ناقشت المخابرات الباكستانية، مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، مصير عناصر المرتزقة في ميليشيات "لواء زينبيون"، الذين كانوا يقاتلون ضمن صفوف ميليشيا "الحرس الثوري" الإيراني في سوريا.
وبحسب تقرير نشره موقع "إنتلجنس أونلاين"، فإن محادثات دارت بين المخابرات الباكستانية وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، حول تحديد مصير "لواء زينبيون"، وذلك في ظل عزم "الحرس الثوري" الإيراني، إعادة المقاتلين لبلادهم بالتزامن مع تراجع القتال في سوريا، وفق ما قاله التقرير.
وأوضح التقرير أن إسلام آباد تخشى من أن تثير عودة مقاتلي هذه الميليشيا النعرات الطائفية في البلاد، مشيراً إلى أن باكستان اعتقلت نحو 300 من أصل 1000 مقاتل عادوا إلى ديارهم بشكل غير قانوني، يشتبه بقيام بعضهم بالتخطيط لهجمات ضد أفراد من السنّة.
وأضاف أن طهران اقترحت إرسال مقاتلي اللواء إلى اليمن، أو إعادتهم إلى إيران وإلحاقهم بفيلق "حرس الحدود" أو "قوات الباسيج"، أو ما يعرف بـ "قوات تعبئة الفقراء والمستضعفين".
ووفق تقرير "إنتلجنس أونلاين"، يستخدم النظام الإيراني ميليشياته في زعزعة استقرار بلدان مجاورة لتحقيق أهداف استراتيجية وأيديولوجية، ومن هذه الميليشيات "لواء زينبيون"، الذي أسسه "الحرس الثوري" الإيراني في العام 2012 من مقاتلين باكستانيين في سوريا، ثم تحول إلى ورقة ضغط مباشرة على السلطات الباكستانية بعد انتهاء دورهم وعودة عدد كبير منهم إلى بلدهم.
وجعلت إيران "لواء زينبيون" قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في قلب جارتها باكستان متعددة الطوائف، والتي لا ترتبط بعلاقات وثيقة مع النظام الإيراني.
وكان "لواء زينبيون" من أبرز الميليشيات التي كونتها ميليشيا "فيلق القدس"، التابعة لـ "الحرس الثوري الإيراني"، بحجة حماية العتبات المقدسة الشيعية في العاصمة دمشق منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في العام 2011، إلا أنها في الحقيقة كانت تقاتل ضد السوريين ضمن الميليشيات الداعمة لقوات نظام الأسد.
تراجع دورهم في سوريا
وتسببت التغييرات السياسية والعسكرية في سوريا بتراجع الدور الذي تقوم به تلك الميليشيات، مما دفع بأعداد كبيرة من المرتزقة إلى العودة إلى بلدانها، وخاصة إلى باكستان وأفغانستان.
ويؤكد مسؤولون في الاستخبارات الباكستانية، أن عددا كبيرا من عناصر "لواء زينبيون" بدؤوا بالعودة إلى باكستان مؤخراً، بعضهم بطرق سرية غير قانونية، وذلك بعد تراجع الطلب بشكل كبير على خدماتهم في سوريا، بفعل تغير ديناميات الصراع، وحالة الغموض الإيرانية حول مصير تلك الميليشيات التي دعّمت أهداف طهران بكل قوة.
ويتكون "لواء زينبيون" من شيعة باكستانيين، وتتخوف الجهات الباكستانية من إمكانية أن يقوم هؤلاء المقاتلون بتأجيج الصراع الطائفي والفوضى في باكستان، حيث يمكن لطهران أن تتدخل في شؤون الداخلية للدولة، واستمرار حروب الوكالة التي تخوضها في المنطقة.
ووفق خبراء أمن باكستانيين، فإن دور إيران في حوادث وقعت في باكستان يبدو واضحاً، إذ لا يمكن إنكار دورها في قضية الجندي في البحرية الهندية والجاسوس، كولبوشان ياداف، الذي تم القبض عليه على الحدود الباكستانية الإيرانية.
ويحذر خبراء، نقل عنهم "إنتلجنس أونلاين" من التأخر الباكستاني في اتخاذ تدابير لازمة لمواجهة عودة مقاتلي "لواء زينبيون"، الأمر الذي يفسح المجال أمام زيادة خطر النزاعات الطائفية في البلاد.
ما دور إيران في باكستان؟
وتشير التوقعات إلى أن النظام الإيراني سيتمتع بنفوذ أكبر في باكستان من شأنه تغيير الموازين في المنطقة عقب انسحاب الجيش الأميركي من أفغانستان.
ويدعم هذه التوقعات تعيين إسماعيل قاآني قائداً جديداً لـ "فيلق القدس"، خلفاً لقاسم سليماني، مطلع العام الجاري، وهو الذي ظل مسؤولاً لسنوات عن تجنيد مقاتلين للفيلق من أفغانستان وباكستان، واهتمامه بشكل خاص بإرسالهم إلى إيران وتدريبهم هناك.
وتغذي إيران بقوة النزاعات الطائفية في باكستان المجاورة، لتحقيق أهداف أيديولوجية بحتة.
وأوضح تقرير إنتلجنس أونلاين" أن النظام الإيراني يستخدم الدعاية والتجنيد الأيديولوجي لبناء ميليشيات طائفية موالية له وتقاتل في سبيل نصرة أجندته في سوريا ومناطق أخرى، وتشير العديد من الدراسات إلى أن الفقر والأيديولوجيا يعتبران من أهم العناصر بيد إيران لإقناع الباكستانيين بالانضمام إلى "لواء زينبيون".
واستغل النظام الإيراني ورقة المال للضغط على الباكستانيين الفقراء للمشاركة في ميليشياتها، حيث وعدهم بمنحهم الجنسية الإيرانية لهم ولعائلاتهم، وتأمين فرص عمل ورواتب لهم، وإلا سيواجهون خطر الطرد من إيران، خاصة أولئك الذين لجؤوا إلى الأراضي الإيرانية، في حين يعاني الشعب الإيراني في سبيل تأمين لقمة عيشه.
وتشير التقارير إلى أن إيران تقدم للمقاتلين في "لواء زينبيون" وعوداً براتب شهري يتراوح بين 700 و750 دولاراً أميركياً، وإجازة لمدة 15 يوماً كل 3 أشهر.