اعتقلت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) رئيس المجلس الوطني الكردي في سوريا، سليمان أوسو، وأعضاء هيئة الرئاسة بمدينة القامشلي، بعد أن فرقت مظاهرة للمجلس بالقوة واعتدت على عشرات الاشخاص بينهم نساء بالضرب المبرح.
ودعا المجلس الوطني الكردي لوقفة احتجاجية أمام مقر الأمم المتحدة بمدينة القامشلي مساء اليوم الإثنين للمطالبة بالإفراج عن نحو عشرين معتقلا بينهم صحفيون وناشطون.
وقال مصدر من المجلس الوطني الكردي لـ موقع تلفزيون سوريا إن "عناصر قسد أقدموا على إلقاء قنبلة صوتية في شارع السياحي بمدينة القامشلي لمنع أنصار المجلس الوطني الكردي من التجمع أمام مقر الأمم المتحدة قبل ساعتين من وقت المظاهرة".
وأفاد المصدر بإغلاق مسلحي "الشبيبة الثورية وقوات الأسايش والترافيك (شرطة المرور)" كل الطرق المؤدية إلى شارع السياحي لمنع أنصار المجلس من التظاهر منذ الساعة الثالثة ظهرا.
وفي أثناء تجمعهم أمام مقر الأمانة العامة في حي السياحي؛ هاجم عناصر من استخبارات "قسد" و"الشبيبة الثورية" أنصار المجلس واعتدوا بالضرب على عشرات الأشخاص بينهم نساء.
وأشار المصدر إلى اعتقال كل من "سليمان أوسو، رئيس المجلس الوطني الكردي ومحمد إسماعيل عضو الهيئة الرئاسية وفيصل يوسف الناطق الرسمي باسم المجلس وخمسة أعضاء آخرين من قيادة المجلس".
كما اعتقلت قسد الدكتورة سولين كدو ابنة الناشط السياسي فتحي كدو المعتقل لدى استخبارات قسد منذ 20 يوماً.
وتسبب هجوم مسلحي "الشبيبة الثورية" بالعصي وأدوات حادة على المتظاهرين بإصابة عشرة أشخاص على الأقل من أنصار وذوي معتقلي المجلس الوطني الكردي بينهم نساء نقلوا إلى مشافي القامشلي لتلقي العلاج كما حطم عناصر الشبيبة 7 سيارات تعود ملكيتها لمدنيين من سكان حي السياحي.
ومنعت حواجز قسد دخول أنصار المجلس وعوائل المعتقلين القادمين من مدن وبلدات محافظة الحسكة إلى مدينة القامشلي لمنعهم من المشاركة في المظاهرة.
وردد عناصر الشبيبة الثورية واستخبارات قسد شعارات مؤيدة لحزب العمال الكردستاني (PKK) وزعيمه عبد الله أوجلان متهمين المجلس بالخيانة وبالعمالة لتركيا وفق ما أكدت مصادر من المتظاهرين.
وتستمر استخبارات قسد باعتقال أكثر من 15 عضوا في المجلس الوطني الكردي وصحفيين وناشطين بينهم إعلامية منذ شهر آذار الفائت.
حملات الاعتقال مستمرة في مناطق "قسد"
واعتقلت استخبارات قسد في منتصف حزيران الفائت، الناشطة الإعلامية بيريفان إسماعيل، والقيادي في المجلس الوطني الكردي فواز بنكو في مدينة عامودا بريف الحسكة، وذلك كجزء من سياسة "قسد" المستمرة في قمع جميع معارضيها، بالرغم من التنديد المحلي والدولي
وكانت قسد قد اعتقلت، في شهر أيار الفائت، ثلاثة أشخاص بينهم قاصر في مدينة عامودا بريف الحسكة، بسبب تقديمهم مسرحية استذكرت مجزرة ارتكبتها "وحدات حماية الشعب" التي تمثل العمود الفقري لـ قسد.
وقال مصدر من ذوي المعتقلين لموقع تلفزيون سوريا إن استخبارات قسد اعتقلت "مجدل دحام حاج قاسم" وهو مسؤول فرقة خوناف الفولكلورية على حاجز أمني في المدخل الغربي للمدينة.
كما اعتقلت استخبارات قسد الطالب سعد كاوا كونرش والطفل صالح جميل بكاري في أثناء عودتهم من المدرسة بمدينة عامودا وهما من أعضاء الفرقة المسرحية التابعة لفرقة خناف الفولكلورية.
وفي 21 من نيسان الفائت، اعتقلت استخبارات (قسد)، الكاتب والممثل المسرحي، ناصر جارو، وأحد مسؤولي الفرقة ذاتها على أحد حواجزها الأمنية بريف مدينة الحسكة.
ومطلع شهر نيسان الماضي، اعتقلت استخبارات "قسد"، الصحفي أحمد صوفي، في ريف المالكية، وهشام عبد الله دورسن عضو "المجلس الوطني الكردي" في ديرك (المالكية)، والسياسي مروان لياني وسط سوق بلدة معبدة بريف القامشلي الشرقي، بعد أيام من اعتقال الصحفي راكان أحمد بمدينة معبدة ولا يزال مصيرهم مجهولاً.
وتشهد مناطق سيطرة "قسد" انتهاكات واسعة بحق الناشطين السياسيين والصحفيين والمؤسسات الإعلامية، شملت إغلاق وسحب ترخيص قنوات تلفزيونية والاعتداء بالضرب والتهديد واعتقال العشرات من الصحفيين والناشطين خلال الأعوام الماضية.