تمكّن المقدسيون مِن إجبار قوات الاحتلال الإسرائيلي على الرضوخ لإرادتهم وإرغامهم على إزالة جميع الحواجز في منطقة باب العامود بمدينة القدس المحتلة، والانسحاب منها.
وأجبرت قوات الاحتلال الإسرائيلي على إزالة الحواجز التي أثارت غضباً مقدسياً وتفاعلاً فلسطينياً وعربياً، ما دفع المقدسيين للاحتفاء والاحتفال، بعد أيام مِن المواجهات مع شرطة الاحتلال والمستوطنين.
وامتلأت ساحة باب العامود في القدس، ليل الأحد - الإثنين، بآلاف الفلسطينيين الذين احتفلوا بإزالة الحواجز الحديدية التي أقامها الاحتلال الإسرائيلي، منذ بداية شهر رمضان المبارك، لِمنعهم مِن الوصول إلى الساحة.
وهتف آلاف الفلسطينيين مِن شيوخ ونساء وأطفال وشبّان، بشعارات تُحيي ما وصفوه بـ"الانتصار على المحتل"، كما أنشدوا أغاني وطنية مِن بينها: "بكتب اسمك يا بلادي عالشمس اللي ما بتغيب"، ومنهم مَن رفع علم الثورة السوريّة وسط الساحة.
ووصف الشبّان المقدسيون تراجع قوات الاحتلال وإزالة الحواجز بأنها انتصار "للهبّة" (الانتفاضة) التي أطلقوها واستمروا بها على مدى الأيام الماضية، حيث وقعت مواجهات ليلية عنيفة مع الاحتلال ومستوطنيه.
وكانت شرارة هذه "الهبّة" قد اشتعلت حين قرّرت شرطة الاحتلال الإسرائيلي منع التجمعات في ساحة باب العامود بمدينة القدس، مع بداية شهر رمضان المبارك.
— معتز أبوريدة_غزة 𓂆 🇵🇸 (@Abuabraa2110198) April 25, 2021
مِن جانبها أفادت قناة "12" الإسرائيلية الخاصة بأنّ "الشرطة انسحبت بأمر من المفتش العام للشرطة"، دون ذكرِ مزيدِ مِن التفاصيل.
ولم تنشب أي مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلية قبل انسحابها، بينما حضر النائب العربي في الكنيست (البرلمان) أحمد الطيبي مع المتظاهرين.
القوى الفلسطينية تبارك وتشيد
أشادت القوى والفصائل الفلسطينية بصمود المقدسيين أمام قوات الاحتلال الإسرائيلي في منطقة باب العامود، حيث قالت حركة التحرير الوطني (فتح) إن "تراجع قوات الاحتلال أمام صمود وثبات أبناء شعبنا دليل آخر على أن الحق سينتصر على الباطل المتمثل بدولة الاحتلال ومستوطنيها".
بدورها قالت باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إنّ "إقدام شرطة الاحتلال على إزالة حواجزها في باب العامود بعد ثورة الشباب المقدسي نموذج على قدرة الفلسطيني على التحدي والصمود وفرض إرادته على المحتل".
أمّا حركة "الجهاد الإسلامي" فقد قالت إنّ "المقدسيين حققوا إنجازاً في مواجهة الاحتلال الغاصب، بعد أن أجبرته انتفاضتهم على إزالة الحواجز من منطقة باب العامود".
وكانت قوات الاحتلال ومنذ بداية شهر رمضان المبارك، تمنع الفلسطينيين من الجلوس وتنظيم الفعاليات الرمضانية السنوية في منطقة باب العامود (ويُعرف بباب دمشق) أحد أبواب المسجد الأقصى، دون أن تفسّر سبب المنع، ما تسبب بنشوب مواجهات بين الشبان الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية.
وبلغت المواجهات ذروتها، يوم الخميس الفائت، حيث قال مسعفون فلسطينيون إنّ 100 شخص أصيبوا، كما اعتقلت الشرطة الإسرائيلية أكثر مِن 50 متظاهراً، تزامناً مع تنظيم المئات مِن الإسرائيليين المتطرفين مسيرة وسط القدس باتجاه باب العامود، وهم يهتفون "الموت للعرب"، ليمتد غضب الفلسطينين إلى كامل الضفة الغربية، التي شهدت احتجاجات للتضامن مع المقدسيين.