ملخص:
- فصيل "صقور الشام" في محافظة إدلب شمال غربي سوريا يشهد حالة من التشظي.
- قائد الفصيل "أحمد عيسى الشيخ" أعلن خروجه من الجبهة الوطنية للتحرير.
- هناك كتلة أخرى في الفصيل قررت البقاء في الجبهة وعدم الاعتراف بـ "الشيخ" كقائد لها.
- الجبهة الوطنية للتحرير أعلنت عن تشكيل "صقور الشام الفرقة 40" ضمن مرتباتها وتضم مجموعات رفضت قرار الشيخ بالخروج.
يشهد فصيل "صقور الشام" العامل في الجبهة الوطنية للتحرير، في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، حالة من التشظي، بعد أن أعلن قائد الفصيل "أحمد عيسى الشيخ" الخروج من الجبهة الوطنية، في حين قررت كتلة أخرى البقاء فيها وعدم الاعتراف بـ "الشيخ" كقائد لها.
ونشر قائد صقور الشام، أحمد عيسى الشيخ، بياناً يوم أمس على حسابه في منصة "إكس" أعلن فيه "الانفكاك" عن الجبهة الوطنية للتحرير، بسبب "كثرة التجاوزات في الجبهة وتفاقمها".
وذكر البيان أن "الاستبداد بالقرارات واحتكارها وتجاهل المكونات ونبذ الآراء، في الجبهة الوطنية، وعدم المشاورة وقبول النصائح يجعل ضرر بقاء صقور الشام في الجبهة أكبر من نفعه".
وأضاف: "يضطرنا نحن فصيل صقور الشام أن نعلن انفكاكنا عن الجبهة الوطنية والعمل كفصيل مستقل بعد الآن، مع التزامنا بكامل واجباتنا الثورية والجهادية"، وفق وصفه.
صقور الشام الفرقة 40
في وقت متزامن، أصدرت الجبهة الوطنية للتحرير بياناً، أعلنت فيه عن تشكيل "صقور الشام الفرقة 40"، ضمن مرتباتها، ووفق مصادر محلية، فإن التشكيل الجديد يضم مجموعات في "صقور الشام" ممن رفضت قرار "الشيخ" بالخروج من الجبهة.
وذكرت المصادر لموقع تلفزيون سوريا أن هناك توجهاً لدى "أبو عيسى الشيخ" للتنسيق الكامل مع "هيئة تحرير الشام" على غرار "أحرار الشام"، بينما ستبقى مجموعات من "الصقور" ضمن الجبهة الوطنية، في حين ستنضم أخرى لـ "تجمع الشهباء" بريف حلب الشمالي.
من جهتها، ذكرت مصادر مقربة من "الشيخ" أن التنسيق مع "هيئة تحرير الشام" قائم منذ زمن طويل بخصوص الواقع العسكري ونقاط الرباط، بحكم أنها الفصيل الأكبر في إدلب، وتشرف على غرفة العمليات العسكرية في المنطقة.
واتهمت المصادر قيادة الجبهة الوطنية للتحرير بالعمل على استغلال الخلافات داخل "صقور الشام" ودفع بعض المجموعات للانشقاق وتشكيل فصيل مستقل، مما دفع "الشيخ" لإعلان الانفكاك عن الجبهة الوطنية.
وفي شهر تشرين الثاني الماضي، انشق 800 عنصر عن "صقور الشام"، وبحسب وصفهم، فإن السبب يعود إلى "إفراغ صقور الشام لمنطقة جبل الزاوية جنوبي إدلب من السلاح والذخيرة، ونقلها إلى ريف حلب الشمالي".
تقليص عدد فصائل الجبهة الوطنية
وانتهجت الجبهة الوطنية للتحرير العاملة في محافظة إدلب، والتي تتبع تنظيمياً للجيش الوطني السوري، سياسة جديدة قائمة على "التجميع العسكري"، بهدف تقليص عدد فصائلها، من خلال دمج الفصائل أو الكتل الصغيرة فيما بينها.
وقال المتحدث باسم الجبهة الوطنية للتحرير، النقيب ناجي مصطفى، إن عمليات الدمج بين مكونات الجبهة الوطنية تهدف إلى إنتاج قوى فاعلة على الأرض، وبالتالي ستتقلّص عدد الفصائل في التشكيل البالغ عددها نحو 14 فصيلاً إلى النصف تقريباً.
وأشار مصطفى في حديث مع موقع تلفزيون سوريا، إلى أن عمليات الدمج ستشمل الفصائل الصغيرة ضمن الجبهة الوطنية، والتي يتراوح عدد أفرادها من 500 إلى ألف، في حين لن يكون هناك حاجة لدمج الفصيل الكبير من ناحية العدد، مع فصيل آخر.
الجبهة الوطنية للتحرير
أُعلن عن تشكيل "الجبهة الوطنية للتحرير"، في شهر أيار 2018، وضمّت 11 فصيلاً من "الجيش السوري الحر" سابقاً ثم توسعت لاحقاً بانضمام فصائل أخرى، وذلك بقيادة العميد فضل الله الحجي.
ومن أبرز فصائل الجبهة الوطنية، "فيلق الشام، وجيش إدلب الحر، والفرقة الأولى الساحلية، والجيش الثاني، والفرقة الثانية الساحلية، وجيش النخبة، والفرقة الأولى مشاة، وجيش النصر، وجيش الأحرار".
ورغم أن أحرار الشام ذُكر اسمها في بيان التشكيل، إلا أن قسمها العامل في إدلب بقيادة "عامر الشيخ" يعد حلفاً في صف هيئة تحرير الشام، أكثر مما هو في الجبهة الوطنية.
يشار إلى أن الجبهة الوطنية تعمل ضمن حلف لتنسيق الأعمال العسكرية في إدلب تحت مسمى "غرفة عمليات الفتح المبين"، وتضم إلى جانب الجبهة الوطنية، هيئة تحرير الشام وجيش العزة.
وفي عام 2022 اتبعت "تحرير الشام" خطة مدروسة لاستقطاب أكبر عدد ممكن من عناصر الجبهة الوطنية للتحرير، مستغلة ضعف رواتبهم، وشح الموارد المالية، ثم تطورت الآلية للتواصل مع فصائل معينة في الجبهة، وتقديم عروض لها، مشابهة لتلك التي طُبقت مع أحرار الشام، والتي نتج عنها تقديم الدعم المادي، وزيادة التنسيق العسكري، وإقامة معسكرات وتدريبات مشتركة، إلى أن وصلت العلاقة إلى حالة الاندماج غير المعلن.