قبل أن تنفذ منظمة الحج والزيارة الإيرانية وعودها التي قطعتها للإيرانيين الراغبين باستئناف الرحلات الدينية إلى سوريا، بعد أن رفعت سقف توقعاتها خلال الزيارة، التي أجراها رئيسها علي رضا رشيديان إلى سوريا منتصف تشرين الثاني الماضي، بإرسال 100 ألف زائر إيراني سنوياً، أفادت معلومات حصل عليها تلفزيون سوريا عن بدء توافد رحلات غير رسمية تحمل زواراً إيرانيين إلى سوريا وتشتمل على أسعار خيالية لكل شخص خلال الأيام الأخيرة من العام الفائت.
وفي تناقض واضح في التصريحات، كان من المقرر بحسب ما صرح به رشيديان في الـ13 كانون الأول الماضي لوكالة أنباء إيرنا الحكومية، أن يبدأ تسجيل أسماء الإيرانيين الراغبين بزيارة سوريا في الأسبوعين القادمين، على أن ينطلق أول موكب رسمي للزوار الإيرانيين من مطار الخميني في طهران متجهاً نحو دمشق جواً في بداية الشهر الأول من العام الجديد 2022، وذلك بعد أن روَّج رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية نفسه أن عملية تسجيل الأسماء على أول موكب سينطلق على ذات الخط ستبدأ في السادس من كانون الأول الماضي.
وفي المنحى نفسه، أعلن رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية البارحة الأحد الـ3 من كانون الثاني الجاري، عن وصل أول موكب رسمي للزوار الإيرانيين (25 زائر) إلى مطار دمشق قادماً من مطار خميني بطهران، على أن يستمر قدوم هذه
المواكب بمعدل رحلتين أسبوعياً، وبكلفة لا تزيد على 9.9 مليون تومان إيراني للشخص الواحد ( نحو 350 دولار).
لكن المعلومات المختلفة التي وصلت إلى تلفزيون سوريا تفيد أن رحلات غير رسمية باهظة الكلفة تحمل العشرات من الإيرانيين قد سيرت بالفعل نحو سوريا في شهر ديسمبر من العام الفائت.
كيف يتم ابتزاز الزوار الإيرانيين القادمين إلى سوريا مالياً؟
في ظل تضارب تصريحات منظمة الحج والزيارة الإيرانية والضبابية وعدم اليقين حول موعد التسجيل وإطلاق مواكب الزوار الإيرانيين إلى سوريا، تحدثت مصادر خاصة عن وصول أول موكب غير رسمي يحمل العشرات من الزوار الإيرانيين إلى سوريا في الـ7 من كانون الأول الماضي.
وأشارت المصادر إلى أن كلفة الرحلة على كل زائر إيراني وصلت إلى 15 مليون تومان (ما يعادل 535 دولاراً مع احتساب سعر الصرف 28000 ألف تومان لكل دولار)، ما يعني أنه يجب على كل عائلة إيرانية مكونة من 4 أشخاص فقط دفع مبلغ يزيد على ألفي دولار لزيارة سوريا.
وأوضحت ذات المصادر أن كلفة كل رحلة غير رسمية بالنسبة لكل زائر تختلف باختلاف موعد كل رحلة، ما قد يجعل من كلفة كل رحلة مرشحة للازدياد إلى 20 مليون تومان (ما يعادل 715 دولار).
إلى ذلك، تضيف المصادر، وهو ما يزيد من خطورة موضوع استقدام مواكب الزوار الإيرانيين إلى سوريا، أن هذه الرحلات تسير من دون إجراء فحوصات PCR الخاصة بفيروس كورونا، أو التأكد من حصول الوافدين على جرعة أو جرعين من لقاح كورونا، مع الاكتفاء فقط بوجود جواز سفر صالح لمدة ستة أشهر، وإيداع المبلغ المتفق عليه في الحساب البنكي للقائمين على تسيير هذه الرحلات.
وتأتي هذه الأنباء في وقت ادعى فيه رشيديان رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية في حديثه لوكالة أنباء إيرنا الحكومية في 13 ديسمبر/كانون الأول الماضي أن كلفة السفر إلى سوريا ستتراوح ما بين 9 و 10 مليون تومان ( حوالي 357 دولار).
