبح أشبه بلقاء يجمع الأحبة معاً وتتخلله نشاطات عديدة، إلى جانب تناول وجبة بشكل جماعي، مع توعية الحاضرين من مخاطر العنصرية، وتخصيص دقيقة صمت وصلاة باللغة الماورية والعربية والإنكليزية.
قدمت مدرسة الرياضة في المقاطعة المعدات الرياضية لإقامة نشاطات الحفل، إلى جانب نشاطات فنية تشمل تصفيف الشعر بطريقة الجدل، والرسم على الأظافر والوجوه بما أن محطة فنية ستقام لأجل هذا الغرض، فضلاً عن حفل الشواء الذي ستقدم فيه وجبات وأطعمة حلال، وستصل من أجله شاحنات مخصصة لتأمين الأغذية.
وسيحضر الحفل أيضاً فريق الإطفاء التطوعي في موزجيل، بما أنه سارع لإطفاء الحريق الذي نشب في بيت تلك الأسرة السورية، وسيجلب معه معدات إطفاء الحرائق وسيقدم معلومات للحضور حول هذا الموضوع.
تحديات تواجه السوريين في نيوزيلندا
يخبرنا وسيم عسكر، وهو رئيس الجالية السورية في تلك المقاطعة وأحد المشاركين في تنظيم الحفل، بأن الجالية السورية تتعرض لتحديات جمة، شأنها في ذلك شأن أي جالية أخرى من اللاجئين استقرت في نيوزيلندا، وتتجلى تلك التحديات بكل وضوح خلال المراحل الأولى لتعلم اللغة والاطلاع على ثقافة البلد، إذ علق عسكر على ذلك بقوله: "للأسف من المرجح لتلك الأسر أن تتعرض لاستهداف من قبل المتنمرين في المدارس وللعنصريين بالقرب من أماكن سكنها وعملها".
في الوقت الذي يتحدث فيه أغلب السوريين عن تجاربهم الإيجابية والدعم الذي حصلوا عليه عندما أعيد توطينهم في نيوزيلندا، تحدث البعض منهم عن تهديدات وحالات تنمر وتهجم طالتهم هم وممتلكاتهم وبيوتهم، إذ يقول عسكر: "تتعرض بعض الأسر لصعوبات في مجال تعلم اللغة بسرعة تكفي ليتحدثوا بها بطريقة فعالة، ويرجح السبب في ذلك للعوائق والمصاعب التي يتعرضون لها".
المصدر: Otago Daily Times