علقت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) عملياتها المشتركة مع قوات التحالف الدولي ضد "تنظيم الدولة" (داعش)، احتجاجاً على الموقف الأميركي من الهجمات التركية في شمال شرقي سوريا.
وقال مصدر مقرب من "قسد" لموقع "تلفزيون سوريا"، إن "قسد" أعلمت قوات التحالف خلال اجتماع عقد بين الطرفين، يوم أمس الثلاثاء، بقرارها تعليق العمليات العسكرية والأمنية المشتركة التي تستهدف خلايا "تنظيم الدولة" في المنطقة.
وأبدى قادة "قسد" انزعاجهم من الموقف الأميركي وعدم اتخاذ إجراءات لوقف القصف التركي خلال الاجتماع، مطالبين واشنطن بموقف حازم والالتزام بتعهداتها بمنع التصعيد العسكري في المنطقة، بحسب المصدر.
وطالبت القوات الأميركية "قسد" بتجنب التصعيد مع تركيا ووقف الهجمات الصاروخية مع تأكيدها على التواصل المستمر مع أنقرة بهدف التهدئة.
استهداف مواقع لـ"قسد" قرب مقر مظلوم عبدي
وبحسب المصدر، فإن موقف "قسد" جاء بعد استهداف طائرة مسيرة تركية، أمس الثلاثاء، لموقع القوات الخاصة بمكافحة الإرهاب، بالقرب من مقر قائد "قسد" مظلوم عبدي، وقاعدة للقوات الأميركية شمالي الحسكة.
وأسفر الاستهداف عن مقتل عنصرين وإصابة أربعة آخرين من القوات الخاصة التابعة لـ"قسد"، بحسب ما أفاد به مصدر خاص لموقع "تلفزيون سوريا" في وقت سابق.
وقال نوري محمود المتحدث باسم "وحدات حماية الشعب" (YPG)، في تغريدة على حسابه بموقع تويتر: "التصريحات الخجولة والضعيفة للدول الضامنة والتحالف الدولي الذي عمل معنا في الحرب ضد الإرهاب العالمي لهزيمة داعش، شجعت نظام أردوغان في تركيا على شن حرب غير شرعية على شمال وشرق سوريا (غرب كردستان)".
The timid and weak statements by the guarantor countries and International Coalition that worked with us (YPG/YPJ/SDF) in the fight against global terrorism to defeat ISIS, only embolden Erdogan's regime in Turkey to wage an illegal war on north and eastern Syria (Rojava).
— Nuri Mahmoud (@NuriMahmoud_eng) November 22, 2022
وقال الكولونيل جو بوشينو، المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية، إن قواتنا لم تكن موجودة في القاعدة التي جرى استهدافها بالمسيرة التركية، بينما "كان لنا وجود في قاعدة مجاورة".
وترى "قسد" أنه لا يمكن لأي طائرة حربية أو مسيرة الاقتراب من محيط القاعدة الأميركية من دون تنسيق مسبق، خاصة أن عناصرها يتمركزون بشكل متكرر في الموقع الذي جرى استهدافه، وفق ما أكده المصدر.
مظلوم عبدي يصف الموقف الأميركي والروسي بالـ"ضعيف"
وقال مظلوم عبدي، اليوم الأربعاء، إن الهدف الأكثر ترجيحاً لهجوم بري تركي محتمل ضد المناطق التي تسيطر عليها قواته سيكون مدينة عين العرب "كوباني"، كرد من أنقرة على الهجوم الذي استهدف إسطنبول وأدى إلى مقتل 6 أشخاص وإصابة العشرات، واتهمت به الحكومة التركية قواته.
وأضاف عبدي في أول مقابلة له، بعد هجوم إسطنبول الذي نفى صلة قواته به، أنا محبط من الرد الضعيف لروسيا والولايات المتحدة على عشرات الغارات الجوية التركية التي استهدفت مناطق نسيطر عليها وقتل فيها 11 شخصاً هذا الأسبوع، بحسب موقع "المينيتور" الأميركي.
وأردف أن الغزو الروسي لأوكرانيا عزز من قيمة تركيا في نظر روسيا والغرب على حد سواء. ويعتقد الكثيرون أن رد الفعل الضعيف من كلا الجانبين على عمليات تركيا المتصاعدة ضد "قسد" يرجع إلى رغبتهم في جذب أنقرة إلى جانبهم.
العملية التركية لن تقتصر على الضربات الجوية
وأطلقت تركيا عملية عسكرية في شمالي سوريا والعراق تحت اسم "المخلب - السيف"، ونفّذت طائرات حربية تركية، منذ مساء السبت الماضي، حملة قصفٍ مكثّف على عدة مواقع لـ "قوات سوريا الديمقراطية" و"حزب العمال الكردستاني" في سوريا والعراق.
وأمس الثلاثاء، أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على أن بلاده "ستكمل الخط الأمني على حدودها الجنوبية مع سوريا"، مشدداً على أنه "لا أحد يستطيع عرقلة هذه المساعي".
كما أكد الرئيس التركي، على أن عملية "المخلب - السيف" لا يمكن أن تقتصر على الضربات الجوية، موضحاً أنه سيتخذ القرار والخطوة بشأن حجم القوات البرية التي يجب أن تنضم إلى العملية.