يُطلق على الشمندر عدة تسميات عربية منها "البنجر أو الشوندر أو الباربة"، ويوجد نوعان شهيران للشمندر أحدهما أبيض يُستخرج منه سكر المائدة، والآخر أحمر وهو الذي يؤكل عادة بعد سلقه، أو يُستخدم لصبغ المخللات وإكسابها لونها الأحمر الداكن، أو يُشرب على شكل عصير.
سنتحدث في هذا المقال عن النوع الثاني الأحمر وسنكشف عن قيمته الغذائية وفوائده الصحية المذهلة والتي ستجعلك بعد معرفتها تضع الشمندر ضمن من نظامك الغذائي كل يوم.
كنز الفيتامينات والمعادن
تحوي حبة الشمندر الواحدة على 90% من وزنها ماء، و5% منها ألياف، والباقي عناصر معدنية كالكبريت، البوتاسيوم، الكالسيوم، الفسفور، الحديد، والنحاس، والزنك، والمغنيزيوم، والمنغنيز.
ويحوي الشمندر أيضاً على كثير من السكر (سكروز، غلوكوز، فركتوز)، والبروتينات، والأحماض العضوية والأحماض الأمينية، إضافةً إلى الفيتامينات والأملاح المعدنية.
فوائد الشمندر
فوائد الشمندر الصحية عظيمة ويكاد يغنينا عن العديد من المكملات الغذائية، ولعل أهم ما يميز الشمندر هو احتواؤه على النترات الغذائية Dietary nitrate، والتي يُعتقد أنها اللاعب الرئيس وراء فوائده المتعددة.
- 1- الشمندر والرياضة
يمكن استخدام عصير الشمندر على أنه مكمل للحمية الغذائية التي يتبعها ممارسو الرياضة؛ إذ إنه يحسّن من وصول الأوكسجين للعضلات في أثناء التمارين، الأمر الذي يعني أن ارتفاع نسبة النترات يحسّن من القدرة على تحمّل التمارين في رياضات التحمّل الطويلة.
من ناحية أخرى فإن ذلك يمنح الأمل لمرضى التمثيل الغذائي، والجهاز التنفسي، والمصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية، وذلك لأن هذه الحالات قد تترافق بضعفٍ في النشاط الفيزيائي للجسم بسبب قلة أكسجين العضلات.
- 2- الشمندر يقلل من الالتهابات
من فوائد الشمندر الصحية المهمة هي أنه يسهم في التقليل من الالتهابات في الجسم، إذ يحوي الشمندر على الكولين Choline [المكوَّن من الفيتامين B المركب]، والذي له وظائف مهمة ومتعددة مثل التقليل من الالتهابات المزمنة، والمساعدة على امتصاص الدهون، ونقل الإشارات العصبية، كما أنه يحافظ على بنية غشاء الخلية، وله دور في التعلم والذاكرة وحركة العضلات والنوم.
- 3- الشمندر ينظم عملية الهضم
يحوي الشمندر على كمية مرتفعة من الألياف كما ذكرنا، لذلك فإنه قادر على تنظيم حركة الأمعاء والحيلولة دون الإصابة بالإمساك.
- 4- الشمندر مفيد لمرضى السكري
على الرغم من احتوائه لنسب عالية من الفراكتوز إلا أن فوائد الشمندر لمرضى السكري أعلى بكثير من أضراره. يحوي الشمندر على مضاد أكسدة يُعرف باسم (حمض ألفا ليبوئيك) الذي وجَد الباحثون أن له دورًا في تقليل مستويات سكر الدم، كما أنه يمنع الجهد التأكسدي الذي يتطور لدى مريض السكري ويزيد من حساسية الإنسولين.
- 5- الشمندر مكافح للخرَف
وجَد باحثون في جامعة (وايك فوريست) أن شُرب عصير الشمندر يحسّن من وصول الأوكسجين للدماغ، الأمر الذي يبطّئ من الإصابة بالخرف لدى كبار السن. لأن الحمية الغنية بالنترات تحسّن من تدفق الدم لبعض مناطق الدماغ وتحسن مستويات الأوكسجين.
- 4- الشمندر خافض لضغط الدم
في دراسة أجريت عام 2008 وجد الباحثون أن تناول المتطوعين الأصحاء لمقدار /500 مللتر/ من عصير الشمندر أدى إلى انخفاض ضغط الدم لديهم بشكل واضح. وقد تبين لهم أن النترات الموجودة في الشمندر وراء هذا الانخفاض.
- 6- الشمندر مضاد لانسداد الأوعية الدموية
إن ما يكسب الشمندر لونه الأحمر هي مادة البيتالين Betalain التي تقوم بدور مضاد أكسدة أيضاً، وبالتالي فإنها تمنع تشكل الكولسترول الضار الذي يسد الأوعية الدموية.
- 7- الشمندر يرفع نسبة الحديد في الجسم
بعض الأشخاص قد يصابون بفقر الدم بسبب نقص الحديد الذي قد يؤدي إلى ضعف الشهية والصداع والتعب والدوخة، فيتم استخدام عصير الشمندر لعلاج فقر الدم لأنه عصير غني جداً بالحديد وهو عنصر أساسي لتحسين مستويات خضاب الدم (الهيموغلوبين) في الجسم.
فوائد الشمندر للبشرة
يوجد العديد من الفوائد في الشمندر للبشرة ومن أهمها:
- تخفيف البثور وحَبّ الشباب
- نضارة وتألق البشرة
- تفتيح البشرة
- التخلص من البقع الداكنة
- إزالة الهالات السوداء
- ترطيب البشرة الجافة
- إزالة التجاعيد.
الخلاصة: يُظهر الشمندر بفعالية كبيرة فوائد صحية متعددة تجعله إضافة قيمة للنظام الغذائي والصحة العامة، ومن خلال تحليل الأبحاث والدراسات العلمية تَبين أن استهلاك الشمندر يمكن أن يساهم في تحسين صحة القلب وخفض ضغط الدم، كما يُظهر فعالية في دعم وظائف الكبد وتقوية جهاز المناعة، بالإضافة إلى ذلك، يُعزز الشمندر أداء التمرينات الرياضية ويساهم في تقليل التهابات المفاصل.
مع أن الشمندر مفيد في جميع الأشكال التي يمكن أن نتناوله بها، إلا أنه يفقد جزءاً كبيراً من قيمته الغذائية لدى تعرّضه للحرارة العالية، لذلك؛ من أجل الحصول على أكبر فائدة منه ينصح بتناوله طازجاً مع السلطات، أو صنع عصير منه يشرب مباشرةً بكميات معتدلة.
وفي النهاية لا تنسَ استشارة الطبيب قبل إجراء أي تغييرات كبيرة في نظامك الغذائي، وابحث دائماً عن مصادر شمندر عضوية وطازجة لضمان استفادتك القصوى من فوائده.