أفادت مصادر خاصة لتلفزيون سوريا بأن الأوضاع في مخيم حرجلة المخصص لإيواء النازحين في ريف دمشق تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة.
وأظهرت الصور التي حصل عليها تلفزيون سوريا نحو 450 عائلة سورية، نزحت من لبنان، تعيش في ظروف أشبه بالسجن داخل المركز المحاط بسياج حديدي، حيث تخضع حركة الأفراد لتدقيق أمني مكثف.
وبخصوص الأوضاع في مراكز الإيواء التابعة للنظام، قال الصحفي يوسف البستاني إن النظام غير مبالٍ بتوفير خدمات إنسانية حقيقية، بل يعمد إلى تدقيق أمني شديد على العائدين السوريين من لبنان، حيث ينظر إليهم كفئة معارضة له، ويرسل لهم رسائل تهديدية لتخويفهم من العودة.
وأضاف في حديث لتلفزيون سوريا: "يحاول النظام استغلال الأزمة الإنسانية من دون بذل جهود حقيقية للتخفيف عن اللاجئين اللبنانيين أو السوريين العائدين من لبنان، ويقتصر الأمر على تصريحات إعلامية، بينما النظام غائب تماماً على أرض الواقع".
وأشار البستاني إلى أن المشاهد التي عرضها تلفزيون سوريا "تعكس بوضوح غياب النظام، وربما بات اللبنانيون الآن يدركون غياب الحكومة السورية ومؤسساتها، خاصة المؤسسات الإنسانية".
كما أن النظام يحاول استغلال الأزمة الحالية لإرسال رسائل للاتحاد الأوروبي والمنظمات الإنسانية الدولية، مطالباً بدعم مالي، مستغلاً الظروف المعيشية السيئة في مراكز الإيواء كذريعة لتبرير حاجته للدعم.
ويعتبر النظام هذه الأزمة فرصة لتحقيق مكاسب مالية، إذ يسعى للاستفادة من عشرات ملايين الدولارات التي تأتي من الدعم الإنساني، مستغلاً كل أزمة للربح، سواء بعد الزلزال أو مع عودة النازحين، بحسب البستاني.
الوافدون من لبنان إلى سوريا
تجاوز عدد الوافدين من لبنان إلى سوريا خلال شهر منذ بدء حركة التوافد في 24 أيلول الماضي، 428 ألف شخص، في حين يستمر تدفق اللبنانيين والسوريين عبر المعابر الحدودية في ريف دمشق وحمص وطرطوس.
وبحسب عضو "المكتب التنفيذي لقطاع النقل في محافظة ريف دمشق"، آلاء الشيخ، فإن عدد الوافدين عبر معبر جديدة يابوس بريف دمشق بلغ حتى الآن 224,633 شخصاً، منهم 168,852 سورياً وفلسطينياً سورياً، و55,781 لبنانياً وفلسطينياً لبنانياً.
في السياق نفسه، ذكر أمين سر "اللجنة الفرعية للإغاثة بمحافظة حمص"، عدنان ناعسة، أن عدد الوافدين إلى سوريا عبر معابر حمص الحدودية وصل إلى 170,229 شخصاً، بينهم 83,695 لبنانياً و86,534 سورياً، مؤكداً تزايد الأعداد يوماً بعد يوم.
من جانبه، أوضح الأمين العام لمحافظة طرطوس، المهندس حسان حسن، أن عدد الوافدين عبر معبر العريضة في طرطوس بلغ 34,117 شخصاً، بينهم 10,351 لبنانياً و23,766 سورياً، بحسب ما نقل موقع "أثر برس" المقرب من النظام السوري.
يذكر أن حركة التوافد بدأت عقب تصاعد الغارات الإسرائيلية على لبنان، ما اضطر العديد من السوريين إلى العودة مجبرين إلى بلادهم، وهو ما عرض بعضهم للاعتقال والابتزاز على يد قوات النظام.