اشتكت "قوات سوريا الديمقراطية/ قسد" من أن دولا كثيرة تركتها وحيدة في القتال ضد تنظيم "الدولة" وامتنعت عن إعادة عناصرها المنضمّين إلى صفوف التنظيم في سوريا، وخصوصا ألمانيا. بحسب تقرير نشرته صحيفة "دويتشه فيله/ DW" الألمانية بعنوان "أكراد سوريا يوبخون ألمانيا".
ووجهت "قسد" التي تشكل "وحدات حماية الشعب الكردية" عمودها الفقري في سوريا، اللوم إلى ألمانيا لعدم تقديمها المزيد من المساعدة في محاربة تنظيم الدولة، وخاصة فيما يتعلّق باستعادة عناصرها المنضوين لصفوف التنظيم والمعتقلين في سجون قسد.
ونقلت الصحيفة عن المسؤول في "قوات سوريا الديمقراطية" نيروز أحمد قوله إن عشرات المواطنين الألمان الإسلاميين المتطرفين ما زالوا محتجزين في السجون والمعسكرات في المنطقة، مضيفًا: "لقد أدارت العديد من الحكومات الأجنبية ظهرها لهذه القضية وتركت العبء الثقيل على عاتقنا، حيث يقول مسؤولو تلك الحكومات: طالما أن المعتقلين ليسوا على أرضنا فإنهم لا يشكلون خطرا علينا" بحسب تعبيره.
وأشار أحمد إلى أن تنظيم الدولة يمتلك شبكة دولية وليست محلية، لافتاً إلى أن هذا النهج الذي تتبعه بعض الدول "يخلق مخاطر كبيرة ويزيد من خطر (داعش)".
"موقف الحكومة الألمانية غير واضح"
وانتقد أحمد بشكل خاص ألمانيا معتبراً أن موقف الحكومة الألمانية غير واضح، وقال: "ألمانيا لا تقدم دعما كافيا لمنطقتنا، خاصة فيما يتعلق بالهجمات التي نواجهها، وتلعب ألمانيا دورا مهما على المستوى العالمي والأوروبي. ومع ذلك، ليس لدينا الدعم الذي نحتاج إليه خلال حربنا على (الإرهاب)".
وفي الـ20 من كانون الثاني الفائت، هاجم عناصر تنظيم الدولة سجن غويران الواقع في المنطقة الخاضعة لسيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" في الحسكة شمال شرقي سوريا، والذي تحتجز فيه عناصر التنظيم وعائلاتهم.
كما أن العديد من أعضاء التنظيم وأزواجهم وأطفالهم من مختلف دول العالم، محتجزون في السجون والمعسكرات الخاضعة لإدارة قسد. وترفض العديد من الدول إعادة قبول مواطنيها المنتسبين للتنظيم على أساس أن ذلك يشكل خطرا أمنيا.
ولم تستجب ألمانيا لمطالب "قوات سوريا الديمقراطية" باستعادة عناصرها في التنظيم، وفق الصحيفة. وصرحت الخارجية الألمانية أنه من الصعب إعادة المواطنين الألمان إلى البلاد، مشيرة إلى عدم وجود تمثيل دبلوماسي لهم في سوريا.
وختم المسؤول في قسد نيروز أحمد تصريحاته بالقول إن تنظيم الدولة "يخطط لتحرير أكبر عدد ممكن من المقاتلين من السجون تماشياً مع هدف إعادة الهيكلة" وفق ما نقلت عنه دويتشه فيله.