هياكل إيرانية سورية منخرطة في عمليات الفساد
في وقت سابق، كتبت وكالة أنباء فارس الحكومية تقريراً مطولاً نشر لها في 13 أكتوبر الماضي تحت عنوان (السفر إلى سوريا بعد عقد من الزمن- من يعطي التراخيص لقدوم قوافل الزوار غير المصرح بها؟)، متسائلةً فيه عن طبيعة الأشخاص أو المؤسسات القادرة على تسيير مثل هذه الرحلات في ظل عدم قدرة منظمة الحج والزيارة الإيرانية نفسها على تسييرها من دون موافقات حكومية وتصريحات أمنية.
وتابعت وكالة أنباء فارس الإيرانية تقريرها بطرح المزيد هذه الأسئلة: "كيف من الممكن تسيير هذه الرحلات قبل أن يتم تأييد أسماء المشاركين فيها من قبل بعض الجهات (الأجهزة الأمنية)؟ ولماذا لا يقف أحد في وجهها؟ وكيف تتم هذه الرحلات من دون موافقة هيئة مكافحة كورونا؟".
وأضافت وكالة أنباء فارس: "حالياً توجد رحلتان لشركتي ماهان إير وأجنحة الشام تطير من طهران إلى دمشق، ومكاتب بيع تذاكر سوريا محدودة للغاية، حتى إن هذه المكاتب لا يمكنها بيع التذاكر للأفراد دون إذن وموافقة بعض الجهات على أسمائهم".
واكتفت وكالة أنباء فارس دون أن تتطرق لذكر الاسم الصريح للجهات المسؤولة عن إرسال القوافل غير المصرح بها، بتصوير هذا العمل بأنه خرق للقانون من قبل بعض المؤسسات، التي وصفتها بأنها توظف علاقاتها القوية لـ"استغلال معتقدات الإيرانيين" الذين ترسلهم بقوافل غير مصرح بها إلى سوريا بأسعار وتكاليف مرتفعة.
وفي خضم حديثها عن هذه الهياكل السورية الإيرانية المنخرطة في عمليات الفساد والاستغلال تساءلت وكالة فارس: "إذا كان السفر إلى سوريا يحتاج إلى موافقة السلطات السورية، مَن مِن المسؤولين السوريين يقدم التراخيص والموافقات لهذه الرحلات غير الرسمية؟".
الان/ سوریه/ حرم حضرت زینب سلام الله علیها
— Amin «Live The Moment Now» (@Amin13112105) September 9, 2021
(۱۴۰۰/۶/۱۸)
چرا ماسک نمیزنید؟
چرا واکسن نمیزنید؟
چرا کسی وایتکس و الکل نمیرسونه به این ملت؟
چرا در خانه نمی مانید؟
چرا زیارت میرید؟ pic.twitter.com/PEfkXDAVO9
رحلات بأعداد محدودة ولا ميزانية للزيارات إلى سوريا للعام 2022
بعد الترويج الإعلامي الضخم الذي رافق زيارة رشيديان إلى سوريا ذهاباً وإياباً، والحديث عن التوافق عن إرسال 100 ألف زائر إيراني كل عام إلى سوريا (وهو ما يعادل 8300 زائر شهرياً)، تراجعت حرارة المشهد قليلاً، خاصة بعد أن صرح رشيديان في نهاية شهر تشرين الثاني لوسائل الإعلام الإيرانية عن أن الرحلات الدينية ستبدأ "بشكل محدود".
وفي ذات الوقت، من المقرر في هذه المرحلة إرسال الزوار الإيرانيين إلى دمشق من خلال مطار الخميني حصراً، بحسب ما تحدث به صحبت الله رحماني، نائب شؤون العتبات في مجلس تخطيط الحج لوكالة أنباء إيسنا.
وعلى نفس الصعيد، لم يتم وضع أي تصور لميزانية إرسال الرحلات الدينية إلى سوريا في ميزانية إبراهيم رئيسي الجديدة للعام 2022، على الرغم من أن لوائح ميزانية العام السابق خصصت مبالغ لموضوع إرسال الحجاج وزوار العتبات حسب الاختصاصات، ليتم حذف ميزانية الزيارات الدينية إلى كل من العراق وسوريا في لوائح الميزانية الجديدة، من دون وضع أي توضيحات حول ذلك.