icon
التغطية الحية

"قسد" تفتح باب الرشوة والمحسوبيات في مراكز الحبوب بالحسكة

2024.06.06 | 16:32 دمشق

مركز الحبوب الحسكة
مركز استلام الحبوب في ريف الحسكة (فيس بوك)
الحسكة - خاص
+A
حجم الخط
-A

اشتكى مزارعون وسائقو شاحنات في محافظة الحسكة من ربط تسيير الدور أمام مراكز استلام الحبوب (الصوامع) -التي تشرف عليها "الإدارة الذاتية"- برقم "بطاقة المنشأ"، ما فتح المجال أمام الرشوة والفساد والمحسوبيات داخل هذه المراكز.

وقال سائق إحدى الشاحنات "أبو أحمد"، لـ موقع تلفزيون سوريا: "بعد توقفي لأيام أمام مركز استلام الحبوب في مدينة عامودا، وفي اليوم الأول من بدء استلام الحبوب، فُرض نظام الدور عبر بطاقة المنشأ الصادرة عن موظفي المركز".

وأوضح أنّ عشرات الشاحنات كانت مصطفة في دور بحسب أسبقية الوصول إلى المركز، لكن إدارة المركز ربطت الدور بـ"بطاقة المنشأ"، والتي مَنحت أفضلية التوريد لأشخاص محسوبين ومتنفذين لدى "الإدارة الذاتية"، وآخرين دفعوا مبلغ يتراوح بين 50  و100 دولار أميركي، للحصول على دور متقدم.

كذلك اشتكى مزارعون من ارتفاع أجور العمال المسؤولين عن تفريغ حمولة الشاحنات "دوكما"، حيث تفرض "الإدارة الذاتية" مبلغ 15 ألف ليرة سوريّة على الطن الواحد، ما يعني أنّ حمولة الشاحنة الواحدة تتجاوز الـ500 ألف ليرة، رغم سهولة تفريغها.

مزارعون: لا نثق بقرارات "الإدارة الذاتية"

قال فراس يوسف -مزارع من القامشلي- لـ موقع تلفزيون سوريا إنه "دفع مبلغ مليون ليرة سورية (70$ تقريباً) لسمسار مقابل قطع بطاقة المنشأ له برقم متقدم، ليتمكّن من توريد قمحه في اليوم الثاني من بدء استلام المركز للحبوب".

ويشير "يوسف" إلى أنّ المزارعين يتخوفون من قرارات "الإدارة الذاتية" المفاجئة، فقد تتوقف عن الاستلام في أي لحظة أو تتخذ إجراءات جديدة أو حتى تخفّض سعر الشراء أكثر: "لا يمكننا الوثوق بقراراتهم، لذلك كل همنا كان توريد محصولنا في أقرب وقت".

وأوضح أنّ "الغالبية الساحقة من المزارعين لا يملكون مستودعات للتخزين، وكذلك عملية النقل والتخزين في الأكياس مكلفة جداً، والتجار دائماً ما يستغلون الأزمات لشراء محاصيلنا بأسعار بخسة، وساهمت تسعيرة الإدارة الذاتية الزهيدة بانخفاض السعر حتى في السوق السوداء".

حصر التوريد بأكياس الخيش (شِوال)

كشف مصدر من "الإدارة الذاتية" لـ موقع تلفزيون سوريا، منتصف أيار الفائت، عن استيراد الإدارة كمية كبيرة من أكياس الخيش بهدف إلزام المزارعين بتوريد أكثر من 600 ألف طن من إنتاج المنطقة، بالأكياس حصراً.

وبدأت "الإدارة الذاتية" عملياً بحصر التوريد في أكثر من 20 مركزاً في مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية -قسد" شمال شرقي سوريا، ضمن أكياس الخيش التي استوردتها مسبقاً من إقليم كردستان العراق.

وقال "أبو نواف" -مزارع من الدرباسية في ريف الحسكة- لـ موقع تلفزيون سوريا، إنّه "اشترى 500 كيس خيش (شوال) بسعر 750 دولاراً من الإدارة الذاتية، التي ألزمتهم توريد القمح بالأكياس حصراً، إلى مركز (قصرك) شمالي الحسكة".

وأوضح أن "عملية تعبئة أكياس الخيش بالقمح وشحنها إلى المركز وإنزالها لاحقاً، إلى جانب ثمن الأكياس، وصلت كلفتها إلى أكثر من ألفي دولار، الأمر الذي ألحق بي خسائر كبيرة من جراء تدني سعر الشراء".

وبحسب "أبو نواف"، فإنّ سقي أرضه المزروعة بالقمح، اعتماداً على المازوت الحر (4600 ليرة سوريّة للتر الواحد) غالي الثمن، لعدم توفير "الإدارة الذاتية"، مخصّصات المزارعين من مادة المازوت بذريعة هطول الأمطار والقصف التركي على مواقع نفطية في محافظة الحسكة، مطلع العام الجاري، ما رفع كلفة الإنتاج أضعاف ما كان عليه في العام الفائت.

وأكّد أنّ "الإدارة الذاتية لن تعيد ثمن أكياس الخيش للمزارعين، بل باعته بسعر التجّار، أي أنها حقّقت الربح حتى من أكياس الخيش وعملية التنزيل، حيث جميع العمال يتبعون لها"، مردفاً "أنا ككثير من مزارعي المنطقة، سأستغني عن الزراعة، وأمنح نصف مساحة أرضي لمستثمر والنصف الآخر لن أزرعه العام المقبل، لعدم توفّر السيولة المالية، أساساً ما سأجنيه من محصول العام الجاري، لن يغطّي كلفة الإنتاج والديون المترتبة علي".

وحدّدت "الإدارة الذاتية" سعر شراء القمح من الفلاحين في مناطق شمال شرقي سوريا للعام الحالي 2024، بـ31 سنتاً أميركياً مقابل الكيلو الواحد، والسعر الجديد أقل من العام الفائت، الذي كان بـ43 سنتاً أميركياً.

وجهزت "الإدارة الذاتية" 30 مركزاً لاستلام القمح، خلال الموسم الحالي، بقدرة استيعابية تفوق المليون ونصف المليون طن، وهو الإنتاج المتوقّع في مناطق شمال شرقي سوريا.