icon
التغطية الحية

"آية" تركية سوريّة تقاضي "إيلاي أكسوي" أمام القضاء.. ما قصتها؟

2021.10.05 | 19:01 دمشق

dsc_1026.jpg
 تلفزيون سوريا ـ عبد الناصر القادري
+A
حجم الخط
-A

رفعت الصيدلانية التركية (السورية الأصل) "آية عرفة" دعوى قضائية ضد المدعوة "إيلاي أكسوي"، إحدى مؤسسي "حزب الجيد IYI PARTI" (قومي تركي)، بسبب منشوراتها التحريضية على مواقع التواصل الاجتماعي تجاه اللاجئين وبخاصة السوريين منهم.

وانتهى التحقيق الذي بدأه مكتب المدعي العام في الأناضول بإسطنبول عقب الشكوى التي قدمها محامو عرفة، وفق بيان لـ "جمعية حقوق اللاجئ الدولية" في تركيا.

وتعمل آية عرفة في أحد مستشفيات إسطنبول، بعد أن حصلت على الجنسية التركية، مثل عشرات آلاف الحاصلين عليها من كل الجنسيات، وبعد تخرجها من الجامعة تقدمت إلى قرعة التوظيف ونجحت فيها.

ورفع مكتب المدعي العام دعوى قضائية ضد أكسوي - التي أطلعت متابعيها على تويتر على وثائق وأسماء أشخاص بما في ذلك عرفة - بتهمة "الحصول على بيانات شخصية أو نشرها بشكل غير قانوني".

وفي الطلب الذي تقدمت به عرفة إلى النيابة العامة التركية، وردَ أن أكسوي شاركت معلوماتها الشخصية وصورتها على مواقع التواصل الاجتماعي من دون موافقتها.

في المقابل لم تقبل المدعوة "أكسوي" التي نشرت بيانات شخصية وحرضت بشكل عنصري ضد الصيدلانية، الاتهامات الموجهة لها، وزعمت أنها حصلت على المعلومات من خلال تعقب معلومات عامة نشرتها وزارة الصحة التركية في عام 2020، متعقبة الأسماء لإيجاد إن كان هناك أجانب مدرجين على قوائم التوظيف، وتوصلت إلى 8 لـ 10 مواطنين أجانب على القائمة.

تهم قد تصل للسجن والحرمان من الحقوق العامة

وادعت مرشحة حزبها لرئاسة بلدية الفاتح بإسطنبول عام 2019، وسبق أن قادت حملات ممنهجة ضد اللاجئين السوريين في تركيا، أن أجرت بحثاً على وسائل التواصل الاجتماعي لمعرفة من هم هؤلاء الأشخاص، زاعمة أنها الطريقة التي حصلت من خلالها على المعلومات حول آية عرفة.

وأشار المدعي العام لمكتب جرائم تقنية المعلومات، الذي يجري التحقيق، إلى أنه في لائحة الاتهام ضد أكسوي، تم ارتكاب الجريمة بحق "عرفة"، وأن هناك شكوكاً وأدلة كافية لتبرير محاكمة علنية.

وستحاكم أكسوي في الأيام المقبلة بالسجن من سنتين إلى أربع سنوات بتهمة ارتكاب جريمة "إعطاء أو نشر أو مصادرة بيانات شخصية".

كما تطالب لائحة الاتهام بحرمان أكسوي من حقوقها العامة.

وإذا حكم على أكسوي، فلن تكون قادرة على أن تصبح نائباً في البرلمان التركي أو مرشحةً لرئاسة البلدية.

جمعية حقوق اللاجئ الدولية أكّدت أن محاميها "سيتابعون بدقة جميع مراحل المحاكمة بحق المتهمة أكسوي"، مطلقين عليها وصف "عدوة اللاجئين".

إلاي إكسوي التي تهاجم السوريين (إنترنت)

كيف بدأت قصة "آية"؟

موقع "تلفزيون سوريا" تحدث مع "آية عرفة" التي روت قصتها كاملة قائلة: "قدمت إلى تركيا بعد قبولي بمنحة دراسية بكلية الصيدلة بجامعة "تراكيا" بمدينة إدرنة، وذلك بسبب تفوقي في بلدي الأم سوريا، فتعلمت اللغة التركية ثم بدأت دراستي الجامعية، وتخرجت بعد 5 سنوات، وخلال دراستي حصلت على الجنسية التركية مثل العديد من الطلاب السوريين الذين تم ترشيحهم لذلك".

وأضافت "عرفة" أنه بعد التخرج بأيام قليلة صدف موعد التقديم على التوظيف الحكومي الذي يتم عبر القرعة، ويجب أن يكون المتقدم تركي الجنسية، ويحمل شهادة صيدلة، وبالفعل تقدمت لمستشفى يوجد فيه شواغر بـ 45 مقعداً، وهي نسبة عالية مقارنة بالمقاعد التي تكون متاحة عادة، ثم تم قبولي وأعمل فيها منذ سنة وشهر تقريباً.

وأكّدت أنه على الرغم من أن جميع المقبولين بالمستشفى كانوا من المتخرجين الجدد (نفس حالتي تخرجوا قبل أيام فقط)، إلا أنني الشخص الوحيد الذي تمت مهاجمته والسبب أنني من أصول سورية.

الصيدلانية آية أوضحت أيضاً: "حسابي على موقع إنستغرام كان مفتوحاً للعام، إلا أنني كنت حريصة على منشوراتي، فلم أنشر أبداً أنني جئت لتركيا عبر منحة أو حصلت على الجنسية التركية، لأنني على علم أن هذه المواضيع تثير حفيظة بعض العنصريين أو الرافضين لوجود اللاجئين أو الأجانب بتركيا".

