أطلق زعيم المعارضة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قناة على التيك توك باسم "الشيخ أبو يائير" لاستمالة الناخب العربي قبل الانتخابات المرتقبة في 1 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
تنشر القناة مقاطع فيديو وأغاني بدوية عن الشرف والقوة، في إحدى الأغاني يظهر نتنياهو خلال زيارته لمنطقة النقب كجزء من الحملة الانتخابية للكنيست السابقة، وهو يشرب القهوة العربية.
وفي إحدى المقاطع يستخدم أغنية عربية شعبية دارجة على التيك توك، تقول كلماتها "عدت إليك بعد غياب.. الأسد لا تهمه الذئاب".
ويعرف نتنياهو في إسرائيل رسمياً وشعبياً بلقب "بي بي"، ويكنى بـ "أبي يائير".
وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي يشهد الوسط العربي في إسرائيل انقساماً حزبياً، ويحاول نتنياهو استغلال هذه الفرصة للعودة إلى الحكم.
يوم الجمعة الماضي، استيقظ المجتمع العربي في إسرائيل، على انقسام دراماتيكي في كتلة الأحزاب العربية التي تستعد لخوض الانتخابات العامة، وسط احتفال ومباركات من اليمين الإسرائيلي المتطرف.
وقرر "التجمع الوطني الديمقراطي"، حزب عربي في إسرائيل، في اللحظات الأخيرة، الانشقاق عن تحالف "القائمة العربية المشتركة"، التي تضم حزبين آخرَين.
بعد التمييز ضدهم بات يخطب ودهم
بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن تودد نتنياهو للعرب يعد انعطافة في سياسة حزب الليكود (اليمين)، الذي لم ينفك عن مهاجمة العرب وممارسة التمييز العنصري بحقهم.
يعد نتنياهو من أبرز السياسيين الإسرائيليين في التسويق السياسي وقيادة حملات انتخابية ناجحة ضمنت بقاء في منصب رئاسة الوزراء لأطول فترة حكم بتاريخ إسرائيل، بغلت 15 سنة، 12 عاماً منها كانت متواصلة.
ويقدم نتنياهو نفسه في الحملة الانتخابية بأنه الرجل القوي صاحب "الكاريزما" الذي يستطيع إقامة "حكومة مستقرة لأربع سنوات من الازدهار".
وتركز وعوده الانتخابية للناخبين العرب على القضاء على الجريمة المتفشية في المجتمع العربي.
ويقول الدكتور محمد خلايلة من جامعة حيفا، لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن عودة نتنياهو إلى بلفور (مقر إقامة رئيس الوزراء في القدس الغربية) تعتمد على معدلات التصويت المنخفضة في المجتمع العربي.
ويضيف خلايلة، إن لنتنياهو مصلحة واضحة في جعل الجمهور العربي في سبات، وتعزيز الشعور بعدم الثقة في الأحزاب العربية، الأمر الذي يضمن معدلات تصويت منخفضة.
وكانت الأحزاب العربية ممثلة بـ "القائمة العربية المشتركة" حققت في السنوات الأخيرة عدد مقاعد غير مسبوق في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) قبل أن تتفكك إلى ثلاثة أجزاء قبل أيام.
انقسام الأحزاب العربية في إسرائيل
لم يكن انشقاق " التجمع الوطني الديمقراطي"، هو الانشقاق الأول في "القائمة المشتركة"، بعد انشقاق "القائمة العربية الموحدة"، حزب عربي إسلامي، بقيادة منصور عباس، في انتخابات 2021، الذي دخل في الائتلاف الحكومي القائم حالياً.
تشكلت القائمة المشتركة للمرة الأولى، في العام 2015 وشملت 4 أحزاب وهي الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة برئاسة أيمن عودة، والقائمة العربية للتغيير برئاسة أحمد الطيبي، والتجمع الوطني الديمقراطي، والقائمة العربية الموحدة.
وقبيل إعلان التجمع الوطني الديمقراطي انفصاله عنها، كانت استطلاعات الرأي العام تتوقع حصول القائمة المشتركة على 5 إلى 6 مقاعد.
وبالمقابل تشير الاستطلاعات إلى حصول القائمة العربية الموحدة برئاسة عباس، على 4 مقاعد.
ويٌشكل العرب نحو 21% من عدد المواطنين في إسرائيل البالغ نحو 9.5 ملايين نسمة.