icon
التغطية الحية

كليتشدار أوغلو يسعى لحصد أصوات ناخبيه على حساب اللاجئين في تركيا

2023.05.22 | 11:20 دمشق

آخر تحديث: 23.05.2023 | 13:52 دمشق

 المرشح الرئاسي عن تحالف المعارضة التركية كمال كليتشدار أوغلو
المرشح الرئاسي عن تحالف المعارضة التركية كمال كليتشدار أوغلو
إسطنبول - خالد حمزة
+A
حجم الخط
-A

بدا واضحاً تبدل خطاب المرشح الرئاسي عن تحالف المعارضة التركية كمال كليتشدار أوغلو بعد انتهاء الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، مستغلا مرة أخرى قضية اللاجئين والأجانب في تركيا بالترويج لجولته الثانية بعد فشله في تحقيق نسبة 50+1 بالمئة. 

وجاء تبدل لغة خطاب كمال كليتشدار بعد كسر المرشح الرئاسي عن تحالف الأجداد سنان أوغان، المعروف بعدائه للاجئين والأجانب، التوقعات في الجولة الأولى رغم أن معظم الاستطلاعات لم تمنحه أكثر من 1-2 بالمئة؛ وذلك في نتيجة دفعت كمال كليتشدار أوغلو لتبني خطاب أوغان طمعاً في حصد الأصوات التي كسبها الأخير مع شريكه في التحالف وزعيم حزب النصر أوميت أوزداغ.

ورغم أن سنان أوغان لم تتجاوز نسبة الأصوات التي حصل عليها عن تحالف الأجداد أكثر من 5.17 بالمئة من مجموع الناخبين إلا أنّ كليتشدار أوغلو وجد أن حسابات أوغان استطاعت تحقيق خرق جذب فيه نحو مليوني ناخب وقد يستطيع استمالتهم في الجولة المقبلة.

10 ملايين لاجئ

ولم يبذل كليتشدار أوغلو جهداً كبيراً في العودة لخطاب العداء للاجئين في البلاد، فهو صاحب مقولة سنعيدهم (السوريين) بالطبل والزمر والتي تزامنت مع تهديدات مستمرة في خطاباته بإعادة جميع السوريين إلى بلادهم خلال عامين.

وظهر كليتشدار أوغلو في أول تسجيل مصور على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي ضمن سياق الحملة الانتخابية للجولة الثانية من الانتخابات التركية، مطلقاً تصريحات عن أعداد اللاجئين في تركيا بأرقام مبالغ بها بشكل واضح.

وقال كمال كليتشدار أوغلو في التسجيل: "لم نجد هذا الوطن في الشارع.. لن نترك وطننا لهذه العقلية التي جلبت إلينا 10 ملايين لاجئ غير نظامي.. الحدود شرف".

حديث كليتشدار أوغلو عن وجود 10 ملايين لاجئ في البلاد مستخدما أرقاما تجاوز بها تصريحاته السابقة وآخرها في مقابلة مع قناة ألمانية قال إن عدد اللاجئين يقترب من 4 ملايين في حين أن عدد اللاجئين السوريين في تركيا يبلغ 3 ملايين و381 ألف لاجئ بحسب آخر إحصائية أوردها وزير الداخلية التركية سليمان صويلو يوم الأحد 21 أيار الجاري.

وفي كلمة ألقاها أمام أعضاء حزبه في مقر حزب الشعب الجمهوري في العاصمة التركية أنقرة، اتهم كليتشدار أوغلو أردوغان ببيع الجنسية التركية للأجانب من أجل الحصول على أصواتهم في الانتخابات قائلاً: "أردوغان، لقد سمحت عمداً بدخول 10 ملايين لاجئ إلى تركيا، حتى إنك قمت ببيع الجنسية التركية للحصول على أصوات مستوردة من الخارج"، معلناً عن نيته لإعادة جميع اللاجئين إلى بلادهم في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية.

وأعاد كليتشدار أوغلو التذكير بخطط حزبه لإعادة السوريين الموجودين في تركيا إلى بلادهم خلال فترة زمنية قدرها عامان بعد التوصل إلى اتفاق مع رئيس النظام بشار الأسد لضمان سلامتهم وتنسيق ذلك مع الأمم المتحدة.

