سخر الممثل السوري كرم الشعراني من زيادات الرواتب التي يقرها رأس النظام السوري بشار الأسد بين الفينة والأخرى، مؤكداً أنها لا تفي بالغرض المرجو منها، كما أنها لا تكفي حتى لتأمين مسلتزمات الحياة الأساسية في سوريا.
وقال الشعراني في منشور عبر صفحته الشخصية في "فيس بوك"، إن زيادة الرواتب في سوريا تولد ميتة سريرياً وجاهزة للدفن فوراً، حتى أن تكاليف دفنها يتحملها المواطن السوري.
وأضاف: "زيادة الرواتب في بلدنا تولد ميتة سريرياً وكفنها بيدها.. ثلاثة أيام إنعاش ومن ثم عظم الله أجوركم.. ملاحظة هامة: سعر القبر وطقوس الدفن يتحملها المواطن وحده".
وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع مع منشور الشعراني، حيث عبّروا عن سخطهم من قلة الرواتب في سوريا، مؤكدين أنها غير كافية حتى لتأمين أبسط مستلزمات الحياة من ماء وخبز وكهرباء وغاز.
ودوماً ما ترتبط زيادة الرواتب في سوريا بانخفاض أسعار الليرة إلى مستويات قياسية وزيادة التضخم، وهو ما يلقي بأثره على الأسواق التي تشهد تضاعف جميع المواد والسلع الأساسية، وخاصة المحروقات والمواد التموينية، ما يتسبب في تعميق أزمات السوريين المعيشية والاقتصادية.
ومع بداية العام 2024، ارتفع متوسط تكاليف المعيشة لعائلة مكونة من خمسة أفراد في مناطق سيطرة النظام السوري إلى أكثر من 12 مليون ليرة، بعد أن كان في نهاية شهر أيلول الماضي نحو 9.5 ملايين ليرة سورية، في وقت لم يتجاوز فيه الحد الأدنى للأجور بعد الزيادة الأخيرة 278 ألفاً و910 ليرات سورية.
زيادة الرواتب في سوريا
وكان رئيس النظام السوري بشار الأسد أصدر في الخامس من شهر شباط 2024، مرسومين تشريعيين ينصان على زيادة الرواتب والأجور لكل من العاملين المدنيين والعسكريين والمتقاعدين في القطاعين العام والخاص، بنسبة 50 في المئة، وذلك بالتزامن مع رفع حكومته أسعار الخبز بنسبة 100 في المئة والمحروقات بنسب متفاوتة.
وتعليقاً على هذه الزيادة، قال الخبير الاقتصادي جورج خزام، إن زيادة الرواتب والأجور الأخيرة وهمية، وسيكون لها أثر سلبي على الأسعار وقيمة الليرة السورية أمام الدولار، حيث تمت تغطيتها من خلال رفع أسعار المحروقات وطباعة عملة جديدة وزيادة الضرائب.
وأكد خزام أن جميع زيادات الرواتب خلال الـ 12 سنة الماضية أثرت سلبياً على القدرة الشرائية للمواطنين، إذ تسببت بانخفاض كمية السلع التي يمكن شراؤها قبل الزيادة، ولذا تراجع مستوى معيشة السوريين أكثر وأكثر.