في وقتٍ أوشكت فيه الصفوف الانتقالية على الانتهاء من امتحانات الفصل الدراسي الثاني، يتجهّز الطلبة الجامعيون في منطقة شمال غربي سوريا لخوض غمار الامتحانات.
وتعتبر الامتحانات المزمع عقدها هي الأولى بعد كارثة الزلزال الذي ضرب الشمال السوري، إذ غيّر من خريطة امتحانات الشهادتين الإعدادية والثانوية، توقيتاً واستعداداً لدى الطلبة.
وبدأت امتحانات المرحلتين الإعدادية والابتدائية، في 23 أيار/مايو الجاري وستنتهي في 31 منه، في حين تنطلق الامتحانات الجامعية على فتراتٍ متباينة من شهر حزيران المقبل، من دون تغيير في مواعيدها المقررة ضمن الخطة الدراسية السنوية.
الصفوف الانتقالية
ينتهي طلاب الصفوف الانتقالية في المراحل المختلفة، اليوم الأربعاء من تقديم آخر مادة، باستثناء سلسلة مدارس "دار الوحي" التي أجلت امتحاناتها قرابة 15 يوماً.
وفي هذا السياق، يقول عبد الباسط حبلص، وهو المدير العام لمدرسة "بشائر الخير" الخاصة في ريف إدلب، إن "الامتحانات جرت على مواعيدها المقررة، رغم أنه تم طرح فكرة تأجيل لمدة 15 يوماً بسبب أزمة الزلزال، لتعويض النقص، إلا أن الفكرة لم تلقَ قبولاً".
وأضاف لموقع تلفزيون سوريا أنّ "التعليم في الشمال السوري، ضمن ظروف الحرب والتهجير والنزوح ترك شرخاً تعليمياً كبيراً عند أبنائنا الطلبة، ولذلك نحن بحاجة ماسة إلى وقت إضافي بشكل عام لترميم التعليم العام والخاص".
امتحانات الشهادتين
ما زالت المراكز الامتحانية تفتتح أبوابها أمام تسجيل طلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية بمختلف فروعها، وبحسب أرقام وزارة التربية والتعليم في "الحكومة السورية المؤقتة"، فإن أعداد المسجلين للشهادة الثانوية العامة بلغت نحو 20 ألفاً و700 طالب، في حين أن أعداد الشهادة الإعدادية بلغت نحو 27 ألفاً و700 طالب.
ومددت الشعب الامتحانية التسجيل، بعد قرار صادر عن وزارة التربية في "المؤقتة" بتاريخ 19 مارس/ آذار الماضي، أعلنت فيه عن تأجيل الامتحانات حتى 5 تموز المقبل، وذلك لمدة شهر كامل.
وعلى الرغم من أن القرار نص على إيقاف التسجيل في 6 نيسان الماضي، فإنه ما زال سارياً لمتقدمي الشهادتين، وهي خطوة اعتبرها وزير التربية والتعليم في "المؤقتة" جهاد حجازي "جزءاً من جملة تسهيلات مقدمة للطلاب، واستجابةً لتغيير الطلاب أماكن سكنهم وانتقالهم بين منطقة وأخرى".
وأضاف الوزير، في حديثٍ لموقع تلفزيون سوريا، أنّ "الوزارة شكلت اللجنة العليا للامتحانات، وتم التوجيه لأن يكون مستوى الأسئلة لهذا العام متناسبًا مع الوضع الذي مر به الطلاب وأن تتصف بالوضوح والشمولية وتتناسب مع مستويات الطلاب".
وأوضح أن "خريطة توزع المراكز مشابه للعام الماضي باستثناء بعض المدارس التي لم تعد صالحة لاستقبال الطلاب بسبب الزلزال".
إلا أن الوزارة استجابةً لمطالب الطلاب أحدثت مركزين في الباب وفي صوران بريف حلب، لتقديم الامتحانات الشهادتين الإعدادية والثانوية، بحسب "حجازي".
في هذا السياق، يقول محدّثنا "حبلص" إن "تمديد الامتحانات لمدة شهر كان كافياً لإنهاء المنهاج الدراسي وإجراء الاختبارات التجريبية لطلابنا وطالباتنا بجدول امتحاني مطابق للجدول الوزاري قبل خوض غمار الامتحانات".
الامتحانات الجامعية
وتنطلق الامتحانات بجامعة إدلب في 17 حزيران المقبل، في حين تبدأ في جامعة "حلب الحرة" في 5 حزيران، وهي المواعيد المحددة ضمن الخطة الدراسية السنوية من دون تمديد أو تأجيل.
وعن عدم تمديد الامتحانات الجامعية، يقول أمين مجلس التعليم العالي الدكتور محمود العاصي، لموقع تلفزيون سوريا، إن "الدورة الامتحانية الثانية في النظام الفصلي المعدل مرتبطة بالدورة الثالثة والتأجيل قد يسبب تأخير الدورة الثالثة وكذلك المفاضلة العامة".
وأوضح أن "وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مددت نهاية امتحان الدورة الثانية من يوم الإثنين المصادف 10 حزيران، ولغاية يوم الإثنين 17 منه"، مضيفاً أن "الفصل الدراسي الجامعي 15 أسبوعاً تقريباً نظري وعملي وقد أتمها الطالب كاملاً".