الجميع اتفق على إعادة اللاجئين السوريين ولكن؛ نسي حزب العمال التركي (TIP) والحزب الشيوعي التركي (TKP) وجود عمال وفلاحين في تركيا لحشدهم وتعبئتهم في الانتخابات الرئاسية، ربما لأن العامل بات يرتدي كما يقول منظرو الرأسمالية والليبرالية الجديدة بدلة وربطة عنق بدلا من لباس العمل الأزرق، كما أصبح الفلاحون إقطاعيين في ملكياتهم، في حين تحول اليسار الغربي إلى يسار هوياتي ونسي أيضا "المنجل والمطرقة" وأصبح يركز على حقوق الأقليات والقضايا الجندرية "لاجئون ومهاجرون وإثنيات ونساء.. سود وملونون"، في سياسة عززت من حضور اليمين المتطرف، ولكن اليسار التركي لم يكن يسارا هوياتيا يدافع عن حقوق اللاجئين السوريين وغيرهم، بل أصبح قريبا من اليمين من خلال دعمه للمرشح الرئاسي كليتشدار أوغلو في الانتخابات الرئاسية المتحالف مع أوميت أوزداغ، وصمته عن الخطاب العنصري لتحالف الأمة بحق اللاجئين السوريين في تركيا.
يسار تركي مؤيد لليمين
أحزاب اليسار التي اصطفت خلف كليتشدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري ذي الأصول اليسارية أيضا، سخرت من تأييد أوغان لأردوغان، رغم أنهم كانوا يأملون بدعمه لكليتشدار أوغلو. ونشر حزب العمال التركي في تغريدة على تويتر، صورة معدلة لوجه أردوغان وأوغان معا، ولكن حزب العمال لم يعترض على تحالف كليتشدارأوغلو مع أوميت أوزداغ زعيم حزب النصر، الداعم الرئيسي لأوغان في الجولة الأولى.
Kaybedeceksin! pic.twitter.com/Rada3YeW6Q
— Türkiye İşçi Partisi (@tipgenelmerkez) May 22, 2023
كذلك دعا الحزب الشيوعي التركي الذي انبثق منه حزب العمال، إلى التصويت لصالح كليتشدار أوغلو في بيان يوم الثلاثاء الماضي وقال معبرا عن يساريته "هذا التصويت لا يعني الاختيار بين مرشحين يتنافسان مع بعضهما بعضا على النزعة الأميركية والتعصب الأعمى والمشاعر المعادية للمهاجرين، ولا يعني قبول تحالف الشعب أو تحالف الأمة، اللذين شكلا تحالفات جديدة حتى قبل اكتمال عملية الانتخابات". في حين تتحدث الأدبيات اليسارية عن النضال من أجل تعبئة الطبقة العاملة بشكل مستقل، في برنامج اشتراكي دولي مناهض للحرب والعنصرية ويدعو إلى الأممية وإلخ.. فهل يشكل اللاجئون السوريون وغيرهم تهديدا للحقوق الاجتماعية والديمقراطية للعمال والشباب في تركيا؟
وفي موقف مختلف، أعلن 11 عضواً من مؤسسي حزب "المستقبل" (Gelecek) التركي المعارض استقالتهم، لأسباب قالوا إنها مرتبطة بـ "أهداف الحزب" وانخراطه في السياسة العنصرية ضد اللاجئين.
ورغم أن الجميع اتفق على إعادة وترحيل اللاجئين السوريين في النهاية، فإن تصريحات تحالف الجمهور لم تكن عنصرية، ولم تحرض على اللاجئين، بل تحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن خطة مفصلة للعودة الطوعية وأساسها بنية تحتية ملائمة للعيش شمال غربي سوريا للتشجيع على العودة.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع كليتشدار أوغلو، كرر أوميت أوزداغ حجج اليمين المتطرف وقال "إذا كنت لا تريد أن تصبح تركيا أرض مهاجرين.. إذا كنت لا تريد أن تقلق عندما تخرج ابنتك إلى الشارع.. ادعم السياسة التي سترسل 13 مليون لاجئ إلى وطنهم وصوّت لكمال كليتشدار أوغلو في 28 من أيار". وشكر أوزداغ شباب حزب الشعب الجمهوري على كتابتهم "السوريون سيعودون إلى ديارهم" على الجدران وخاصة في إسطنبول.
بعد تحالف كليتشدار أوغلو وأوزداغ نشر الطرفان بروتوكولا من سبع نقاط يشير إلى أن المشكلات الاجتماعية سببها سياسات أردوغان والعدالة والتنمية تجاه اللاجئين. ولم ينس أوزداغ الحديث عن العمال ومشكلاتهم وربطها بوجود اللاجئين.
وبحسب البروتوكول فإن "جميع اللاجئين والهاربين وخاصة السوريين سيتم ترحيلهم خلال عام واحد على أبعد تقدير".
Büyük Türk Milleti,
— Ümit Özdağ (@umitozdag) May 26, 2023
AKP zihniyeti ve Tayyip Erdoğan, ülkemizi hem demografik hem de ekonomik bir felakete sürüklemeye devam ediyor.
Türkiye'de yaşamak her geçen gün daha zor ve daha tehlikeli hale geliyor.
Bir yandan Türkiye'nin yetişmiş iş gücü, yaşamak için Türkiye'yi terk… pic.twitter.com/mJw9UsXbkP
اليسار التركي وضياع البوصلة
التناقض الذي يقع فيه اليسار التركي ممثلا بحزب العمال والحزب الشيوعي، يدفعه إلى "فاشية أوزداغ" فيكف يمكن أن تكون ديمقراطيا وداعما للحريات ومعاديا لحقوق اللاجئين في وقت واحد؟. سابقا ركزت سياسات الأحزاب اليسارية في العالم على دعم حقوق الطبقة العاملة "ساعات العمل، الأجور.." والتوزيع العادل للثروة والضمان الصحي والاجتماعي.. أما اليوم فيتم تصوير الأزمة الاقتصادية في تركيا على أنها فقدان للهوية أكثر من كونها خسارة للموارد أو جزءا من أزمة اقتصادية عالمية، وهو ما انجر إليه الحزبان اليساريان، وكانت السنة الماضية والجارية قد شهدت حملات عنصرية بحق اللاجئين، تعمدت نشر معلومات مضللة تقول إن اللاجئين السوريين يحصلون على ميزات في العمل والدراسة والدعم الاجتماعي لا يحصل عليها المواطنون الأتراك أنفسهم.
في حين أن أوغان الذي أرعبت تصريحاته اللاجئين في البداية، قال بعد إعلان دعمه للرئيس التركي الحالي، إنه "لا يمكن إرسال اللاجئين إلى منطقة ليس لدينا فيها جيش، هل سنأخذهم إلى الحدود ونقذفهم عبرها".
وأضاف أوغان في مقابلة مع تلفزيون "تي آر تي" الحكومي، يوم الخميس، "لا يمكن رفض تفويض جيشنا التركي في شن عمليات في سوريا، ثم إرسال اللاجئين بنفس الوقت".
وكان الرئيس التركي قد سخر في تجمع حاشد يوم الثلاثاء الماضي من خطاب تحالف الأمة وكليتشدار أوغلو العنصري قائلا "من المفترض أن رئيس حزب الشعب الجمهوري.. بدأ رحلته السياسية باسم غاندي كمال.. لكنه سينهيها باسم نازي كمال".