قتل نحو 100 فلسطيني، يوم الخميس، من جراء غارات إسرائيلية ليلية استهدفت جنوبي قطاع غزة حيث يكثف الجيش الإسرائيلي عملياته.
وذكر المكتب الإعلامي التابع لحركة "حماس" أن "أعنف الغارات الدامية خلفت 16 شهيداً بينهم نساء وأطفال وأكثر من 20 مصاباً جراء استهداف منزل ليلاً لعائلة الزاملي في شرق رفح".
كما نفذ الجيش الإسرائيلي عشرات الغارات على مخيمات اللاجئين في وسط قطاع غزة وعلى خان يونس، كبرى مدن الجنوب والتي باتت مركزاً للمعارك.
من جانبه قال جيش الاحتلال إنه يخوض معارك قرب رفح وقد تقدّم إلى "أقصى منطقة جنوبي قطاع غزة منذ بدء العملية البرية" في 27 تشرين الأول.
وزعم أن قواته قتلت العشرات من مقاتلي فصائل المقاومة خلال معارك مباشرة، بمساعدة نيران الدبابات والدعم الجوي في خان يونس.
خلافات "عميقة"
سياسياً، ظهرت إلى العلن مجدداً، الخميس، الخلافات العميقة في الرأي بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن فترة ما بعد الحرب في قطاع غزة واحتمالية قيام دولة فلسطينية، الضامن الوحيد "لأمن إسرائيل" في نظر واشنطن على المدى الطويل.
وعندما سئل عن تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، رد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي: "واضح أننا نرى الأمور بشكل مختلف".
وكان نتنياهو قد ذكر أنه "يجب أن تكون لإسرائيل سيطرة أمنية على كامل الأراضي الواقعة غربي نهر الأردن. هذا شرط ضروري يتناقض مع فكرة السيادة (الفلسطينية)".
وأضاف نتنياهو "رئيس الوزراء الإسرائيلي يجب أن يكون قادراً على قول لا، حتى لأفضل أصدقائنا، أن يقول لا عندما يكون ذلك ضرورياً، وأن يقول نعم إذا كان ذلك ممكناً".
وفيما تخضع الحكومة الإسرائيلية لضغوط شديدة من أجل العمل على إطلاق سراح الرهائن وتتصدى للدعوات من أجل وقف إطلاق نار، أعلن نتنياهو الخميس أن "الانتصار سيستغرق أشهراً طويلة لكننا مصممون على تحقيقه".
وتابع: "لن نكتفي بأقل من انتصار تام، ما يعني القضاء على القادة الإرهابيين، وتدمير قدرات حماس العملانية والعسكرية، وعودة رهائننا إلى ديارهم، ونزع سلاح قطاع غزة مع سيطرة أمنية كاملة لإسرائيل وعلى كل ما يدخل" إلى القطاع.
خطر المجاعة
وتنبه الأمم المتحدة إلى "خطر المجاعة" و"الأوبئة القاتلة" في القطاع الفلسطيني الصغير والمحاصر بشكل كامل منذ 9 تشرين الأول.
ودمر القصف الإسرائيلي أحياء بكاملها، وتسبب في أزمة إنسانية كبيرة وأخرج أكثر من نصف المستشفيات من الخدمة. كما انقطعت الاتصالات بشكل شبه كامل منذ أكثر من ستة أيام في القطاع الذي تبلغ مساحته 362 كيلومتراً مربعاً ويناهز عدد سكانه 2,4 مليون نسمة.