وصلت كلفة تدفئة الأسرة السورية على الحطب إلى أكثر من 100 ليرة في مناطق سيطرة النظام، حيث تجاوز سعر الطن الواحد 3.5 ملايين ليرة، مستفيدة من ارتفاع الطلب على المادة بالتزامن مع موجة البرد التي سادت مؤخراً، في غياب الكهرباء وشح المازوت.
ووصف مواطنون في محافظة درعا موجة البرد الأخيرة بالطويلة نسبياً، حيث امتدت لأكثر من عشرة أيام، ما ضاعف من استهلاك الحطب الذي بات خياراً شبه وحيد في ميدان التدفئة، في ظل عدم كفاية كميات المازوت التي وزعت، وعدم جدوى حوامل الطاقة الأخرى كالكهرباء والغاز.
وقدرت صحيفة تشرين التابعة للنظام السوري كمية الاستهلاك اليومية للحطب في أثناء أيام موجة البرد بـ30 كيلو غراماً وسطياً، مع فاتورة تصل إلى قرابة مئة ألف ليرة يومياً، وهو رقم مرشح للارتفاع في حال وجود أكثر من مدفئة واحدة.
وأضافت أن الكمية التي جرى توزيعها من المازوت 50 ليتراً لا تكاد تكفي سوى لسد حاجة بضعة أيام فقط، وهي لا تشكل وسطياً سوى نسبة 12 في المئة فقط من الاحتياج الفعلي والبالغ 400 ليتر للموسم تقريباً.
أجور النقل ساهمت بارتفاع أسعار الحطب
بدوره، أرجع تاجر حطب ارتفاع أسعار المادة إلى زيادة الطلب وقلة المعروض مع تقلص الكميات المتاحة إلى مستويات متدنية، فأغلب الموجود في أسواق المحافظة هو من بقايا أشجار الزيتون التي جرى قلعها من قبل أصحابها لزراعة أشجار أخرى جديدة.
وبين أن أجور النقل باتت تلعب دوراً كبيراً في ارتفاع الأسعار، ولا سيما أن قسماً كبيراً من الحطب يأتي من خارج المحافظة، وخصوصاً حطب أشجار المشمش والليمون والتي لاقت رواجاً في الآونة الأخيرة.
أزمة المحروقات في سوريا
وتعاني مناطق سيطرة النظام من نقص في المحروقات ولا سيما مازوت التدفئة وأسطوانات الغاز التي تشتد مع حلول فصل الشتاء من كل عام، إلا أنه في العام الحالي اشتدت الأزمة ولم يتخذ النظام أي إجراء سوى تخفيض مخصصات العائلات من مازوت التدفئة.
وتتجدد معاناة الأهالي في مناطق سيطرة النظام السوري مع قدوم فصل الشتاء من كل عام، بسبب تخفيض وعدم توزيع مخصصات المازوت على معظم الأسر، وانقطاع التيار الكهربائي لأكثر من 23 ساعة في اليوم الأمر الذي يحرم الأهالي من التدفئة على الكهرباء وكذلك على الغاز لتأخر تسلم "الجرة" لمدة 3 أشهر.