تتكرر مشكلات طلاب المدارس مع بداية العام الدراسي في محافظة اللاذقية وريفها الخاضعة لسيطرة النظام السوري، ولكن هذا العام كانت أكثر عبئا وأشد قسوة على المواطن السوري بسبب غلاء المعيشة الفاحش وقلة المدخول وتزايد البطالة.
ومن أكبر العواقب التي يعاني منها طلاب المدارس هي عدم توفر المواصلات وخصوصاً في الأرياف، بسبب قلة عدد المدارس والمساحات الشاسعة بين المدارس والمنازل.
أحد المواطنين، (موظف ولديه طالبان في المدرسة)، قال لموقع تلفزيون سوريا إنه "يدفع ثلاثة أرباع راتبه أجرة مواصلات شهرياً لأبنائه في المدرسة". مضيفاً: "أسكن في منطقة بعيدة عن المدرسة في رأس شمرا والسرافيس نادرة جدا في المنطقة بسبب أزمة المحروقات، لذلك اضطررت إلى التعاقد مع تكسي لتوصل الأطفال في الصباح باشتراك شهري قيمته 25 لكل طفل".
وتقول ريما، وهي طالبة ثانوي في مدرسة الزراعة، إن "المسافة بين مدرستي في مدينة اللاذقية ومنزلي بريف القرداحة (حرف الهوى) تقارب الساعة والنصف وأكثر تقريباً. مشيرة إلى أنها تضطر للخروج من المنزل من الساعة الخامسة صباحاً من أجل الوصول في الثامنة بسبب قلة المواصلات.
وأضافت ريما أنها اشتركت مع أصدقائها الطلاب بسرفيس بقيمة 125 ألف ليرة شهرياً للطالب الواحد، مؤكدة أنه في بعض الأحيان يعتذر سائق السرفيس عن إيصالهم لعدم توفر المازوت بشكل يومي.
كتب مهترئة والنسخة بـ 80 ألف ليرة
أعادت مديريات اللاذقية وريفها تدوير الكتب لصفوف التعليم الأساسي الحلقة الأولى (الابتدائي) وتوزيع نسخ للطلاب قديمة مستعملة ومهترئة، ما أثار غضب الأهالي الذين تجمع بعضهم في ساحات المدارس من أجل المطالبة بتوزيع كتب جديدة.
إحدى الأمهات ممن لديها قدرة مالية لشراء الكتب الجديدة، قالت لموقع تلفزيون سوريا إن "كلفة النسخة ارتفعت ضعفين عن العام الماضي، حيث اشتريت نسخة لابني صف تاسع بـ 85 ألف ليرة، ونسخة لابنتي صف خامس بسعر 42 ألف ليرة".
وأضافت: "نتكبد أعباء مادية إضافية لشراء الحقيبة المدرسية غير معقولة، حيث باتت كلفة الطالب الواحد في بداية العام ما يقارب المليون ليرة سورية موزعة بين لباس مدرسي وحقيبة مدرسية ومواصفات وغيرها".
أسعار الملابس المدرسية
وبحسب رصد موقع تلفزيون سوريا لأسعار الألبسة المدرسية في الأسواق الشعبية في مدينة اللاذقية، فقد وصل سعر القميص إلى ما بين 30 و 45 ألف ليرة بجودة متوسطة، و 60 ألفا وما فوق بجودة ممتازة، في حين تراوح سعر البنطال بين 60 و 80 ألف ليرة بحسب النوعية، وأما سعر الجاكيت الشتوي فتراوح بين 95 و 150 ألف ليرة، أي أن كلفة الطالب الواحد تتجاوز 250 ألف ليرة سورية.
أقساط الروضات
وارتفعت أقساط الروضات في اللاذقية وريفها هذا العام إلى الضعف، حيث كان قسط الروضة في الأرياف العام الماضي 300 ألف ليرة، للطالب الواحد ومن دون مواصلات، أما هذا العام فارتفع القسط إلى 600 ألف ليرة، وفي المدينة فقد وصل القسط إلى مليون و 20 ألف ليرة سورية من دون مواصلات.
أم عمر من بلدة (بسنادا) قالت إن لديها طفلين، الكبير بالصف الخامس، والصغيرة في الروضة، لكنها لا تستطيع تسجيل الطفلة في الروضة بسبب ارتفاع الأقساط بشكل غير معقول.
مستلزمات الطالب تصل إلى نصف مليون ليرة
ويستعد الأهالي في مناطق سيطرة النظام السوري، لمواجهة الموسم الدراسي الجديد، بقوة شرائية متهالكة، أمام ارتفاع متزايد في الأسعار، حيث وصلت كلفة تجهيز طالب واحد بالأساسيات فقط إلى نصف مليون ليرة سورية.
وتراوحت أسعار الملابس المدرسية وحدها في خانة عشرات الآلاف، وفق صحيفة "الوطن" المقربة من النظام السوري، التي قالت إن المستلزمات الأساسية للطالب الواحد تحتاج إلى أكثر من 3 رواتب، من دون حساب أجور المواصلات، أو أجور الدروس الخصوصية لطلاب الشهادتين الأساسية والثانوية.