وأكملت "وبالطبع لم أنشر ما يخص قبولي بوظيفة المستشفى، خاصة في ظل موجة العنصرية التي يدعمها بعض الأطراف في البلاد".

كيف بدأت "أكسوي" التحريض"؟

وبخصوص التحريض الذي أثارته "إيلاي أكسوي" ضد الصيدلانية "عرفة" بينت بالقول: "بعد أن عثرت أكسوي على اسمي بين المقبولين بحثت عن حسابي على إنستغرام ونشرت على جميع حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي قصتي وصورتي إضافة إلى اسم المستشفى الذي سأعمل فيه، وتاريخ بداية عملي بلغة تحريضية واضحة لإثارة بعض الأتراك ضدي وضد السوريين بشكل عام".

وكتبت "أكسوي" أن آية عرفة توظفت بعد 15 يوماً من تخرجها، وهي سورية، ملمحة إلى أنها تمتلك واسطة لأنها سورية أو أن الحكومة توظف السوريين على حساب كثير من الأتراك العاطلين عن العمل، وفق تعبير المعارضة التركية.

"تسببت أكسوي بمشكلة كبيرة لي، فقد انهالت عليّ الرسائل المسيئة والتي تحمل نفَساً عنصرياً بغيضاً ضدي، وشتائم وسباب لا يمكن تخيلها، إلى جانب التهديدات، لدرجة أنني بدأت بعملي بشكل متأخر خوفاً من بعض الرسائل"، وفق ما ذكرت آية.

وتابعت أن "كل الرسائل التي وصلتني كانت بسبب التحريض الذي مارسته (إيلاي) ضدي، عبر التحريض بمنشوراتها دون أي مراعاة لحالة الخصوصية، ناهيك عن عدم احترام القيم الإنسانية لمقيم أو مواطن أو حتى لاجئ".

الرد عبر القانون 

وأكّدت أن الهجوم العنصري الذي تعرضت له دفعها لرفع دعوى قضائية في المحكمة، وفي الوقت نفسه تقدمت بشكوى عبر "مركز دائرة الاتصال بالرئاسة التركية" في شهر تموز 2020. 

وأردفت أنه بشهر أيار من عام 2021، وكّلت محامية ضدها، فاستدعيت إيلاي لتقديم إفادتها وعلى أثرها عرفت أنني تقدمت بشكوى، ما دفعها لتحميل فيديو على تويتر تتحدث فيه عني بشكل خاص، وبشكل أسوأ من السابق، حيث تحدثت عن أمور شخصية لم أسمح لها بذكرها".

فقد قالت أكسوي في المقطع المصور أنني "حاصلة على منحة، إضافة إلى التجني والكذب مثل أنني دخلت إلى تركيا بشكل غير نظامي، وأنني كنت تحت الحماية المؤقتة وأنا كنت مقيمة كطالبة مثل أي طالب أجنبي، وحصلت على الجنسية بشكل نظامي، وكل ذلك موثق بالفيديو".

ولم تكتفِ "أكسوي" بذلك، فقد أعدت تقريراً عن السوريين مدته 15 دقيقة، تحدثت فيه عن آية عرفة بشكل تحريضي، وبلغة تحمل اتهامات باطلة مثل دخول آية إلى الجامعة بدون شهادات لأنها ضيعت وثائقها في الحرب، ورغم كل ذلك فالحكومة أعطتها منحة فقط لأنها سورية، وهنا أكّدت "عرفة" أن كل ذلك "عارٍ عن الصحة لكن مع الأسف المتابعون صدقوها وعادت رسائل الإساءة والتهديد تصلني من جديد".

"أكسوي" تسيء إلى صورة تركيا 

وأعربت آية في حديثها لموقع "تلفزيون سوريا" أن "أسوأ ما في الحادثة كانت الرسائل المسيئة والدعوات والتهديدات والحجم الهائل من العنصرية، ما أثر بشكل سلبي على نفسيتي، ولا أستبعد أن يتحول يوماً ما إلى اعتداء بالعنف بسبب التحريض وحجمه والاستمرار فيه، خاصة أنها نشرت اسمي وصورتي ومكان عملي، وكل التعليقات على تويتر بحسابها كانت ضدي وضد كل السوريين في تركيا، وهو مؤسف بالطبع".

وشدّدت الصيدلانية السورية التي تعبر عن فئة مجتمعية عريضة من السوريين الذين تمكنوا من النجاح والانخراط بالمجتمع التركي، أن "إيلاي أكسوي لا تعبر إلا عن نفسها وعدد من العنصريين الذين يدعمونها وهي تسيء لتركيا والشعب التركي، ومع الأسف هذه الفئة تزداد يوماً بعد يوم".

أصدقائي الأتراك دعموني

وأشارت إلى أنها تعقد أملها بالأغلبية من الشعب التركي الذي يميز الصحيح من الخاطئ، متمنية أن يأتي يوم وتنتهي العنصرية ونحكم على الإنسان من تصرفاته وفائدته للمجتمع لا أن نحكم عليه بسبب جنسيته".

وأكّدت قائلة: "أصدقائي بالمشفى دعموني بشكل كبير في مواجهة العنصرية، وأؤمن أن تركيا هي بلدي التي أحبها، وأنا جزء من الشعب التركي".

ووجهت رسالة إلى الحكومة التركية قالت فيها: " أتمنى أن يأخذ الحق مجراه، وألا يكون التحريض ضد أي إنسان شيئاً عادياً وبلا عقاب"، وعلى كل الإخوة السوريين ألا يسكتوا عن أية حوادث مشابهة، وأن يدافعوا عن حقهم للنهاية، وفي المقابل ألا يسكت الإخوة الأتراك عن الخطأ ويدافعوا عن الحق بمواجهة الخطاب العنصري".