كما نشر الحزب الشعب الجمهوري إعلانات طرقية في إسطنبول دعا عبرها إلى انتخاب كليتشدار أوغلو، وتضمنت صورة كبيرة للمرشح كليتشدار أوغلو كُتب بجانبها: "السوريون سيذهبون".

انتقادات واسعة 

وأثار أسلوب تعاطي كليتشدار أوغلو مع قضية اللاجئين في تركيا وإقحامها في السباق الانتخابي انتقادات من المسؤولين الأتراك محذرين من خطوة تبني خطاب يحض على الكراهية.

ولفت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مقابلة تلفزيونية، يوم الجمعة، إلى أنّ "المعارضة (التركية) تركز باستمرار على قول شيء واحد: عندما نصل إلى السلطة، فسوف نعيد اللاجئين السوريين في تركيا"، وأضاف: "بالنسبة لي، من المستحيل أن أتفق مع ذلك الطرح".

وأردف الرئيس التركي بالقول: "إذا كنا سننفّذ شيئاً من هذا القبيل، فسيتعين علينا اتخاذ تدابير معينة"، مشيراً إلى أن "المنظمات غير الربحية التركية تبني وحدات سكنية في الأجزاء الشمالية من سوريا. لماذا؟ ليتمكن اللاجئون في تركيا من العودة إلى وطنهم".

ولفت إلى أن "العملية بدأت بالفعل، ونحن الآن بصدد إطلاق مبادرة أخرى لتشجيع مليون لاجئ على العودة إلى وطنهم. نحن نبني لهم وحدات سكنية، إنها مشاريع جيدة وضرورية".

وقال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو إنّ عدد اللاجئين السوريين في تركيا لم يرتفع منذ عام 2017، مشيراً إلى أنّ عددهم اليوم في تركيا هو 3 ملايين و381 ألف لاجئ، في إشارة إلى المبالغة الكبيرة بالأرقام التي أوردها مرشح المعارضة كليتشدار أوغلو.

وانتقد صويلو سياسة كليتشدار أوغلو في البحث عن أصوات الناخبين باستخدام أسلوب التحريض ضد اللاجئين السوريين قائلاً: "هل أستطيع الحصول على أصوات فوق (على ظهر) السوريين؟".

بدوره، أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في مقابلة تلفزيونية أن مسألة اللاجئين لا يمكن حلها باعتماد الخطابات الشعبوية وتبني خطاب الكراهية.

وسائل التواصل تؤجج خطاب الكراهية

فهل يستطيع كيليشدار أوغلو جذب أصوات الناخبين في الجولة الثانية بالاعتماد على خطاب الكراهية ومحاربة اللاجئين في وقت تتنامى فيه المشاعر اليمينية المتطرفة المعادية للاجئين مفاقمة من خطر العنف تجاههم؟، وقد اقترن تزايد المحتوى الإلكتروني الذي يحرض على الكراهية مع ظهور معلومات مضللة عن اللاجئين السوريين، وهي معلومات مكنت من إنشاء خطاب كراهية عبر الإنترنت ومشاركته بسهولة، وهو ما يبدو أن كليتشدار أوغلو وقع به.

وكان تقرير نشرته صحيفة "ديلي صباح" التركية حذرت فيه من تأجيج وسائل التواصل الاجتماعي خطاب الكراهية ضد اللاجئين السوريين في تركيا ونتائجه المستقبلية.

الانتخابات التركية 2023

ويستعد الناخبون الأتراك للذهاب إلى صناديق الاقتراع، يوم الأحد 28 أيار الجاري، ضمن الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بعد عدم تمكن أي من المرشحين من الحصول على 50 بالمئة + 1 من الأصوات في الجولة الأولى.

ويتنافس في الجولة الثانية كل من الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان الذي حصد نسبة 49.5 بالمئة في الجولة الأولى، مع مرشح تحالف المعارضة التركية كمال كليتشدار أوغلو الذي حصد على 44.8 بالمئة من الأصوات.