"لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس".. مقولة يتبناها السوري الكفيف محمد جمال البيطار وهو يصف طريقه في حياة فقد فيها البصر لكنه لم يفقد البصيرة التي أنارت طريقه وفتحت له أبواب العلم وجعلته شخصاً منتجاً في المجتمع وأسرته.
يعيش محمد جمال البيطار في تركيا منذ أربع سنوات وهو فاقد للبصر منذ ولادته ومتقن لعدة لغات، ويدرس الدكتوراه في تعليم اللغة الإنجليزية، ويقدم دروساً في تعليم اللغة الإنجليزية عبر منصة يوتيوب ويعمل مترجماً ومدرساً للغة الإنجليزية وصانع محتوى منذ العام 2009.
محمد كفيف، وشقيقته الحاصلة على دكتوراه في علم النفس أيضاً كفيفة، وشقيقه أيضاً كفيف وحاصل على الدكتوراه في الترجمة في إسبانيا ويتحدث أربع لغات.
أساس النجاح
يعتقد محمد أن أساس نجاحه ونجاح أشقائه هو عطاء رباني يضاف إلى الجهد الذي بذله والداه في تشجيعهم على العلم ودعمهم من كل النواحي لمواصلة مسيرتهم والوصول إلى مبتغاهم، بالإضافة إلى الدعم من قبل المدرسين خلال مراحل تعليمهم.
ويقول محمد في مقابلة مع تلفزيون سوريا إن عائلته حاربت للعمل على نجاحه وتفوقه من بدايات تعليمه إنطلاقاً من المدارس الابتدائية والمشكلات الإدارية التي واجهتهم بحثاً عن مدرسة تقبل بوضعه الخاص.
وعلى صعيد التدريس؛ يحاول محمد بأسلوبه الشيق أن يقدم دروس اللغة الإنجليزية بطريقة مختلفة بعيدة عن النمطية في التعليم، ويقول إن مئات القنوات المتخصصة بتعليم اللغة الإنجليزية موجودة على يوتيوب ومعظمها يعتمد طريقة شرح القواعد والقراءة والكتابة وهذا ما حاول تجنبه في طريقته.
وحول ظهوره في يوتيوب وفي البث المباشر عبر التطبيقات الأخرى يقول: "أنا كفيف وهذا الشيء لا يظهر على الشاشة وقد لا يلاحظ متابعيّ على الإنترنت أو الأشخاص الذين ألتقيهم للوهلة الأولى أني فاقد للبصر".
أسلوب خاص بالتعليم
يمزج محمد في أسلوبه التعليمي بين الجد والمرح مبتعداً عن الأسلوب التقليدي، إذ يرى أن تعليم اللغة عن طريق تعلم القراءة والكتابة خطأ، ودليله في ذلك أن الأطفال يتعلمون اللغة بالحوار والاستماع بعيداً عن القراءة والكتابة.
ويعلّم محمد طلابه اللغة الإنجليزية بالقصص، فيشرح جزءاً منها فيتعلم الطالب عن طريق السمع ومتابعة القراءة أو الإثنين معاً، والمهم بتعلم اللغات، من وجهة نظر محمد، هو الحوار مع الجرأة التي يعتبرها أساس تعلم اللغات.
ويختم حديثه بالقول: "الإنسان يفشل ويخطئ ويعيش لحظات من العجز والتعب في كثير من الأحيان وهذا ما أحاول أن أعلمه لطلابي لأن الغلط والفشل في مراحل معينة حافز للعودة والعمل للنجاح لاحقاً".